الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة يَا سَيِّدَة الإعْلام ِالأولىَ

جمال الشرقاوى

2012 / 11 / 9
الادب والفن



سَيِّدَة ُالإعْلام ِالأولىَ
سَيِّدَة ُالتِلِفِزيُون ِالأولىَ
أكتبُ إليكِ
يَا نجْمَة َالسَمَاءْ
عِندَمَا تأتِينَ عَلىَ الشاشة ِالبَيضاءْ
جنيَّة
لامِعَة
شَامِخة ًكالجَوْزَاءْ
مُتعَطرَة َالجَبين ِو الوَجْنتِينِ
و العُيُون ِضِيَاءْ
تكلمِى
فإنِى سَامِعٌ فالأمْرُ مُطاعٌ
و الشَفتان ِهِلالان ِيَتحَدَّيَانِ
يَتحَدَّثان ِبكامِل ِالأعْضَاءْ
سَيِّدَتِى
يَا ذاتَ الثلاثِينَ رَبيعَاً
و الأرْبَعِينَ و الخمْسِينْ
آسِفٌ
إذا تعَدَيتَ الأرْبَعِينْ
فأنكِ إذا تقدَّمْتِى فِى العُمْرِ
صِرْتِى أنثىَ بأِعْدَادِ السِنِينْ
آسِفٌ
إذا أضَئتُ لكِ
فِى الشِمُوع ِأرْبَعِينْ
آسِفٌ
يَا سَيِّدَة َالإعْلام ِالأولىَ
يَا قصِيدَة َشِعْر ٍطويلةٍ
تفجَّرَتْ مِنهَا يَنابيعُ الحَنِينْ
أكتبُ إليك ِأنْ تكلمِى
و اعْلِنِى لِلناس ِكيفَ الأنوثة
فِى ِحُلتِهَا السُندُ سِّية
و كيفَ
تسْتطِيعُ المَرْأة ُالغزالة
أنْ تغدُو فرَسَة ًعَرَبيَّة
و أنْ تغدُو خضرَاءَ
بَيضاءَ
حَمْرَاءَ كالأصول ِالشرْكسِيَّة
تكلمِى ِو غنِى
قولِى إنِى أنا وَحْدِى
السيدة ُالأولىَ فِى ِعَصر ِالجَوَارِى
و عصرُ أسْلحَةِ الدَّمَار ِالسَرْمَدِيَّة
و قدْ كنتُ
مِنْ قبْلُ أنْ ألقاكِ
فِى ِالعَصْر ِالأخِيرِ
عَصْرُ القِيَامَةِ
و القتامَةِ و الجَهَامَةِ
و عَصْرُ جَفافِ الحُبِّ
و القلوبُ المَعْدَنِيَّة
فَأنتِ الرُوح ُو الجَمِيلة
و المُدْهِشة ُالمُثِيرة
و البَطة ُالمَخمَلِيَّة
أنتِ يَا سَيِّدَتِى الأولىَ
امْرَأة ٌفِى ِعُرْسِهَا
أمِيرَة ٌفِى ِعَرْشِهَا
عَاطِفيَّة
و أنتِ المَعُشوقة ُالوَحِيدَة
فِى ِعَصْر ٍيَغتالوُنَ فِيه ِالصَبَايَا
أنتِ الفريدَة ُفِى ِعَصْرٍ
يَكثرُ فِيه ِالذِئابُ حَوْلَ الضحَايَا
أنتِ الوَرْدَة ُالحَمْرَاءُ البَاقِيَة
مِنْ حَضارَة ِالجَمَال ِكالمَرَايَا
أنتِ الوَحِيدَة
فِى ِعَصْر ٍيَزعُمُون َفِيهِ
أنَّ النِسَاءَ بَغايَا
دَعِينِى ِأحبُّكِ
دَعِينِى أقوُلُ
أنَّ الِنسَاءَ لسْن َوَلِيمَة
يُدْعَىَ إليهَا الرِجَالُ
مِنْ جَمِيع ِالبَرَايَا
سَيِّدَتِى
أنتِ العُصْفوُرَة
و المَشهُوُرَة
و النِسْمَة ُالرَقِيقة
المُتحَدِيَة ُ أعْتىَ الرِجَالْ
أنتِ التِى ِتحَرِّكِينَ
تدَبرينَ جَهْرَاً و سِرَاً
مَا قِيلَ و مَا يُقالْ
أنتِ يَا امْرَأة ٌلذِيذة ُالطعْمِ
مَا بَينَ الفرَس ِو بَين َالغزالْ
يَا امْرَأة ٌلهَا عُنق ِالأسَدِ
و خدَّ البُرْتقالْ
يَا امْرَأة ٌلهَا قلبٌ
بحَرَارِة ِالبُرْكانِ
و انتِفاضة ِالزِلزَالْ
باِختِصَارٍ
أنتِ أنتِ يَا حَبيبَتِى
كلِّ الِنسَاءِ و كلِّ الجَمَالْ
و الشِعرُ و المَنثورُ
و القصِيدَة ُو المَوَّالْ
دَعِينِى أحبُّكِ
و حَلِقِى ِأنثىَ فِى ِأجْوَائِى
وا جْمَحِى ِيَا فرَسِى ِالجَمِيلة
نحْوَ الخيَالْ
أكتبُ إليكِ يَا سَيِّدَتِى
نحْن ُبعَصْر ِاغتِيَال ِالتِلِفِزيُونِ
كمَا نحْنُ
فِى ِعَصر ِاغتِيَال ِاللغاتْ
نحْنُ فِى ِعَصر ِالفوضىَ و النرْجسِيَّة
و فِى ِالزَمَان ِالضائِعِ
و أيَّام ِالشتاتْ
نحْنُ يَاحَبيبَتِنا
يَا كبيرَة َالمُذِيعَاتْ
نتحَسَّسُ الأخبَارْ
نخافُ مِنْ هِجُوم ِالأعْلاناتْ
نخافُ مِنْ كثرَة ِالعُنفِ
و الأرهَابِ و الدَمَارْ
نحْنُ يَا حَبيبَتِنا الأنثىَ
و عُودُ اليَاسَمِين ِو حَدِيقة ُالأزهَارْ
كرَهْنا الأفلام َالسَاذِجَة
كرَهْنا
الدِرَامَا الجَدِيدَة َو المُعَاصِرَة َو المُسَلسَلاتْ
نحْنُ نخافُ الرُعْبَ
و نمَلُّ مِنْ التِكرَارِ
نخافُ الفنُ العَوُلمِىِّ القادِمُ
نخافُ الأدَبُ القادِمُ
نخافُ
اختِلاط ِالأمَم َو الجنسِيَّاتْ
نحْنُ يَا سَيِّدَة َالإعْلامَ الأولىَ
ثقافتنا
بَعْضٌ مِنْ الفضلاتْ
نحْنُ فِى ِزمَان ِالكوكبَةِ
نوَرَّثُ
مِنْ شرِكات ِإلىَ شرِكاتْ
عِقولنا يَا حَبيبَتِى
مَنفيَّة ٌطريدَة
مُهَانة ٌبَعِيدَة
تدُوسُنا الأقدَامَ
فِى ِعُمْق ِالمُهْمَلاتْ
حَبيبَتِى
يَا سَيِّدَة َالإعْلامَ الأولىَ
يَا سَيِّدَة َالتِلِفِزيُونَ الأولىَ
يَا قلبَ الحَضارَة
يَا عَقلَ و اسْتِنارَة
توقدِى ِذكاءاً و اشتعِلِى
و دَعِينِى أشتعِلُ
أشعِلُ لكِ سِيجَارَة
دَعِينِى أحبُّكِ
فالتِلِفِزيُونَ بَيننا سَيِّدَتِى
هو الرِسَالة
و الجسْر
و السِفارَة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي