الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية صادقة لبلدان الخليج العربي

عقبة بن سعد

2012 / 11 / 7
السياسة والعلاقات الدولية


أتساءل لما كل هذا التحامل على أنظمة الخليج العربي! و إن وجدنا من لا يعاديهم تجده قد اخذ صورة قبيحة و سيئة على هذه البلدان الشقيقة و التي تطل من الضفة الشرقية لوطننا العربي، صحيح أن المسلمين في زمننا هذا أعطوا أمثلة لا تدعوا للارتياح، فتجدنا دائما في العربة الأخيرة من القطار، سواءا في المجال التكنولوجي أو في مجال الاستقلال الاقتصادي أو التقدم العلمي، لكن هذا الحال لم تسلم منه الكثير من بلدان المسلمين إن لم اقل كلهم، إذن فلماذا المجتمعات الخليجية دائما و لوحدها متهمة بهذا التقصير! و هي واقعة في محل النقد، و أصابع الاتهام موجهة لها باستمرار من طرف الكثير من الناس، و خاصتا المجتمع الجزائري و المغاربة بصفة عامة.

تجد أحدهم ينتقد الأنظمة الخليجية لاعتمادها على الكفاءات الأجنبية و عزوف مجتمعاتها عن الأخذ بزمام التكنولوجيا و ذلك رغم وجود احتياطات مالية ضخمة، فان وفرة المال تساعد على الصناعة و التطوير، لكن هذا التوجه هو خيار استراتيجي و البلدان هي سيدة في ذلك، فما العيب في اختيار وجهة معينة؟ و هل كل البلدان هي مجبرة على اتخاذ نفس الخيار الاستراتيجي!؟ و لنأخذ على سبيل مثال دولة فنلندا، اختارت لنفسها اتجاها سياحيا و زراعيا أما مساهمتها في العلوم فلا يظهر لها أي أثر إطلاقا، و رغم ذلك تبقى هذه الدولة جديرة بالاحترام.

حتى أن المتكلمين في السياسة لا يتوانون عن قدح سياسات هذه البلدان بحجة الدفاع عن القضية الفلسطينية أو نظرا لسياساتها الغير عدائية لإسرائيل و للاتفاقات المبرمة مع أمريكا، لكن السؤال هنا هل هناك في العالم من ليست له اتفاقات و علاقة صداقة مع أمريكا !!! ماذا فعلوا أولائك الذين يتغنون و صدعوا رؤوسنا بالعداوة المزعومة مع إسرائيل!!! ماذا فعلوا للقضية الفلسطينية بعداوتهم هذه!!! لكن تعالى يا صديقي، كيف تستطيع دول الخليج معاداة أمريكا؟ و هل استطاعت روسيا والصين القوتان العظمتان على ذلك حتى تستطيع دول الخليج ؟ أما إيران و التي يظن الكثيرون أنها تعادي أمريكا، فمساعداتها لها في تثبيت أركان الاحتلال في العراق قد ملأت الكتب و بقت وصمة عار في جبين المنخدعين بنظرية العداوة الكاذبة، إن كل عمليات الاحتلال عبر التاريخ لا تجد أية صعوبة في تنفيذها على الأرض ما دام ميزان القوة متوفر و حاضر، بل المشكلة تكمن في ضمان استمرار الاحتلال و إعطائه أسباب البقاء، هنا ظهر الدور الإيراني بمنتهى الكفاءة و الإخلاص، حيث قدمت لأمريكا أرمادة من الشخصيات و المنظمات و الأحزاب العراقية الذين كونتهم تكوينا جيدا، كونتهم و دعمتهم ليسقطوا العراق في يد إيران لكن شاءت الأقدار أن خدمتهم استفادت منها أمريكا، فعملوا لصالحها و ثبتوا أهدافها التي أتت من أجلها و مقابل ذلك ضمنوا لإيران نفوذا لم تكن تراه حتى في المنام.

الحقيقة أن لكل قناعة أسبابها و دواعيها، إنما تشويه دول الخليج العربي مرده بغض مقيت للجنس العربي، لان هذه الأوطان هي مهد العروبة و منطلقها الأول، إن هذه المشاعر لو أردت البحث عن أسبابها، لوجدتها واضحة في صفحات التاريخ، بدءا بمرحلة الفتوح الإسلامية... إلى تغريبة بني هلال... إلى الدعم العربي للثورة التحريرية الجزائرية التي انطلقت في ليلة الفاتح من شهر نوفمبر 1962 و كانت كلمة السر آن ذاك (خالد - عقبة) بما لهاتين الكلمتين من دلالة إسلامية و رمزية عربية.

صحيح أن بلدان الخليج العربي ليست مثالية، لكنها أحسنت لشعوبها و اعتنت بأجيالها و ووفرت فرص الحياة الطيبة لرعاياها، أسست أنظمة عمران تبقى فخرا للحاضر و للمستقبل، ملوكها و أمراؤها يرون عزة و كرامة المواطن هي فخرا و واجبا لهم، المواطن الخليجي هو شخص جدير بالاحترام في أي بلد حل و في أي ارض حط، بلدانهم مزدانة بأبهى المساجد و مساجدهم يؤمها علماء أجلاء و يقصدها مؤمنون ترى في سحناتهم نضارة الوجوه من كثرة الوضوء، هذه المجتمعات الطيبة أنتجت جمعيات لاتحصى بعدد الحصى، جمعيات خيرية تعمل في أدغال إفريقيا و في شتى أصقاع الأرض المحرومة، تطعم الجائع و تواسي اليتيم وتعالج المريض و تدعوا الناس لدين الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهم مليئون بالحقد والحسد من دول الخليج العربي
سيلوس العراقي ( 2012 / 11 / 7 - 22:42 )
السيد عقبة بن سعد المحترم
مقالك موضوعي جدا، وأنا لم أقرأ الا نادرا في هذا الموقع موضوعا يتناول المستوى العالي لدول الخليج إن كان من ناحية تطورها وتقدمها ومكانتها المحترمة في العالم كله، أو المستوى المعيشي الراقي الذي يتمتع به غالبية ابناء الخليج العربي، وبنفس الوقت مواقفها الطيبة ومليارات الدولارات التي قدمتها لجميع الدول العربية، لكن مشكلة كراهية دول الخليج تتركز في العرب الموالين لايران مذهبيا ويقفون ضد كل ما هو عربي وخليجي بالتحديد، لكن ذات الفئة من العرب حين تُغلق امامهم ابواب العمل والعيش الحر لا يذهبون أو يلجأون الى ايران حيث ولاءهم المطلق، بل الى دول الخليج المتسامحة مع الجميع وغير الخبيثة معهم التي تؤمّن لهم العيش الكريم، لكن على دول الخليج أن تحتاط أمنيا من استقبال هكذا فئات موالية لايران وابعادها عن بلدانها، نتمنى كل التوفيق لدول الخليج العربي وهي الوحيدة من بين كل الدول العربية التي تسعى بكل الوسائل لتطوير بلدانها وخدمة شعوبها ، تقبل تقديري


2 - أشكرك على التفاعل
عقبة بن سعد ( 2012 / 11 / 9 - 18:02 )
إلى سيلوس العراقي
أشكرك على التفاعل، و الإعجاب إن شاء الله متبادل، حقا إن الذين يبغضون بلدان الخليج يتعجب منهم المرء، رغم أن هذه الأقطار فيها من دواعي المودة أكثر من أسباب الكره، سواء في تاريخها الشامل للرعيل الأول من الصحابة (رض) أو في حاضرها المليء بالازدهار العمراني و الإحسان للعرب و للمسلمين
و لا يسعنا أن نقول إلا كما قال الفاتح عقبة بن نافع (رض): اللهم أملئها علما و فقها و اجعلها عزا لمن أطاعك و ذلا لمن عصاك
و بارك الله فيك

اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام