الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسييس البطاقة التموينية

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


تسييس البطاقة التموينية
تلجأ الحكومات في زمن الازمات و الحروب الى التحكم بتوزيع المواد الغذائية الاساسية على المواطنين خوفا من احتكارها من قبل بعض التجار الذين يستغلون هذه الظروف وقد أطلق على هذه العملية مصطلح التموين وكان الاباء يطلقون عليها, في زمن الحرب العالمية الثانية, كلمة ( الراشن) وهي مأخوذة من اللغة الانجليزية. والتموين عملية انسانية بحت تساعد الناس وخاصة الفقراء منهم على تسوية امورهم المعاشية والتغلب على الظروف الصعبة والغير طبيعية اللتي يمرون بها, وعادة ما يلغى التموين بعد انتهاء الاسباب الموجبة له من حروب وأزمات اقتصادية أو طبيعية, ولكن بعض الدول تستمر في توزيعه حتى بعد ذلك فالكويت مثلا, وبالرغم من بحبوحة العيش التي يتمتع بها شعبها, فلا تزال توزع مواد التموين ومن أجود الانواع.
ونتيجة للسياسات المغامرة للطاغية صدام فقد ابتلى شعبنا بحصار مقيت ضيق علية جميع سبل العيش, بعد حربين أكلت الاخضر واليابس ورهنت مستقبل الاجيال العراقية لفترة طويلة, مما اضطر النظام وعلى خلفية قرار الامم المتحدة (النفظ مقابل الغذاء) أن يعمل بنظام البطاقة التموينية بتوزيع السلع الاساسية على افراد الشعب, ولم يخلو نظام البطاقة التموينية آنذاك من السرقة والغش والفساد ولا تزال الناس تتذكر النوى المطحون ونشارة الخشب التي تخلط مع مواد التموين والسرقات التي تحصل للحصة التموينية, ولكن مع هذا كله فقد لعبت مواد البطاقة التموينية دور كبير في سد رمق قطاعات كبيرة من الشعب العراقي. وبعد تغيير النظام في سنة 2003 لم يستقر الاقتصاد العراقي وبقي القسم الاكبر من الشعب العراقي تحت مستوى العيش الملائم للانسان ولذلك كان قرارا صائبا الاستمرار بنظام البطاقة التموينية.
ان نظام التموين حالة يجب النظر اليها من المنظور الاقتصادي وذلك بايجاد افضل السبل لتوفير السلع الاستهلاكية الاساسية التي يعتمد عليها الانسان العراقي في معيشته دون أي احتكار أو استغلال, وبالتالي أذا كان لدى الحكومة برنامج اقتصادي يضمن العيش الملائم للقطاعات المعدمة والفقيرة من الشعب فيجب عرضه للمناقشة ويقوم بذلك أناس ذوي اختصاص, فاذا كان هذا البرنامج فعلا يؤدي الى توفير السلع الاستهلاكية بشكل سلس لعامة الشعب فبها, والا سيبقى نظام البطاقة التموينية ساري المفعول.
ولا يمكن تسييس البطاقة التموينية لا من قبل الحكومة ولا من قبل المعارضين لها لأن ذللك يعتبر استغلال لعصب حياتي مهم لدي عامة الناس في اغراض دعائية وتسقيطية لمصالح حزبية وفئوية ضيقة.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله