الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم العالمي للمرأة احد اللبنات الاساسية في بناء العولمة الانسانية

سعاد خيري

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


جاء تحديد الثامن من اذار ليكون يوما عالميا للمرأة بعد تحديد الاول من ايار يوما عالميا للعمال ، وتأخر كثيرا تحديد يوما عالميا للطفولة في الاول من حزيران، في مرحلة كان من الصعب على البشرية استيعاب الترابط العضوي بين هذه الفئات الاجتماعية التي تشكل عماد كل مجتمع على انفراد والمجتمع الانساني عموما، الذي فرضه تطور الصراع الطبقي في مرحلة الامبريالية . فبادرت الطلائع لبلورة هذا الادراك من خلال هذه النشاطات العالمية وتنسيق النشاطات على الصعيد الوطني والعالمي، فضلا عن بلورة العدو المشترك لكل هذه الفئات وترابط نضالاتها ووحدة اهدافها . ومن خلال تلك النشاطات والتعاون بين المنظمات العمالية والنسوية وحماة الطفولة تحقق العديد من الانجزات على صعيد القوانين والمواثيق الدولية فضلا عن انجازات فعلية، خلال القرن الماضي . وكان لثورة اكتوبر والمجتمع السوفيتي دور رائد فيها.. فقد تطورت الكثير من القوانين الوطنية في مجال حقوق الطبقة العاملة وحقوق المرأة والطفولة وحدد عام للمرأة العالمي كل خمس سنوات وعام للطفولة وتبنت هيئة الامم المتحدة قوانين دولية لحقوق العمال واتفاقية دولية لالغاء التمييز ضد المرأة وميثاق دولي لحماية الطفولة . وانشئت العديد من الهيئات والمنظمات الدولية لمراقبة تنفيذ هذه المواثيق من قبل الدول الموقعة عليها.. وسعت المنظمات المعنية بكل فئة وبالتعاون فيما بينها على تنفيذ وتطوير تلك الاتفاقيات لعلمها بالخلل الجذري الذي تعاني منه جميع المنظمات الدولية بما فيها الهيئة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وهو:ان مندوبيها تختارهم الحكومات من بين بيروقراطيتها ، ويدينون بالولاء لحكوماتهم التي تخرق تلك القوانين والمواثيق وليس لجماهير الشغيلة او النسوة او الاطفال.
وفرضت التطورات العاصفة التي شهدتها البشرية في اواخر القرن الماضي بكل سلبياتها وايجابياتها، ليس فقط عولمة كفاح كل فئة من هذه الفئات بل ووحدتها على الصعيد العالمي، من اجل تحررها أي من اجل تحرر البشرية .فبقدر ارتباط ما تعانيه الطبقة العاملة من الاستغلال الطبقي في ظل علاقات الانتاج الراسمالية تعاني المرأة وبالتالي الطفولة فضلا عما يتفرع عن ذلك من وسائل استعباد وتمييز ضد المرأة من مخلفات الانظمة الطبقية ما قبل الراسمالية. لاسيما وان العولمة الراسمالية واداتها الامبريالية العالمية بقيادة الادارة الامريكية تطمح للهيمنة على العالم واستعباد البشرية عموما فقد عمدت الى شل كل المؤسسات الدولية عن النهوض بدورها لحماية البشرية من الحروب والاستعباد وفي مقدمتها هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن . فلم تستطع هذه المنظمات التي اسست بالذات لتأمين السلام العالمي، منع الحرب على العراق ، بل وشرعت حق الادارة الامريكية باحتلال العراق عن طريق الحرب. فكيف لهذه المنظمة ان تصون مواثيقها التي اصبحت تتناقض صراحة مع اهداف وطموحات الهيمنة الامبريالية الامريكية، وتوابعها من الامبرياليات الاوربية، بما فيها ميثاق الغاء التمييز ضد المرأة، بدون نضال تخوضه نساء العالم بدعم ومؤازرة جميع الطلائع البشرية؟
ان البشرية امام مخاض صعب وعسير ولكنه ممكن بوحدة طلائعها من شغيلة اليد والفكر ، والمنظمات النسوية وحماة الطفولة وحماة البيئة، بوحدة كفاحهم . وبقدر ما مكنت الثورة العلمية التكنولوجية الراسمالية امتلاك وسائل القهر من اسلحة دمار شامل وارهاب ووسائل تشويه السايكولوجية البشرية ، بل وحتى انسانية الانسان من خلال الاسلحة البايولوجية، جهزت البشرية بكل امكانيات مواجهة العولمة الراسمالية ولاسيما استيعاب التكنولوجية الحديثة واستخدامها فضلا عن تطور وعيها وادراكها للترابط الوثيق بين مصالح فئاتها على الصعيد الوطني والعالمي والترابط الوثيق بين المصالح الوطنية والعالمية. ولابد من خوض جميع وسائل الكفاح واستنهاض جميع الهمم والنضال على جميع الجبهات العالمية والدولية والوطنية . فلا حرية ولا ضمان لحقوق اية فئة من البشرية دون تحرير كل البشرية من جميع اشكال الاستغلال.
فهاهي المرأة العراقية تنهض من اعباء تهد الجبال حملها بها النظام الدكتاتوري السابق لتواجه الاحتلال الامريكي وما يلقيه عليها من شروط: فاما ان تقبل بالاحتلال لقاء الفتات من الحقوق كالمساهمة في برلمان وحكومة تخدم قوات الاحتلال وتحرس نهب خيرات الشعب وتحويل الشعب العراقي الى عبيد لخدمة هيمنتهم على حاضر ومستقبل شعبنا او فرض نظام كنظام طالبان الذي عرضته فعليا في الفلوجة. وفات الادارة الامريكية ان المرأة العراقية التي خاضت الكفاح منذ ثورة العشرين ضد كل اشكال الاحتلال، تدرك بان هذين الخيارين هما من اصل وصنع واحد: هو قوات الاحتلال والخيار الاوحد للمرأة العراقية هو تحرير الوطن من الاحتلال. لانها تدرك بان لا حرية للمرأة في ظل الاحتلال عمليا بما عانته في ظل الاحتلال البريطاني خلال نصف قرن وما تعانية اليوم في ظل الاحتلال الامريكي من تقتيل واغتصاب وتمييز في القوانين والمجتمع . وقد برهنت على ذلك باندفاعها المذهل للمساهمة في الانتخابات . وهي تدرك بان "لا حرية للمرأة بدون تحرير الوطن."
احر التهاني لجميع نساء العالم عامة ولنساء العراق وفلسطين الباسلات خاصة، بيومهم العالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد