الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية

وصفي أحمد

2012 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في البداية لابد من التنويه إلى أن الإدارات الأمريكية , منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى على الأقل , تمتلك سجل أسود من ناحية سياستها الخارجية خصوصا في منطقتنا العربية , فمأساة الجماهير الفلسطينية ما زالت ماثلة للعيان و التي تحولت إلى مشكلة مزمنة عصية على الحل على الرغم من استجابة معظم الأنظمة العربية – أخص منها دول المواجهة – للضغوط الأمريكية باتجاه الاعتراف بدولة إسرائيل لكنها لم تنجم إلا عن مساحة محدودة تحكمها السلطة الفلسطينية , غير أن هذه السلطة محدودة الصلاحيات إلى درجة عدم قدرتها على حماية مواطنيها من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة .
و على الرغم من التعهدات التي أطلقها أوباما باتجاه حل الدولتين لكنه لم يف بهذه الوعود و ترك السلطة الفلسطينية تواجه قدرها مع الغطرسة الإسرائلية دون أن يحرك ساكنا .
هذا بالإضافة إلى دعم الإدارات الأمريكية المتعاقبة للأنظمة المستبدة التي حكمت المنطقة سنين طوال خلت بحجة الحفاظ على استقرار هذه المنطقة إلا أن الحقيقة هي أن هذه الأنظمة كانت تقف حاجز صد أمام زيادة نفوذ اليسار فيها أبان الحرب .
و هي لم تدخر جهدا" في هذا الاتجاه , إذ لم تتورع عن دعم الحركات الإسلامية المتشددة في صراعها مع الاتحاد السوفيتي السابق أبان الحرب الباردة بكل الوسائل و السبل . و لكنها عندما نجحت في إجبار الجيش السوفيتي على الانسحاب من أفغانستان بعد أنهكته , تركت أفغانستان هي و جميع حليفاتها اللواتي شاركن معها في هذه المهمة لتدخل في نفق من الاقتتال الداخلي الذي انتهى بسيطرة أسوء الحركات الإسلامية المتطرفة – طالبان و القاعدة – على هذه البلاد التي تحولت إلى قاعدة انطلاق للمتشددين كي يقوموا بضرب الدول الغربية في عقر دارها , ناهيك عن ضرب مصالحها في أنحاء متفرقة من العالم .
و بعد أن تم ضرب أمريكا في عرينها من قبل هؤلاء المتطرفين , تحولت إلى حيوان متوحش , فبعد أن غزت أفغانستان , قررت افتراس العراق بما له من ثقل سياسي في المنطقة و لامتلاكه موارد معدنية هائلة و موقع حيوي , لكنها و بعد أن جوبهت بمقاومة لم تتوقعها من العراقيات و العراقيين – فقد صور لها عملائها أن الجماهير العراقية ستستقبل جيوشها بالورود لما لقته من معاناة أثناء الحصار الاقتصادي الذي فرضته إدارة بوش الأب عليها بحجة إضعاف نظام صدام و من ثم إسقاطه – تركت البلد لقمة سائغة بيد نظام الملالي في طهران .
و في المحصلة , إن أراد أوباما تحسين صورة إدارته لابد له من اتخاذ جملة من الخطوات أهمها ؛ وقف نزيف الدم السوري عبر إيجاد مخرج سياسي للأزمة السورية طالما عجزت حكومته عن حسم المأساة السورية عن طريق التدخل الخارجي , و العمل الجدي و الدؤوب لحل المشكلة الفلسطينية عن طريق الضغط على الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية و من ثم حثها على الدخول في مفاوضات جدية مع منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق حل دولتين فلسطينية و أخرى إسرائيلية قادرتان على العيش بسلام . و لابد لها من دعم الربيع العربي بكل السبل و الوسائل و أهمها الاقتصادية دون الضغط عليها لتبني وجهات نظرها النيولبرالية المتمثلة باقتصاد السوق المنفلت , على اعتبار أن جماهير هذه الدول تعاني من أزمات اقتصادية خانقة لا تتحمل هذه التوجهات و بدون هذا الدعم فسوف تظل هذه الدول تعاني من فقر مدقع و ستظل بؤر لتصدير الإرهاب إلى سائر أصقاع العالم . و أخيرا" لابد من تعديل موازين القوى في العراق لصالح القوى الديمقراطية كي يتمكن العراق من إعادة اللحمة إلى نسيجه الاجتماعي بالشكل الذي يوقف كل أنواع التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية .
لكني أعتقد أنه غير قادر على تحقيق هذه السياسات , لأسباب لا تخفى على المتابعين للشأن الأمريكي فالكل يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتورع عن عمل أي شيء في سبيل تحقيق مصالحها , كما أنها تعاني من أزمة اقتصادية لا تمكنها من لعب دور اللعب الأكبر كما كان يحصل في العقدين الماضيين , فموازين القوى العالمية قد تبدلت , فبالإضافة إلى أن حليفاتها في حلف شمالي الأطلسي يعانين من ذات الأزمات , فقد ظهرت قوى فاعلة على الساحة الدولية , إذ تمكنت روسيا من لملمة جراحها و هي تريد استعادة دورها المفقود خصوصا" في منطقة الشرق الأوسط . و في المقابل فإن المارد الاقتصادي الجبار ( الصين ) يريد هو الآخر الاستحواذ على نصيبه من الموارد الدولية , و هذا الأمر بدا واضحا" من خلال التنسيق بين روسيا و الصين بالتعاون مع حليفتهما في المنطقة – إيران – في منع سقوط نظام بشار الأسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟


.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د




.. مطالبات بايدن بالتراجع ليست الأولى.. 3 رؤساء سابقين اختاروا


.. أوربان يثير قلق الغرب.. الاتحاد الأوروبي في -عُهدة صديق روسي




.. لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. فرنسا لسيناريو غير مسب