الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلهولة لطحين الغصة التموينية

نوري جاسم المياحي

2012 / 11 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اكو مثل عراقي يكول ( الشبعان ما يدري بدرد الجوعان ) ...وأنتم تعرفون من كثرة الضيم والظلم والذل اللي شافوه العراقيين ...ما خلوا شي اذا ما ضربوه بمثل ...وبما اني عراقي عتيك ... لا تزعلون مني من تشوفوني اضرب امثال هواية ...الى درجة بين مثل ومثل أخلي مثل ...وبعض الاحيان يلومني بعض الاخوة والاصدقاء ..لاني اكتب جلفي مو بالعربي الفصيح ( أي باللهجة العامية ) ... ويكولون احنا ما نفهمهه .. ويا أخواني ...عذروني ...تره البيه من هم وحزن والم ...بس رب العالمين يعرف شكو بيه ...لان حكومة النهب الوطنية ...وساستنا البلشتية والسرسرية ما خلوا بروسنا عقل ...دوخونه ..دمرونه ...يومية طالعين علينه ببلتيقة جديدة ... تفيد الحكام والسياسيين ...وتنعل ام وابو المواطن المسكين ...واخرها تبديل مواد الحصة التمونية بفلوس ... وقامت الدنيا ولم تقعد ... وربكم كلهه تمثيلية وضحك على الفقراء لاغراض انتخابية حتى يرجعون مرة ثانية قبل ما يطردهم المواطن ويرجعهم لمزبلة العراق ...
واحنا الفقراء والمساكين ...( نريد اكل العنب مو كتل الناطور ) ومثل ما يكول المثل ...واني وغيري يا ناس مسالمين مو طلابة حكم ولا احزاب ...أحنا لانريد نصير وزراء و لانواب ولا تجار سياسة وينطبق علينه المثل اللي يكول ( أحنا ياهو اللي ياخذ امنا ...نسميه عمنا ) ...
اخواني ...بعد ان خففت من همومي بالعامية واللهجة البغدادية ...راح اطرح مصيبة طحين الحصة التموينية بالفصحى كي يفهمها المسعول ( من حملة الجنسيتين والذي نصبه المحتل الغاشم على رقابنا وتحكم بقوت يومنا ) ...
--- لقد فرضت الولايات المتحدة الامريكية واعوانها من خونة العرب الحصار على الشعب العراقي بذريعة محاصرة نظام صدام ...وفي الحقيقة اضروا بالشعب وليس برموز النظام ..وهذه الصفحة السوداء يذكرها العراقيون الذين عاشوا تلك الفترة المأساوية ...
--- وبعد ان مات مئات الالاف من العراقيين ولاسيما الاطفال منهم بسبب الجوع والمرض ...استيقظ ضمير الامم المتحدة فاصدر قرار بالسماح للعراق بتصدير نفطه مقابل شراء الغذاء والدواء ... وحددوا المبلغ ب (10 مليارات دولار سنويا ) ... وتحت اشراف ومراقبة وموافقة الامم المتحدة ...
--- وللامانة التاريخية ...كان النظام واعيا لاهداف الحصار مدركا لابعاده القذرة ...فعمل جاهدا لافشاله وتفريغه من مضمونه ... وبما ان النظام كان صارما ...والقانون سائدا ...والموظفين يتميزون بالكفاءة والنزاهة والاخلاص للعراق ...فقد تضافرت جهود الجميع لتوفير الغذاء (14 مادة ) والدواء من ارقى المناشيء الطبية ...وبلا ثمن .. بحيث اصبح المواطن لايحس باثار الحصار من معاناة وكما نعانيه اليوم في زمن الحرية والديمقراطية الامريكية ...
--- لقد وضع النظام انذاك اليات محكمة للاستيراد والفحص والنوعية والاسعار بحيث كانت العملية تجري بسلاسة ونظام ...ولكن طول فترة الحصار والضغوطات الداخلية والخارجية والنفوس الضعيفة ...وانهيار الحس الوطني والقومي ...والاخطاء التي ارتكبها قادة ورموز النظام ...ادت كلها الى تخلخل فواصل رئيسية من نظام البطاقة التموينية من حيث الكمية والنوعية ولعب الفساد الاداري دورا بارزا في ذلك
--- لقد كان انهيار النظام السابق ...واقامة المحتل نظام بديل يعتمد على المحاصصة والطائفية واحزاب الولاء لدول الجوار والاجنبي ..وبروز ظاهرة شرعنة العمالة ...وانهيار القيم الوطنية والقومية العربية ...وانتشار الفساد المالي والاداري والاخلاقي ... كلها عوامل تضافرت لتخفيض مواد الحصة الى اربع مواد بعد ان كانت اربعة عشر مادة ... ومن اردأ الانواع وافسدها ولاتصلح للاكل البشري ...وما فضائح وزراء التجارة المتعاقبين ...كالسوداني والصافي وغيرهم ...الا برهان ساطع وجلي على فساد هذه الملة التعبانة ..
--- اي متتبع لالية البطاقة التموينية ...يدرك ان الفساد يبدأ من اعلى هرم السلطة التنفيذية والتشريعية وربما حتى القضائية .. من الموظف ...والمستورد ...والكمارك ...والفحص ...والمخازن ... والناقل ...الى ان تصل الى الوكيل واه لو تعرفون ما فعل الوكلاء ...فالكثير منهم اصبحوا مليونيرية وبطرق بالتاكيد غير شرعية ...
--- ان فقرة طحين الحصة ...اصبحت علة العلل التي يعاني منها المواطن ولا احد يستطيع تغيير الحال ...وكلنا نذكر مأساة الطحين المخلوط ببرادة الحديد ...او الحنطة المعفرة بمادة الزئبق ( التي وزعت على الفلاحين لغرض الزراعة وبيعت في الاسواق وطحنت وخبزت واكلها الناس ليموتوا متسممين ...وهذا ينطبق على الشاي (نشارة الخشب المصبوغ ) والزيت الفاسد والاكسباير .. يستين مليار دينار باعوه في السوق المحلي
--- وكما معروف ... ان توزيع مادة الطحين وغيرها تمت بسبب ظرف طاريء وهو ظرف الحصار ... ومن المعلوم ليس كل عائلة عراقية تستطيع خبز الطحين ..ولاسباب عديدة لامجال لشرحها ..
--- اما بالنسبة للطحين المجهز ...فاما يباع او يخبز ...وبعض العوائل الصغيرة والمتمكنة ماليا تتركه للوكيل مجانا ..وبما ان مادة الطحين التي نستلمها اما عفنة او (مسلبحة ) واما سيالة لايمكن خبزها لانها تقع بالتنور ...فالعائلة تضطر لبيعها للوكيل او الدوارة كعلف للحيوانات وبسعر يتراوح بين( 5-10) الاف دينار للكيس (50 كغم ) ليشتري طحين مستورد جيد صالح للخبز والاكل وبسعر 30 الف دينار او اكثر او اقل ( لناكل خبزة مال اوادم )...
ومن هنا نستنتج ان ملايين الناس لاتستفيد من استلام الطحين كمادة ومن الافضل لها ان تستلم مبالغ نقدية ...وعندها تكون العائلة حرة في ان تشتري طحين من نوع جيد ...او تشتري خبز جاهز ...وبدون لف او دوران ...
--- قد يسأل سائل ...من سيتضرر من قيام الدولة بصرف مبالغ نقدية بدلا من مادة الطحين ...فالمتضررون اكثر مما تتصورون ... وهم ...
اولا ... موظفوا وزارة التجارة خصوصا منهم الفاسدين والمرتشين
ثانيا ... التماسيح والحيتان من المستوردين ووكلاء الشركات ...
ثالثا .... اصحاب المطاحن ...الذين يجمعون الطحين التالف ويعاد غربلته ويعاد تجهيزه للوكلاءعلى اساس طحين جديد
رابعا .... تجار الحنطة الفاسدون ...الذين يشترون الحنطة من المطاحن ...ويخزنونها في مخازنهم الى ان يحين موعد تسليم الحنطة الى السايلوات على اساس انهم فلاحون وهي حنطة محلية للموسم الزراعي ...وبالسعر المدعوم من الحكومة ...وتوجد كارتلات مدعومة حتى من مجلس النواب تطالب بزيادة اسعار المحاصيل الزراعية في كل موسم بحجة الدفاع عن الفلاح ...وفي الحقيقة المؤلمة هم يدافعون عن زيادة نسبة ارباحهم في هذه التجارة غير المشروعة ...
خامسا .... من المتضررين ايضا بعض الموظفين المرتشين والفاسدين في السايلوات الحكومية التي تستلم الحنطة والشعيرة .. حيث يستلمون حبوب زبالة ..ويصنفونها درجة اولى ..( موظفين شرفاء تقطر النزاهة من جيوبهم المليئة بالسحت الحرام على حساب الشعب والمواطن المظلوم ) ..وبسبب غياب الرقابة والرقيب النزيه ..
سادسا .... من المتضررين ايضا وكلاء التوزيع ...فهذا سيخسر 3% من كمية الطحين التي يوزعها والارباح ...وفرق الميزان ..وثمن الاكياس والكواني ... وما يتخلى عنه المواطن من حصته اختيارا او اجبار ...ومن المعروف ان الوكيل المحترم يوزع الحصة خلال يوم او يومين ...ويبقى بقية الشهر يكركط بالارباح ...والبعض منهم يلغف حصة المواطنين جميعا ولشهر او اكثر ...بحجة انه لم يستلمها ...( وين اكو احسن من هاي الشغلة )
سابعا .... من المتضررين أيضا تجار العلف الحيواني ..حيث يعرف مربي الحلال ( الحيونات اللبونة كالبقر والماعز ...والدواجن ...الدجاج والفسيفس وطيور الحب السياسي ) ...ان وزنة طحين الحصة ب ( 10 )الاف دينار ...ووزنة النخالة ب( 35) الف دينار ...فأيهما افضل وارخص للمربي وتاجر العلف ؟؟؟بالتاكيد ..طحين الحصة ...الذي يعتبر غصة في حلقوم العراقي الفقير المسكين والمظلوم ...
من هنا وبتفكير هاديء نجد ان من يرفع عقيرته اليوم بالمطالبة بالغاء قرار الحكومة بالتبديل وليس الالغاء كما يروجون ويدعون ويكذبون ...ليس كرها بالمالكي ولاحبا بطارق الهاشمي وحبا بالعراق والمواطن الجوعان والتي خاست بطنه من طحين الحصة المعفن والمدود ...وانما حبا بمصالحهم وجيوبهم التي ستتضرر ..ولاسباب انتخابية رخيصة ودنيئة ...ألا لعنة الله على تجار السياسة اجمعين ...(وثقوا بالله لااستثني احدا منهم ) ..حتى لايتهموني بانني ادافع عن المالكي او الهاشمي او علاوي اوغيرهم من ساسة البلد العظام ...
كما اود ان اؤكد وبصراحة ابو كاطع انه ليس بالضرورة ...ان تبديل المواد بالنقد سيساعد اخوتنا الفقراء ومحدودي الدخل وقد تنقلب عليهم كارثة ووبال ...وهذا ما ساشرحه لكم غدا بالتفصيل ...
اخر خبر قرأته اليوم واثار دهشتي ...حملة جمع تواقيع وصلتني من مثقفين يعيشون بالمهجر(مبربعين ) ...يطالبون المالكي بالغاء قراره بالتبديل من مواد الى نقد ...واقول لهم ...يا اخوتي الاعزاء ...خافوا الله فيما لاتعلمون وفيما تطالبون ..انتم تأكلون الصمون الفرنسي والانكليزي والامريكي والسويدي .. اتوسل اليكم ...ارجعوا لبغداد وشاركونا واكلوا طحين الحصة المعفن والمسلبح وبعد ذلك وقعوا عرايضكم الاعتراضية وعلى راحتكم ... واذا ما تصدكون بكلامي هذا ...اطلبوا من امهاتكم او أخواتكم ان ينخلوا طحين الحصة ويكتبون الكم عن نتيجة النخل ...والاحسن اسألوا عائلة متورطة بطحين الغصة مثل عائلتي تخبز طحين الحصة وتوصف الكم طعم الخبز ...اتقوا الله فينا وفي شعبنا وحقنا المشروع بالخبزة الكريمة ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقعات بتسليم واشنطن قنابل نوعية للجيش الإسرائيلي قريبا


.. غالانت: لا نسعى إلى الحرب مع حزب الله لكننا مستعدون لخوضها




.. حشود في مسيرة شعبية بصنعاء للمطالبة بدعم المقاومة الفلسطينية


.. فايز الدويري: الاحتلال فشل استخباراتيا على المستوى الاستراتي




.. ساري عرابي: رؤية سموتريتش هي نتاج مسار استيطاني طويل