الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهلال الشيعي والهلال السني وما بينهما

زاهر الزبيدي

2012 / 11 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الهلال الشيعي والهلال السني وما بينهما
لم يعد إختلاف رؤية الهلال ، لتحديد الأشهر القمرية في أعوامنا الهجرية ، هي المشكلة الوحيدة بين تلكما الطائفتين بل تعدى الموضوع ومنذ زمان طويل الى ذلك الصراع الطاحن الذي فسرت فيه الطوائف القرآن الكريم كل على هواه .. وما بين أهلتهم تلك فجرت الأجساد وقطعت رقاب ودمرت البنية التحتية لأرض المسلمين وبُعثرت ثرواتهم على سلاح يقتل فيه بعضهم البعض .. إلا إن ظهور مصطلح هلالين سني وشيعي يفرز مدى قسوة الصراع على ترسيم حدود كلا الهلالين وما ينم عليه ، اليوم ومستقبلاً ، من اهوال سوف لن ينوب منها الشعوب المسلمة إلا الخسران المبين .
ففكرة الهلال الشيعي التي طرحها الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في معرض حديثة لصحيفة الواشنطن بوست أثناء زيارته للولايات المتحدة في أوائل شهر ديسمبر عام 2004، حين عبر عن تخوفه من وصول حكومة عراقية موالية لإيران إلى السلطة في بغداد تتعاون مع طهران ودمشق لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السُنّة .. حيث رأى الملك في بروز هلال شيعي في المنطقة أمراً يدعو إلى التفكير الجدي في مستقبل استقرار المنطقة، وهو ويمكن أن يحمل تغيرات واضحة في خريطة المصالح السياسية لبعض دول المنطقة ، ومنذ ظهور هذا المصطلح الجديد بدأت تتغير خارطة التحالفات في المنطقة وتحددت أهدافها بتفكيك هذا الهلال ومنعه من أن يتعاظم وجوده ويمتد نفوذه.
أما فيما يخص مصطلح الهلال السُنّي فأن ظهوره الأول بدء مع الصراع الدائر بين الطائفتين ، والطريقة الغربية في بناء الشرق الأوسط الجديد حيث جاء على لسان توني بلير ، رئيس الحكومة البريطانية السابق ، حين وصف الطرف الآخر من المعادلة الإسلامية بـ "القوس السني".
حينها بدأت مرحلة جديدة تبنت فيها الطائفتين إستغلال مناطق النفوذ على الأرض ، لا في المراجع الفقهية فقط لكليها ، وهو صراع بدأ في العقد الأخير يأخذ منحىًّ دامٍّ حيث من الممكن إعتبار العام 2011 ، عام الثورات العربية والتي عرفت بالربيع العربي مؤشراً على بدأ المحاولات ، العسكرية الدامية ، لمحاولة إذابة الهلال الشيعي بأفتعال الأزمات تلو الأزمات لغرض خلخلت نظام ذلك الهلال وتفتيت اركانه الرئيسية المتمثلة بـ ايران ، سوريا ، لبنان .. والتعويض عنها بهلال سني يشمل السعودية سوريا وتركيا .
ومن المخيف حقاً أن نتصور تلك الفوضى الدامية التي من الممكن ان تعم المنطقة بأجمعها إذا ما استمر الصراع على هذا المنوال فما في جعبة انصار الهلالين ، الكثير من أساليب الأستحواذ على مناطق النفوذ وبمساعدة أمريكا طبعاً فالمناورات التي جرت في شباط 2012 والتي أطلق عليها "نسر الأناضول ".. المناورات السعودية - التركية قد جرت وسط غفلة كبيرة من الأعلام العراقي وسياسيينا الغارقين في أزمة سحب الثقة عن الحكومة ، في حينها ، وأزماتنا الأخرى ، حيث كانت تحاول السعودية فيها مع تركيا اليوم خلق تلك الكماشة التي تضع "الهلال الشيعي" المزعوم وسط فكي رحى ، كذلك المناورات العسكرية الأخرى الواسعة النطاق التي سبقتها كانت ضمن تدريبات عسكرية أطلق عليها " الأسد المتأهب" والتي أنطلقت في الأردن بمشاركة واسعة النطاق من 18 دولة في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أشار عدد المراقبين الإستراتيجيين والعسكريين إلى "الرسالة التحذيرية القوية التي توجهها هذه المناورات لدول المنطقة وفي مقدمتها ايران وسوريا."
والآن ماذا بين الهلالين ؟ أو ماذا بين الصراع الدائر لسيطرة الهلالية ومن هي الطبقات المطحونة الآن مع هذه الفوضى الكبيرة التي مافتئت تطيح بأكثر الآمال في بناء المستقبل جديد لأبناء الشعب العربي ؟ لأن ما يحدث اليوم في سوريا ما هو إلا صراع له ابعاده الخفية التي تتمحور في إمتداد أحد الهلالين وأفول الآخر وما ينوب الشعب السوري اليوم من قتل مقيت وما سيضمره المستقبل له ليس سوى صورة قائمة سوداوية ، لأننا بكل الأحوال لا نستطيع أن نخالف التوقعات التي سينتجها مسلسل القتل الجاري الآن من كلا الطرفين المتحاربين .. فالقتال محتدم الآن بفعل من يمده بالوقود الدائم والمنتصر هو من سيتم دعمه بصورة تتناسب وعظم التحدي من الطرف الآخر .
إنه موت الشعب السوري بالإنابة ، ذلك الذي يجري مسلسله اليوم في سوريا ، نسأل الله أن لا تمتد تلك الأهله على حساب دمائنا وإلا فلا عيد بعد اليوم في أرض المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |