الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اخوتنا الالزامية للوردة

نصيف الناصري

2012 / 11 / 8
الادب والفن



بيننا وبين الحجارة
نرقدُ تحت ظلال الأنصاب المتصدّعة لفراغ العالم ،
والجمال الرتيب يتمدّد على الشواطىء ، قربان لحظة
صائتة ، تشي بنا الى الكهل ، والى الملوّث والمُتهاون .
حلم ندامة ، لا يعكس التناغمات الفاحشة التي نعاني
فيها تقويضنا لأعمالنا المؤذية . رمينا للأيّام المضرّجة
في الهاوية من دون تعاطفات مع نسيم أشرعة الساعة ،
لا حكمة فيه يمكن النوم تحت العقيق الأزرق للتجربة
فيها . كلّ جهة نقصدها من أجل السناء الدائم للوردة ،
تنزع عنّا ادراكنا لجوهر ما نظنّه يقيننا المصفوع
بضجره ، ويغمرنا ندى كثير من الفزع ، لكنّ موتنا
يتلقّانا بترحاب حميم ، يُعجّل بالإجهاز على كلّ تبجّحاتنا
في افلاتنا من الإثم ، وفي انتظار الإزهار المفاجىء لسنبلة
العيد . مرايا صداع نصفي ، تتنزّه بمظلتها في الأشياء التي
نتوّجعُ منها ، وتساوي بيننا وبين الحجارة .


اخوتنا الالزامية للوردة


طيور راشدة في الشجرة التي نجت من البركان ،
يلفحها أريج طفولي ، ويتوّسد العهود المترعة
بالغفران لحلمها ، العاشق في تلمسه للذهب النديّ
لعذوبة حبيبته . نرص في ثبات الألم الانساني ،
أفياء ينابيع تخطف اللحظة المنفجرة في فراغ
الماضي ، والكينونة توّسع الغناء الطاهر للمحبّة .
من هذا العاشق الذي يسند الحجارة الشاردة
للطبيعة ، الى برق محبّته التي تضيء العوالم
كُلّها باخوته النقية لنا ؟ في لهفتنا لعناق من ماتوا
واضمحلوا في النهر الناضب لعفونة العائلة ،
نملأ البيت بسهام كثيرة ، وينقسم القانون في
شعائر صيدنا بين الشواطىء المتداخلة للزمن .
معاندات بلا فزع عند الفاني ، يتلوّى في أنقاضها
برباطة جأش عظيمة ، ويهجره السلوان النهائي
للأغنية . ما نتبعه في النضارة المفرطة في توحشها
للوجود ، الصدى الملتئم لاخوتنا الالزامية للوردة ،
والأريج المحتضر للحبّ ،
لا يحدّه السم النثري للموت .



الهدف

مُنتصباً مع الرماح العنقودية للنجوم فوق قبري ،
أزيح عن النسيم الملوّث لحياتي ، رماد هيروشيما
أخرى ، وأتسول في فراغ الشيخوخة ، ثقل تحفّظات
أمشي فيها صوب السنوات التي خبرتها في الماضي .
الأنفاس المتبقيّة لي الآن ، تشوبها العفونة ، ورغباتي
التي لا تطاوعني وتغرّد مهزومة في الصقيع ، تقرّبني
من الذين غادروا وتجمّدوا في الأرض الملتوية للإثم .
في تحسّري على الأشياء التي أضعتها ، أعباء كثيرة
ثقل حاضري ، ولا ميزان لي أتكىء عليه ، من أجل
نسيان الثروات التي خسرتها في العبودية الدائمة للوظيفة .
أُريد الآن أن أقول لحياتي بلامبالاة . أثقلُ من الأسر في
في أقفاص الأعداء ، وأقسى من الهرطقات الفاحشة للإيمان ،
هي اضاعتنا للهدف .


8 / 11 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه