الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري و السياسة الامريكية في المرحلة القادمة

احمد عسيلي

2012 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت فترة الانتخابات الامريكية و اعطى الشعب الامريكي تفويض جديد لأوباما....و بدء المراقبون و المحللون السياسيون بتناول السؤال الاهم الذي يخص المنطقة .....هل ستتجه الادارة الامريكية لإيجاد حل للوضع السوري و اسقاط النظام كما بعض المحللون السياسيون ام ستسعى الى اطالة أمد الازمة أو ربما محاولة الحفاظ على هذا النظام كما يرى محللون اخرين
بالطبع الكل متفق على ان الوضع الاسرائيلي هو الاساس في الرؤية الامريكية للملف السوري و بالتالي فان الولايات المتحدة حسب معظم المحللين لن تقوم باي تحرك الا بالاتفاق مع اسرائيل
اعتقد ان هذه الرؤية قاصرة نوعا ما عن رؤية الوضع بمجمله .....فرغم اني لا اختلف على نقطة حجم المصالح المترابطة بين اسرائيل و الولايات المتحدة في المنطقة.....لكن الولايات المتحدة ليست اسرائيل فقط...بل هناك المصالح التركية ايضا و الخليجية و الاردنية و لبنان.
ربما تتفق جميع مصالح الدول الاقليمية على وجود دولة سورية ضعيفة و على اطالة فترة الازمة في سوريا....و كل مهم له اجنداته الخاصة....فدول الخليج و الاردن من اجل عدم امتداد الربيع العربي الى انظمتها.... تركيا و اسرائيل من اجل القضاء على دولة جارة كانت يوما ما قوية و لديها اوراق كثيرة للضغط على هذه الدول....اما ايران و حزب الله فهم يرغبون ببقاء النظام و لو على جثث السوريين جميعا من اجل تأمين خطوط الامداد العسكري لحزب الله و بقاء الحزب و سوريا ورقة ضغط تحسن من الوضع التفاوضي بين ايران من جهة و العالم الغربي من جهة اخرى و بالتالي هم لا يرغبون بإطالة أمد الثورة السورية بل بالقضاء عليها نهائيا و اركاع الشعب السوري.
و مشكلة الشعب السوري في هذا الصراع الدولي و الاقليمي انه ليس له ممثل حقيقي وواقعي يفاوض عنه و يدافع عنه في المحافل الدولية.... حتى المجلس الوطني فقد مصداقيته و اصبح مجرد مجموعة من الشلل التي تقتتل فيما بينها من اجل المزيد من المصالح الفردية.
و لكن و من جهة اخرى فهناك في الوضع السورية ما يسمى ب(النقطة الحرجة)........اي ان دول الجوار متفقة على اطالة فترة الخراب السوري....لكن ايضا ضعف الحكومة المركزية في دمشق و ضهور الفوضى و ظاهرة المجموعات المسلحة الغير مترابطة في سوريا هو موضوع مؤرق بالنسبة لدول الجوار....و هم واثقون من ان النظام السوري لم يعد يستطيع لجم هذه المجموعات و غير قادر على السيطرة على الاراضي السورية.....و ان اي محاولة لدعم هذا النظام ستبوء بالفشل و لن تغير من واقع الامر شيئا
و بالتالي هم يريدون الوصول لمرحلة تدمير بنية الدولة السورية لكن دون الوصول لمرحلة الخراب الشامل و الغير قابل للعودة على الاراضي السورية..........ومن هذه الزاوية يمكن لنا ان نقرأ تصريحات كلنتون الاخيرة المتحاملة على المجلس الوطني....فهو عاجز عن السيطرة او حتى التنسيق مع القوى الثورية في الداخل السوري....و بالتالي اصبح مجلس بلا شرعية امام المجتمع الدولي....و من هنا ايضا يمكننا قراءة رغبة كلنتون الحثيثة في اللقاء مع قادة الكتائب الثورية للجيش الحر....فهم يريدون قوى فاعلة و قادرة على التفاوض مع الغرب في مرحلة ما....قوى قادرة على التعهد امام الاوروبيين بحفظ امن دول الجوار مقابل تقديم المساعدة لهم على اسقاط النظام
و ان كانت الدول الغربية و الولايات المتحدة غير مستعجلة سابقا.......اتوقع في الايام القادمة و بعد انتهاء مرحلة الانتخابات الامريكية ان تزداد وتيرة النشاط الامريكي في المنطقة من اجل ايجاد حل للملف السوري و ذلك انطلاقا من فكرة ان النظام قام بدوره الان في تدمير سوريا........و اننا وصلنا الان لهذه (النقطة الحرجة) ومرحلة الخوف من الفوضى...و بالتالي حان دور التنسيق مع قوى الداخل من اجل وضع اسس للمرحة القادمة كي لا تجر المنطقة الى فوضى كاملة.
اعتقد ان النظام قام بشكل كامل باستنزاف الاقتصاد السوري و الاقتصاد الايراني.....و انه ورط حزب الله في معركة افقدته اي مصداقية امام الرأي العام العربي........و انه فقد العديد من كوادره في قمع الشعب السوري و ان لا مستقبل له حاليا حتى بوجود النظام السوري...
اسقاط النظام السوري قادم لأنه فقد مبرر وجوده حتى امام اسرائيل و قام بكل المطلوب منه غربيا.....و ليس له مكان الان الا في سلة مهملات الغرب
طبعا اناقش هنا الوضع الاقليمي فقط للنظام السوري و دور الولايات المتحدة ما بعد الانتخابات في هذا الدور و ذلك لان الداخل السوري حسم امره منذ زمن طويلة....و هناك شبه اجماع على ان النظام قد استنفذ كل فرص الاصلاح و بالتالي لا احد يعول على بناء سوريا ديمقراطية الا على اساس اسقاط النظام بكل رموزه و مكوناته و شخصياته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سوف تطول الازمة السورية لعدة أشهر أخرى
سيلوس العراقي ( 2012 / 11 / 7 - 14:18 )
ان أحد الاهداف الكبرى التي تتم في سوريا هي انهاكها وانهاك حلفاءها : ايران ، حزب الله، العراق لكي تصل الى درجة أن هذه الدول تدفع تكاليف عالية من اموالها مثلما وقع المالكي عقدا باسلحة بقيمة تصل الى 5 مليارات مقابل ذات المبلغ الذي سيكون دينا تقدمه روسيا لبشار الاسد، ان الفضيحة الكبرى لمحور الشر لم تصل الى وضوحها التام عالميا. فالى أن تصل الى العراق وايران ولبنان قتلى من ابنائهم في سوريا وباعداد كبيرة سوف تتضح صورة الحرب بين محور الشر الايراني وبين العرب، على الحرب في سوريا أن تظهر بشكل أوضح انها ايرانية شيعية ضد العرب السنة، وهذه الرسالة لم تصل الى أقصاها بعد، تحتاج الى وقت أطول، لكن ستهدر فيها دماء سورية بريئة.
اخيرا ان السبب فيما يحدث في سوريا من خراب هو : ايران الارهابية المعادية للعرب في سياساتها الخبيثة الفارسية الاستعمارية
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. 5.4 مليار دولار تكلفة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة


.. تصاعد الانقسامات السياسية.. حرب غزة لم تنجح في توحيد الصف ال




.. طفلان يختبئان داخل تنورة والدتهما من البرد في غزة


.. كتائب القسام تعلن أن مقاتليها قطعوا إمداد قوات الاحتلال شرق




.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه