الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصدار الأول لرديف الداغستاني ... قصص قصيرة لمفكر سياسي

جميل محسن

2012 / 11 / 9
الادب والفن


الأصدار الأول لرديف الداغستاني... قصص قصيرة لمفكر سياسي
بين السياسة والأدب مسافة تطول او تقصر , وربما تتقبل احيانا انصاف الحلول , والتنقل ,وممارسة الفعل الأخر , اي ان يكتب السياسي قصة أو يرسم لوحة فنية , نحت , أو معزوفة موسيقية لم لا ! فهي هوايات اوقات الفراغ , وقد يتحول الفنان أو الاديب لأتخاذ مواقف سياسية من قضايا معينة تتطلب عدم النكوص بل التصريح والمشاركة .
- السياسة بالنسبة لرديف الداغستاني (أبو شاكر)هي مبدأ , موقف اتخذه وسار على هداه ربما لنصف قرن او اكثر , هو احتراف كامل من غير مردود ولا مقابل غير وجع الرأس والزيادة المتتالية لأمراض الجسد يؤرخ بها ربما لاحقا , رواية ,اجيال عراقية سحقت امالها وتطلعاتها خدمة لألهة الحرب والدمار , وما تبقى هو الذات العادية البسيطة يروي من خلالها رديف قصص صور حية وميته لنفوس رأها حائرة متعبة منهوكة القوى غالبا تحت سوط الجلاد المتسلط على التاريخ الشخصي للفرد , ذكر او انثى , صغير او كبير , عربي او كردي او تركماني , مسلم او مسيحي , هل شخوص الداغستاني مستلبة مكبوتة مكلومة في مجملها ؟ الأمر يتطلب المجازفة والخوض ( في اعماق نفوس حائرة ) وذلك هو عنوان المجموعة القصصية المؤلفة من 14 سردا منفصلا لحوادث وافعال تمتد لعشرات السنين , تاريخا وجغرافيا .
- يبدأها رديف بموعد في ساحة عنتر , عند سبعينات اوثمانينات القرن الماضي , وذلك ما حدسته أنا , لأن الشاب يقابل الفتاة هناك ويتمشون مرتاحين الى كورنيش الأعظمية والوصول لمطعم مرتب ونظيف , تقصده العوائل دون ذكر لأي سيطرة امنية او حواجز واسلاك في الطريق الموصل الى هناك حيث تنتظرهم مرتاحة ثانية عائلة الفتاة وتبدأ جلسة طويلة مليئة بالمفاجأة , والقصد هنا ان الداغستاني يتحدث عن زمن قديم كانت فيه حداثة وتمدن ضمن تلك المنطقة الجغرافية وهو تاريخ يروى للأجيال الحالية من المكبوتين جدا شبابا وبناتا لو حاولوا ان يفعلوها , المشي الحر مع الأبتسامات وتبادل الحديث العاطفي عند كورنيش الأعظمية .
- عندما واصلت القراءة كنت امام ادب واقعي متنقل عبر المسافات , يخلط التاريخ بالجغرافيا , حتى البطولة متنقلة متبادلة بين الذكر والأنثى , ولكن واقعيته تقول أن الغلبة دوما للذكر فهو بطل النكاح والأنتصار ولكن ليس دوما المبادرة !! الأنثى غالبا هي الفعل والأندفاع واثبات الذات والتعبير عن الوجود , ولكن قيود المجتمع بمجملها هي في مصلحة الرجل , وذلك مايسميه الداغستاني صادقا , مجتمعاتنا الذكورية , حيث لا عدالة ولا مساواة , ولكن رديف هنا ليس روتيني ولا ممل ولا صاحب دروس خصوصية يلقيها كتربوي او موجه سياسي او ناصح , ولكن كصاحب رؤية سردية تتدحرج فيها الكلمات والاسطر متحركة بلا سيطرة غير استكشاف نبضات قلوب ابطالها ذكورا واناث , شيبا وشبانا , يتقافزون دوما ليجبروا الداغستاني على رواية ماحدث .
- ماحدث ان نسرين الكردية في موجز اخر تجبر على الزواج من انتهازي في زمن الحزب والثورة , عادي وطبيعي , لكنه سيظل يدوس ويدوس على كينونتها كرامتها عزة نفسها , وتبقى صامتة ساكته تربي له الأولاد بوعي وادراك علها تنتج البديل الموضوعي للجهل والسيطرة الذكورية , يكبر الصغار ويبدأون بتقليد الوالد والدوس على كرامة الأم الانثى التي تغادرهم صامته متألمة يائسة وبسكته قلبية نحو ملاذها الأخير , القبر .
- الرفض , التمرد ,الثورة , هن اناث غالبا في قصص الداغستاني فهو عراقي يتحدث بلغة الوطن , نسرين في (الضياع) هي ليست القاعدة الدائمة للمرأة العراقية المستكينة الخاضعة للذكور , الأستاذة ايناس في (رب صدفة) هي النقيض وربما القاعدة , مديرة مدرسة (غالبا في تسعينات القرن الماضي) , مثقفة ولعلنا نتفق في ان الثقافة ليست مجرد الدراسة والتعليم والشهادة بل موقف وشخصية , الأستاذة ايناس متوسطة العمر , مرهفة الحس والوجدان , المتزوجة وصاحبة الأبناء الذين كبروا ووصلوا مرحلة الدراسة الجامعية , تمارس حق الأختيار , ذكر ليس زوجها !!, لكنها تجد فيه التوافق الفكري الذي افتقدته طوال حياتها , واقولها ثانية تختار , وتتسائل , لماذا لايحق لي الاعجاب برجل استمتع بسماعه وصحبته ؟ ثم لا تكل ولا تمل بل تنال ماتريد ويتوافق معها الرجل , ثم ينقلنا الداغستاني الى قلعة دزة هنالك في جبال كردستان العراقية مع المراهقة , قمري, (صدى الحب) بائعة الخضار ا الجميلة, ذات الصدر البارز , المثيرة المحرومة التي تريد وتتوسل حبيبا , عاشقا , شريك حب وفراش وقبلات تحرق جسدها ثم تطفأ ناره , انه الأختيار الذي بدأه مراهق اخر غريب جاء من بغداد الى كردستان الستينات من القرن الماضي , ومن خلال هذه العلاقة المجنونة بين فتى بغداد ومراهقة كرستان , تفضح البراءة الفتية كل سوءات المجتمع واعرافه وتقاليده البالية , ولكن قمري لاتكل ولا تمل بل تحب وتعشق وتريد ممارسة الجنس مع الأختيار الصعب.
- قمري الكردية هي خديجة العربية , ذات ال18 ربيعا , المشاية الى العتبات المقدسة , وحيدة من دون الأهل ,لأول مرة تسابق الشوارع والملايين من البشر, اياما وليال , لمجرد التمرد على حبس وجلوس البيت ذهبت لتتمنى مستقبل زاهر وهي العذراء النقية , وعادت مكسورة الجناح مسلوبة الشرف !! لمجرد انها الأنثى التي ارادت ممارسة رغبتها الجامحة كيافعة مقابل الذكر اليافع ايضا , والمشاي المتمرد ايضا , والذي عاد بطلا مغوارا فاتحا لأسوار عذرية أنثى سيتضح لاحقا انها قريبته !؟ .
- ليعذرني القارئ والمتابع فالحديث يطول والداغستاني لديه بستان ثري ملئه الزهور والرياحين والاشواك والقيل والقال وكل ما اريده كختام لتعريف او لنقد اود ان يكون بناء , هو بعض الملاحظات مع الدعوة لقراءة مستفيضة لهذا البحر من السرد المنطلق سريعا بأناقة الى الأمام .
1- الحبكة القصصية موجودة رغم ان الكاتب لايتعمدها
2- لم احاول التطرق او الخوض في الجانب السياسي للقصص على محدوديته , ربما لأني افضلها قصص افراد تحركهم الغريزة لا الألتزام السياسي .
3- اخبرني الكاتب انه طبعها على نفقته الخاصة , قلت قلبي على وطني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال