الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس الخيط لتحررالمرأة

فاتن نور

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


لو أمسكتْ المرأة برأس الخيط لطريق تحررها سيكون بوسعها ان تغزل وتنسج لتطرح في الأسواق وتبيع ومن ثم تعود بالارباح المعتدلة التي تبدأ بالتصاعد مع أزدياد ما هو مطروح من منسوجات نسائية ذات كفاءة مقنعة ومنافسة لما هو مطروح من منسوجات رجالية...ولكن أين هو رأس الخيط؟ هنا تكمن المعضلة!

قد تبدو تلك المقدمة غير واضحة ولكنها ستتوضح تباعا ،


كل العقول المفكرة! تقريبا متفقة على ضرورة عتق المرأة من واقعها التاريخي المرير وعلى صعيده العالمي ..حيث أ ُمتهنت المرأة شتى صنوف الإمتهان في الازمنة الغابرة.. ولا زالت! ، ففي الحضارات الاوربية وبدءا من الأمبراطورية الرومانية.. قد سوقت المرأة وتم الإتجار بها كمتاع .. وفي عصور الظلام لفظتها الكنيسة كروح شريرة ووباء، وفي الطرف الآخر أجهَضت حقوقها الزرادشتية في بلاد فارس ومسختها بلاد الصين وأعيتها بلاد النيل (ولو أن المرأة في زمن الفراعنة نالت بعض الحقوق السلطوية والقضائية) وانتهكتها الحضارات السومرية والبابلية والآشورية..الخ وحطت من قيمتها ..و ... و... و .. ثم جاءت الثقافات الرمزية! المعتمدة رموز صورية من وراء المجهول لتنهض بها وتعلي من شأنها في ميدان الكلام العذب والمُعسل لصالح التهميش المحبب ولتعلي من شأنها وفي حدود ميدان واقعها المنكفأ لتزيده ومضة إنكفائية اخرى!

انها خيبة حقيقية ان تقام الامبراطوريات وتزدهر! الحضارات في صناديق لم يتجرأ احد على فتح نصفها ليتعرف على ما تحتوية.. وتركها مغلقة لقرون طويلة ربما بالكنوز التي تختبأ في ظلمتها.. على العموم رغم هذا الواقع غير المشرف الذي عاشته المرأة قد تبدو فكرتي غريبة فيما لو قلت أن المغالاة في مناصرة المرأة الذي لا يترجم إلا في ظهور مؤسسات نسوية ومؤتمرات نسائية – رجالية، وطروحات غير سوية ومندفعة ..وتظاهرات حماسية وربما اعياد! وكلها تقع في حقل حق المرأة لأنتزاع حقوقها! ، قد تبدو غريبة لو قلت انها لا تصبُّ في الجدول المطلوب، رغم اني اثني على كل محاولة لآنعاش واقع المرأة، لو سألت عزيزي القارئ لماذا؟ سيكون الجواب لأنه لا شيء من هذا القبيل يمثل رأس الخيط الذي ذكرته في مقدمتي، الأراضي المسلوبة قد تسترجع بالقوة ، قد تسترجع بعض الحقوق بالمصادمة مع من سلبها، ولكن من وجهة نظري قضية المرأة وحقوقها المسلوبة لها بعدها الخاص جدا كونها قضية معتقة ويمتد تاريخها لتاريخ ظهورالانسان على وجه الخليقة، كما لها بعدها العام جدا كونها قضية عالمية ولو بتدرجات وتشعبات وتعقدات مختلفة،ليس من صالح المرأة ان تكون في موضع صدامي مع الرجل أو ان تنشط في احياء المؤتمرات والتحزبات النسوية التي لا تأتي بمردودات موازية للجهود التي تبذل من أجل إحيائها، وكي تمسك فعلا راس الخيط الصحيح عليها ان تسعى بجد وحذر ومثابرة فعلية لا كلامية كي تمسكه لتبدأ الغزل البطيء وبدفء مغري يستقطب النساء والرجال حوله..( وبعلمي الرجل يحب الدفء كثيرا...اقولها من باب الملاطفة) .. ولكن أين يجب ان تبحث المرأة لمسك الخيط السحري ؟؟

الجواب وببساطة عليها ان تبحث داخلها!! لتبدأ المرأة بتحرير نفسها من نفسها فهي تعوم في قمقم ذاتها كونها امرأة اولا وامرأة ثانيا وثالثا وربما تتذكر بعدها انها انسان! وطبعا هذا هو ما توارثتة عبر الأجيال فأصبح قمقمها الزاهي الذي لابد لها ان تكسره بنفسها ومن الداخل وإلا سوف لن يكسر بل سيتم طلائه فقط ، كيف سيتسنى لها هذا؟ بالتوعية اولا حول تاريخها الذي اريد له ان يكون بشكله الحالي وحيث انها الناشطة في مجال تربية الآجيال عليها ان تعزز عنصر المساواة في تربية اولادها من الذكور والاناث ومن خلال حملات التوعية العامة طبعا.. وأن تعلم نفسها اولا كيف تقول بوعي واصرار انها انسانة اولا وثانيا وثالثا ولاباس ان تتذكر رابعا انها امرأة !!..اداء المرأة مع نفسها وتفاعلها مع ذاتها كونها انسان متكامل سينعكس بالتدريج على تفاعلها مع المجتمع وانصهارها به، لذا انا ارحب وبشدة بكل الجهود التي تبذل لاغراض التوعية وتفعيل نظرة المرأة لنفسها على انها الطرف المقتدر والموازي للطرف الاخر، وياحبذا لو تستحدث مدارس خاصة للتربية النوعية التي تغفل جنس الطفل ولا تتعامل على ضوئه (وكأن الجنس الأنساني بنوعين وليس النوع الانساني بجنسين) وبما يخدم كونه انسانا اولا وسيتفاعل مستقبلا مع مجتمعه على هذا الأساس بالدرجة الكبرى، وقد يكون من الحسن توعية المرأة والرجل بالتربية غير النمطية للأطفال والتي تفسح مجالا لآنطلاق البنت منذ الطفولة وبنفس الكم الذي تفسحه للولد وبلا مخاوف وحرص فائض عن حده ومتوارث من الحقبات المنصرمة ، فالبنت انسان بالتالي ولا يتوقع منها بالحرص الزائد المحموم والقيود المتنائرة ان تنمو لتكون ملاكا، ولا بأس ايضا بتوعية الرجال واللذين لم يستطيعوا بمفردهم ان يتغلبوا على عقدة المراتب ويصنفون انفسهم في طابور المرتبة الآولى المفضلة والمسيطرة، اما ان نقفز للتحرر قبل ايمان المراة ذاتها بقدرتها وتنشيط تلك القدرة للمنافسة والتفاعل النابض الحي فهي قفزة ساخنة باردة لا تمثل انتخابا طبيعيا للقدرات...(كم امرأة لا تزال تردد بأنه ظل رجل ولا ظل حائط ؟؟ وغير تلك الأمثال الكثير.. ).. ياحبذا لو يكون التوجه لتحرر المرأة ليس بالقفز فوق جبال من الموروث البليد بل بتسلق تلك الجبال والنخر في احجارها لخلق موضع قدم للتشبث والصعود لأجتيازها وبلوغ الهدف المنشود.. وهناك امر هام جدا لابد للمرأة ان تعيه بشدة لانه احدى الاسباب الرئيسية لخنوعها للرجل وتسلطه في الميدان، وهو التحرر من الإتكال والنهوض بنفسها من اجل الآستقلال الاقتصادي التام وعليها ان تغرس قيمته لدى البنت ومذ نعومة اظافرها.... نعم لتحرر المرأة ومرحى لمناصريه.. ولكن لنبدأ برأس الخيط الصحيح ونتعلم كيف ننخر في الجبال من خلال حملات التوعيّة لاغراض التمهيد للتحرر... ولا زال الطريق طويلا...
مع تحياتي العبقة للمرأة (والرجل بلا شك) في يومها العالمي..

في النهاية احب ان اختم بأحد الردود التي ارسلتها لاحد الأفاضل الأعزاء والمتحمس لأنشاء حزب سماه (حزب نصف الأمة)، عّل يكون فيه توضيح اكثر لوجهة نظري في مثل هكذا امور.. ( رغم ان الرجل هو من ابتدع تسميات مثل.. نصف الامة المشلول كما اوضح الاخ العزيز.. وربما نصف الأمة القابع او الميت أو الجاهل..(وهو المسبب لها) إلا اني لا ارى التعامل بالمثل دائما هو الصحيح ).... أنا من أنصار (حزب توعيّة كل الامة)!..


((...يسعدني جدا تحمسك واندافعك بشان المرأة وحقوقها المسلوبة ولكن لي وجهة نظر اخرى في موضوع انشاء ما سميته حزب نصف الأمة ... آولا ترى معي ياخي الفاضل بأن انشاء هكذا حزب هو بمثابة اعلان انشقاق نصف الأمة عن نصفها الأخر؟؟ الأنسان كنوع اوجد الكثير من الأحزاب والتحزبات عبرالعصور وبايديولوجيات مختلفة منها ما اردانا فريسة للجهل والتخلف ... أما ان يولد حزب مبني على اساس جنس النوع الأنساني فهذا ليس به اي انصهار للمرأة في المجتمع الذي لا بد لها ان تنصهر وتؤثر به وتحاول تمييع تمييزها على اساس الجنس لا اعلاء راية التمييز بتحزب على اساسه....
وهذا هو رأيي الشخصي بتواضع.... مع شكري الفائق كونك احد انصار المرأة المستباحة في مجتمعاتنا بشكل خاص..
تمنياتي بالتوفيق والصحة والعافية...))

05/03/07








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات