الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تباً للألف حرف .. ردا على تعليق ألأخ مثنى حميد !

ماجد جمال الدين

2012 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في كثير من المقالات التي تنشر في الحوار المتمدن يكون الحوار الجاري بين القراء والكاتب أهم وأغنى بمواضيعه مما ورد في صلب المقال نفسه . تعليقات القراء وردود الكاتب قد تكون جملة أو فقرة وحيدة تكفي لإيضاح مضمون الفكرة بشكل مركز وإيصال الخلفيات الثقافية والمبدئية التي تنطلق منها .. ولكن في عديد من ألأحوال ألإيضاح يتطلب ألإسهاب وألأمثلة التي يمكنها إقناع المقابل بوجهة النظر وفكرة ألآخر .. في مثل هذه ألأحوال التقييد بألف حرف يجعلني إما أن أحذف ألكثير من ألعبارات التبيانية التي توضح مواقفي بشكل حاد وقاطع ، وإما أن أقسم الرد إلى عدة أجزاء بشكل مزعج لي ومشوش للقارئ ، أو أن أترك الرد والتعقيب تماما معتمدا على أن مجرى النقاش قد أوصل القراء النابهين ولو جزئيا إلى أحكامهم الذاتية حول ألأفكار المطروحة .. ومن الممكن معاودة النقاش في مثل هذه النقاط ألإختلافية في حوارات ومقالات لاحقة . بالطبع هذه ليست مشكلتي لوحدي بل هي مشكلة لكل الكتاب والمعلقين الذين يجدون متنفسهم في الحوار المتمدن ليس كصحيفة ورقية بل كموقع تفاعلي .
لا أريد أن أناقش ألأسباب ألتي دعت إلى التقييد بمسافة الألف حرف ، ولكني فقط أنبه أن هذا التضييق يقلل من الإمكانات الحوارية الجادة في الحوار المتمدن .

السيد مثنى حميد مجيد كتب تعليقين في مقالي السابق ، وفي ردي على أولهما إضطررت إلى دعوته للحوار عبر المسنجر لأنني أعلم أن الموضوع وألأسئلة التي طرحها يتطلب لشرح وافي لا يمكن تقديمه ملتزما بألف حرف ، وخصوصا أنني في نهاية المقال كتبت أن هذه المواضيع ونقد النظام الإشتراكي السوفييتي تحتاج إلى بحث موسع مستقل . وفي التعليق الثاني ، تساؤلاته المعززة بنظرته من تجاربه الحياتية ، تحوي مغالطات فكرية تربك القارئ بحيث لا يمكنني بالطبع ألإجابة عنها وتوضيح الأمور بوضعها في نصابها الصحيح ، ملتزما بالقيد المرهق للألف حرف .
هنا سأحاول بأقصر ما يمكن ألرد على التعليقين ، مبتدءا بالتعليق الثاني .
( * لن أقتبس نص التعليقين فهما موجودان على هذا الرابط :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=331279 ).

ألأخ مثنى
الديموقراطية كما نعرفها ألان ، كنظام حكم و كقيم إجتماعية ، هي نتاج برجوازي .. وليس هنالك ديموقراطية أخرى ( إشتراكية مثلا ، فهذا ينفيه كما الفكر النظري الماركسي اللينيني الذي يعتبر الإشتراكية مرحلة وقتية تستند إلى ديكتاتورية البروليتاريا والطبقات المهضومة حقوقها تاريخيا حسب وجهة نظرهم فيما يسمى الديموقراطيات الشعبية وألأحق تسميتها الشعبوية ، وكذا ينفيه الواقع العملي في كل البلدان التي تبنت الإشتراكية وألغت الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج فقمعت الحريات الإقتصادية وبالتالي حتى ألحريات الشخصية ناهيك عن السياسية للعمال أنفسهم ناهيك عن باقي فئات الشعب .. في ألإتحاد السوفييتي السابق والدول الإشتراكية الأخرى كيوغسلافيا أو الصين مثلا كانت المناداة بالحقوق القومية تعتبر من باب الإنحراف البرجوازي ، فعن أي ديموقراطية يمكن الحديث ؟ )
لذا فإنني لاحقا سأكتب كلمة الديموقراطية بدون أن ألحقها كما فعلت أنت بكلمة البرجوازية ، لأنها تحصيل حاصل .
وألان ما علاقة الديموقراطية بالبساطة أو التكبر كتوصيفات عامة (فوقية أو حتى من منطلقات ومشاعر ذاتية ) لثقافات جمعية للشعوب المعينة ؟
من الأكيد أن الديموقراطية كنظام حكم وكقيم مجتمعية تؤدي إلى ألبساطة في التعامل بين الناس بدءا من ألأفراد وخلية إجتماعية كالعائلة والجماعات و الفئات ألأكبر المتمايزة فيما بينها أو حتى بين الناس وحكامهم .. وألأسباب كثيرة وبينة جدا وألأمثلة أكثر ..
توصيفات ألبساطة والتكبر لحالات نفسية وثقافات جمعية ، إن كانت هذه التوصيفات حقيقية وعادلة فلها من الأسباب ما لا يمكن حصره بتأثير أنظمة الحكم لفترة قصيرة تاريخيا ، مثلا :
ـ تأثير البيئة الطبيعية القاسية عادة ما تجعل الناس أكثر بساطة لحاجتهم إلى التعاون والإتحاد ضد مخاطر البيئة .
ـ نمط الإنتاج ، من الواضح أن نمط الإنتاج الزراعي ببساطته ، يجعل الناس في القرية أكثر بساطة من سكان المدن الذين بتعقيدات عملهم من أنواع المهن والحرف مما يؤثر على تعقيد حالتهم النفسية ، بحيث تجد أصحاب بعض المهن متكبرين على اصحاب مهن أخرى وحتى يعتبرونها سُفلية أو خسيسة ..
نمط الإنتاج الشرقي بالتأكيد يعتمد الزراعة أساسا وهي أساس تقسيماته ألإجتماعية .. المجتمع الروسي تاريخيا مجتمع شرقي العادات والقيم التقليدية رغم أن روسيا ألأصلية تقع جغرافيا في أوربا ، ومهما حاول القياصرة والحكم السوفييتي نقله إلى النمط الأوربي فإن هذا لم ينجح تماما في تغيير نفسية الإنسان الروسي .
ـ كلمة البساطة كلمة خادعة .. فهي أحيانا تأتي كتعبير عن الشعور بالمذلة والهوان .. بالتأكيد الأنظمة الفاشية والديكتاتورية تجعل الناس ( بسطاء ) .. لأنهم من نكد العيش لا يستطيعون إحترام ذواتهم.. وأيضا كلمة التكبر وحتى الغطرسة هي أيضا خادعة ، لأنه عادة ما تاتي من جهة هؤلاء ( ألبسطاء ) ألذين يرفضون حاقدين إعتداد ألأخرين بأنفسهم وإحترامهم لذواتهم في علاقاتهم الإجتماعية . هل يمكن مثلا أن نصف الشخص الألماني بالبساطة او التكبر حين لا تستطيع أن تزوره في بيته إلا بإتفاق مسبق ؟
ـ جزء كبير من مشاعر التكبر والغطرسة ياتي من عوامل تاريخية كإحتلال دول أو مجتمعات لمجتمعات أخرى .. مثلا الصابئة المندائيين رغم تاريخهم الحضاري العريق كانوا وما زالوا يعانون من غطرسة العرب المسلمين ألذين يعتقدون أنفسهم أعلى شأنا ..
في الإتحاد السوفييتي السابق كان الروس البسطاء انفسهم يشعرون بأنهم اعلى شأنا من شعوب القوقاز الجيورجيين والأرمن وألأذربيجانيين او أوزبكستان تركمنستان وكازخستان وحين يذهبون إلى هنالك بشكل عفوي يتحولون من بساطتهم إلى محتلين متعالين .. ولربما أعتى ألمتكبرين ألمتغطرسين في مجتمعهم من الروس يشعرون مجبرين بأهمية التواضع حين يكونون في أوربا من باريس إلى السويد ..

أعتقد أن ما كتبته أعلاه يكفي لتفنيد عبارات البروبوغاندا المضحكة بمبالغتها الرهيبة بأن بساطة الشعب السويدي هي من نتائج ألإشعاع الإنساني لثورة أكتوبر !! ..
أما عبارتك بأن ميزة البساطة هذه بدأت تضعف مع زيادة نفوذ اليمين واليمين العنصري ، فأرجو أن تسال نفسك لماذا إزداد نفوذ اليمين واليمين العنصري إن لم يكن من نتائج زيادة أعداد المهاجرين من الذين كانوا يشعرون بالضعة في مجتمعاتهم الأصلية ويحاولون نقل قيمهم وعاداتهم المتخلفة ونفسياتهم وتقاليدهم إلى هذا المجتمع بدل أن يتأقلموا مع وضعهم ألإنساني الجديد .

نرجع إلى التعليق الأول

عزيزي مثنى
بدايةً أرجو أن تأخذ بعين الإعتبار أن العينة ألتي إستطلعت أنت آرائها ، وأنا أكدت أنهم صادقين في أقوالهم ( ولم أقل محقين ! ) هي من الذين غادروا روسيا .. يعني بالتأكيد نظرتهم للأمور لا يمكن أن تكون إلا ما هي عليه الآن .. وإستطلاعك غير علمي أو حيادي .
هؤلاء أنفسهم حتى لم يكن بإستطاعتهم مغادرة الإتحاد السوفييتي السابق أوالرجوع إليه بشكل طبيعي في ظل وجود الستار الحديدي ..

ثانيا أرجو أن لا تعتبر إجاباتي دفاعا عن النظام القائم الآن في روسيا والذي جاء نتيجة الرأسمالية المتوحشة وسلب ونهب ثروات الشعب بشكل إجرامي فظيع بعد سقوط النظام السوفييتي ، فأصبح أليوم عدد لا يزيد عن ال 20 مليارديرا يمتلكون قرابة ربع ثروات البلاد .. وتفاقمت البيروقراطية والفساد بنفس الوقت ..
قبل أيام كتبت تعليقا على مقال للسيدة فلورنس غزلان ( من هم المرتزقة يا سيد لافروف ) ، ولكني فوجئت انها أقفلت باب التعليق .. أنقل لك هنا تعليقي هذا لأنه يوضح موقفي من السلطة القائمة في وطني الثاني ::
((( ألأخت فلورنس غزلان المحترمة !
حين سمعت أول أمس لافروف وهو يتوعد الشعب السوري بإستمرار حمام الدم ما لم يرض مرغما بحكم بشار الوحش ، خجلت عميقا من نفسي أنني أحمل الجنسية الروسية ولا أستطيع أن أفعل شيئا !
قبل عام ونصف تقريبا بكيت وأنا أرى هذه المرأة الروسية اللينينغرادية وهي تشكي لضمير بوتين وتستنجد به للتخلص من حكم المجرم بشار الذي قتل إبنها في دمشق ..
http://www.youtube.com/watch?v=iVXjWbKFmR8&feature=related

حكام موسكو الحاليون ليس عندهم أي ضمير أو معيار أخلاقي .. هم مافيا ولدت من تزاوج ألكجب مع شركات الغاز والنفط والسلاح وحتى عصابات المخدرات التي لفترة ما كان يقودها ( وقد لاتصدقين ذلك ) كبار رجال الكنيسة ألأرثوذوكسية الموسكوية ، ويحلمون بإعادة الفاشية الستالينية وربما الإمبراطورية القيصرية ..
من الصعب شرح هذه ألأمور لكِ وللآخرين ألذين ينظرون للأمور من بعيد ، كما كان ألبعض من ألمثقفين وألأدباء أليساريين العرب لا يدرون ما جرى ويجري في سورية ويعتقدونها جنة ألأحلام لهم ، وبعضهم الآخر من العرب لحد ألآن يمجدون صدام حسين !!
تحية للشعب السوري العظيم الخلاق وثورته المجيدة .
ولك تحياتي الطيبة .
)))

أقول لك رغم موقفي الواضح هذا ، فإنني أعلم جيدا أنه في ظل هدم النظام الإشتراكي إعادة ألملكية الخاصة لوسائل ألإنتاج ولو على يد من تركوا ( الزيتوني ) ليتلبسوا بلبوس الدين والليبرالية المزيفة ، وبعضهم فاشيين حتى النخاع من أشباه جيرينوفسكي وغيره الكثير ، فأن إطلاق الحريات الإقتصادية ولو بأضيق ألمجالات وبالتالي حد معين من الحريات الأساسية والسياسية ضمنا ، يعطي إمكانية واملا بالتطور الديموقراطي الحقيقي لاحقا على عكس النفق المظلم بدون مخرج للنظام الإشتراكي السابق .
المسألة كما قلت لك بتعليقي السابق معقدة .. يمكن التشبيه بالوضع الحالي في وطني ألأول العراق .. هل هنالك مجال للتفكير بإعادة نظام صدام حسين ( وهو بالفعل وعلينا الإعتراف بذلك ، له إيجابياته كأي نظام ديكتاتوري آخر ) أم علينا تحويل الديموقراطية المزيفة حاليا إلى ديموقراطية حقيقية من خلال الجهد الجهيد بتوعية الناس وإعادة البناء الإقتصادي ـ ألإجتماعي والسياسي منطلقين من الواقع الحقيقي وليس من الشعارات الطوبوية والغبية جدا أحيانا ( كما في حال ألحملة الحالية من أجل إنقاذ البطاقة العبودية التموينية ) ؟
هؤلاء ألذين إستطلعت آراءهم بالتـاكيد لم يستطيعوا البقاء في روسيا الحالية في ظل التنافس الراسمالي ألوحشي وقلة الأجور نتيجة السياسات الإحتكارية ، وبالتالي يحنون إلى النظام السابق ألذي كان يمنحهم بعض الهدوء النفسي وأطمئنان إلى ضمان مستقبلي لحالة الفقر ألإقتصادي العادل ..

اما عن الناس الذين يعيشون في روسيا اليوم ولم يهاجروا ، فأنا أجزم أن لا أحد منهم ( وحتى الحزب الشيوعي الروسي ، سواء في منهج سكرتيره زيوغانوف أو الجناح الأكثر تطرفا ل ييغور ليخاجوف ) يفكر جديا بإعادة النظام الإشتراكي ، وغاية ما يطمحون إليه هو تحقيق نوع من العدالة الإجتماعية على شاكلة الإشتراكيات الديموقراطية كالسويدية مثلا . لا يفكرون جديا لا تعني أنهم لا يحلمون بالرجوع للوراء بل لا يستطيعون ، ولذا يحاولون خداع وإيهام جماهيرهم بتضخيم منجزات النظام السابق وإعتبار كل ما حدث مجرد أخطاء وخيانات فردية وليست نتيجة عوامل موضوعية .. ولكنهم بالطبع عاجزون عن خداع كل الناس كل الوقت ، فذاكرة الشعب قوية جدا ، ولا احد حتى أفقر الفئات العاملة التي تعاني في مناطق عديدة من شظف العيش وقلة الأجور والرواتب التقاعدية يقبل بالرجوع للماضي وخاصة بعد أن تذوقوا طعم الإنتخابات الديموقراطية ولو بنسختها المشوهة والمزيفة ..
أما ألليبراليون الحقيقيون الروس ( وأقصد مثلا حزب يابلوكو لـ غريغوري يفلينسكي ألذي مُنع من خوض الإنتخابات والذي يمثل المصالح الفعلية لغالبية الشعب وخاصة الطبقات المتوسطة والفئات المثقفة ، وكذا ألأحزاب البرجوازية التي وضعت ممثلها في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ) فغايتهم تحرير الإقتصاد تماما من سلطة وعبث وفساد الدولة المافيوية وتطويره بشكل سريع يتناسب مع إلإمكانات ألهائلة المتوفرة وبالطبع تثبيت الحريات والحقوق المدنية و الديموقراطية الحقيقية .

بكل ألأحوال بالنسبة للمواطن العادي ألإجابة على السؤال هل كنتم تعيشون أفضل في ظل الإتحاد السوفييتي أم ألان أفضل ؟ ستشهد تفاوتا كبيرا في المدن الكبرى عما هي في ما يسمى الداخل الروسي ولكنها بالتأكيد ستكون في صالح الوضع الحالي .. وخاصة في المدن الكبرى ستكون النسبة أعظم بكثير.. وستكون أعظم لو وضعنا أسئلة بشكل مقارنة أكثر تفصيلا فيما خص كل جوانب الحياة .
لا أدري هل أوفيت ؟

مع تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ ماجد جمال الدين
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 9 - 20:28 )
الأخ ماجد جمال الدين
تسألني : لا أدري هل أوفيت ؟ لا شك أنك فصلت وأوفيت وهذا كرم منك وحسن إهتمام بما يكتبه قراؤك فشكرا جزيلا لك.
ما ذكرته أنا في تعقيباتي هو ملاحظات إنطباعية وما هو إنطباعي يحتاج دائما إلى تحليل علمي لإثباته أو تفنيده .
وقد أجدتَ أنت في ربطك لمفردات مثل البساطة ، التواضع بالشخصية الشرقية ذات البيئة الزراعية الأبوية أو قد تكون ذات جذور مرتبطة بالإستبداد الشرقي عندها تكون الشخصية البسيطة إنعكاسا للقهر والإضطهاد.
لكني ما زلت مقتنعا أن النازية والفاشية مرتبطان عضويا بالحضارة الرأسمالية الغربية وكذلك الإبادة الجماعية للشعوب.وليس بدافع ماسوشي بل من باب الوعي والإعتراف بالحقيقة التاريخية أن أقول إني أدين بوجودي كصابئي للحضارة الإسلامية فمجموعات بشرية مثل الصابئة ، الأيزيديون ، الدروز ، المجوس ، الأقباط ومختلف الطوائف المسيحية بطقوسهم الشرقية وتنوعهم الثقافي ... لو كانوا في أوربا لأنقرضوا منذ القرون الوسطى أما اليهود فلم يواجهوا مذابحا وإبادة كما حدث لهم في أوربا بل وجدوا في المجتمع الإسلامي إزدهارا إقتصاديا وثقافيا .هذا ما قصدته بالأنف الآري المتكبر.
في كل التاريخ الإسلا


2 - الأخ ماجد جمال الدين2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 9 - 20:30 )
في كل التاريخ الإسلامي حافظت المكونات العراقية القديمة من صابئة وأيزيديون وطوائف مسيحية على وجودها إلا بعد عام ٢٠٠٣ تعيش هذه المكونات إبادة جماعية شاملة حقيقية ، فالإبادة الجماعية ، الإرهاب ، تجارة الرقيق والدعارة والمخدرات والأسلحة ، تلويث البيئة، المافيا والجريمة المنظمة هذه كلها مظاهر مرتبطة إقتصاديا وعضويا بالنظام الرأسمالي.
ومن الخطأ ربط أمثال صدام وبشار بالكتلة الإشتراكية فهؤلاء أصلا كانوا صنائع بديلة أريد بهم محاربة الشيوعية وهم لا يختلفون في تصنيعهم إلا قليلا عن آل سعود والأمراء.
هذا لا يعني أبدا نفي لمنجزات النظام الرأسمالي ومنها الديمقراطية ولكن من أجل البرهنة أن البشرية بحاجة إلى نظام أكثر إنسانية ولمعرفة مواطن الشر وللحيلولة دون ظهور أشخاص مثل هتلر يقومون بإجراء إختبارات جراحية علينا بلا تخدير.
تحياتي الأخوية وتقديري.


3 - الوضع الاقتصادي في روسيا واشياءاخري
محمد صلاح سالم ( 2012 / 11 / 10 - 05:52 )
الاستاذ ماجد--بما ان سيادتك تعيش في روسيا نرجو ان تتكرم عليتا ببعض الشرح المفصل حول الوضع الاقتصادي الحالي=هل تم خصخصه القطاع العام بالكامل
وما مصير المزارع الجماعيه هل تم خصخصتها هي الاخري وما حاله السكن الحكومي هل مازال تابعا للدوله وماهوو ضع القطاع المصرفي هل فقدت الدوله
السيطره عليه وماذا عن اوضاع مؤسسات المجتمع المدني كذلك وسائل النقل والمواصلات الحكوميه هل ما زالت قائمه
المصادر المتاحه حول الوضع الداخلي بروسيا شحيحه المعلومات
وكيف تفسر ارتفاع نسبه الروسيات العاملات بالدعاره علي الرغم من ارتفاع مستواهم التعليمي وغلبه التقاليد الشرقيه علي الواقغ الروسي كما تفضلت
وحقا اذا كان الحزب الشيوعي الروسي جل طموحه بناء شكل من اشكال الاشتراكيه الديمقراطيه المعدل او حتي الليبراليه الاجتماعيه لماذا احتفظ باسمه
ايضا ماذا عن الاوضاع الدينيه في روسيا من زاويه الجانب الاعتقادي الغالب ومدي
ترسخ المعتقدات الدينيه بعد سنوات طويله من محاصرتها
مع خاص احترامي واعجابي بما تكتب من تعليقات تتسم بالجراه الفكريه
والمنهجيه العلميه


4 - أجدادنا قتلوا أجدادكم !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 09:45 )
عزيزي مثنى ، شكرا لك أولا على المديح ..
ثانيا ، أراك تجهل ألكثير من ظلاميات الحكم الإسلامي الممتد لـ 14 قرنا ،وتعتقد أن أهلك المندائيين عاشوا في تبات ونبات طيلة هذه الفترة ليستيقظوا اليوم ويجدوا أن عددهم 4000 شخص ولغتهم الآرامية موجودة فقط في بعض الكتب الدينية .
منذ الإحتلال البدوي الإسلامي وطيلة القرون اللاحقة جرت عمليات تطهير ومذابح إبادة مستمرة على أساس عرقي وديني لكل القوميات والأعراق والطوائف الدينية ألأصيلة على أرض الرافدين ألتي كانت تشع بغنى هذا التنوع حتى قيل في الأساطير الدينية أن بابل كانت تتكلم بكل ألسنة ( لغات) العالم .
من أخس مظاهر ألإستعمار هو الإستعمار الثقافي الذي يجعل الشعوب تنسى تاريخها وتتبنى تاريخا مزيفا يكتبه المحتل . لن أوجهك لدراسة التاريخ الحقيقي لطائفتك وقوميتك وما تعرضت له من مصائب فأنا أعتقد أنك أحرى بالبحث عن هذا ، ولكن فقط أقول أن اغلب اهل جنوب العراق الذين يعتبرون أنفسهم شيعة وعربا من شبه الجزيرة تثبت الدراسات الجينية أنهم من أصول آرامية وعُربوا قسرا تحت نير الإضطهاد الديني الشنيع من المجازر إلى الضغوطات الإستعبادية والمحفزات المادية و .. يتبع


5 - أجدادنا قتلوا أجدادكم ! 2
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 09:48 )
والمحفزات المادية والمعنوية بالضبط كما جرى في بلاد الشام ومصر وغيرها ..

قبل بضع سنوات قرأت في نادي الفكر العربي بحثا تاريخيا يُجمل حوالي 20 حرب إبادة بين الشيعة والسنة في العراق ، أي بين المسلمين أنفسهم .. فما بالك بالمذابح تجاه باقي القوميات وألأديان التي يكفرها المسلمون ؟
وكذا ألأمر ليس فقط بالنسبة للمندائيين بل للكلدانيين والآشوريين والشبك والآيزيديين وغيرهم الكثير من القوميات والإثنيات وألأعراق .. أتدري لم انا أعرف نفسي بهذا الشكل : أنا إنسان عربي ـ صهيوني وكوردي ـ آشوري ؟
لأنني أعرف جيدا ما إرتكبه ألأكراد المسلمون بدعم السلطات العثمانية من مجازر وإبادة جماعية للآشوريين في ألعراق وسوريا لتهجيرهم وإحتلال أراضيهم من كركوك وأجزاء من أربيل إلى دهوك والحسكة .. هذه المسائل ألأخوة الأكراد لا يتكلمون عنها إما جهلا أو أنهم يتغاضون عن ذلك .
أنت تعتقد أن الفكر العنصري النازي وألإبادة الجماعية مرتبطة عضويا بالنظام الرأسمالي والعنصر الآري ألأوربي .. في حين الكثير من ذلك موجود في التاريخ الآسيوي ايضا وما قبل الرأسمالية .. بالمناسبة هل تعتبر مذبحة .. يتبع


6 - أجدادنا قتلوا أجدادكم ! 3
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 09:51 )
بالمناسبة هل تعتبر مذبحة بني قريضة التي قام بها محمد وأتباعة إبادة جماعية أم لا ؟

تقول (( تجارة الرقيق والدعارة .. مرتبطة إقتصاديا وعضويا بالنظام الرأسمالي )) فهل تعلم أن كل ( أؤكد كل ) تجار وموردي الرقيق من أفريقيا إلى الولايات المتحدة كانوا من العرب المسلمين ؟ وأن عمليات سبي ألنساء وإعتبارهم رقيقا أبيض للدعارة إمتدت طيلة التاريخ الإسلامي .. هل كان هنالك نظام رأسمالي وقتها ؟

عزيزي مثنى
أنا لا أريد أن ادخل في متاهات جدلية ونظرية حول كون حافظ الأسد وصدام حسين وحزب البعث العربي الإشتراكي مرتبطا بالكتلة الإشتراكية وسياستها أم لا .. كما لا أريد هنا الحديث ملوك آل سعود وتبعيتهم أو تطابق مصالحهم مع أمريكا .. ولن أتحدث عن تجارة السلاح وهل تمثل إرتباطا أم لا ؟
ولكني فقط أقول أنه في عام 1991 جاء يفغيني بريماكوف وزير خارجية ألإتحاد السوفييتي آنذاك إلى بغداد لإنقاذ صدام حسين والمساومة مع أمريكا ونجح في ذلك مما كلف العراقيين مئات آلاف الضحايا لاحقا ومآسي كثيرة لعقد آخر من الزمن .. وقد كتبت عن هذا سابقا .
تحياتي


7 - أجدادنا ـ 2 ، حدث خطا في التسلسل !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 09:56 )
والمحفزات المادية والمعنوية بالضبط كما جرى في بلاد الشام ومصر وغيرها ..

قبل بضع سنوات قرأت في نادي الفكر العربي بحثا تاريخيا يُجمل حوالي 20 حرب إبادة بين الشيعة والسنة في العراق ، أي بين المسلمين أنفسهم .. فما بالك بالمذابح تجاه باقي القوميات وألأديان التي يكفرها المسلمون ؟
وكذا ألأمر ليس فقط بالنسبة للمندائيين بل للكلدانيين والآشوريين والشبك والآيزيديين وغيرهم الكثير من القوميات والإثنيات وألأعراق .. أتدري لم انا أعرف نفسي بهذا الشكل : أنا إنسان عربي ـ صهيوني وكوردي ـ آشوري ؟
لأنني أعرف جيدا ما إرتكبه ألأكراد المسلمون بدعم السلطات العثمانية من مجازر وإبادة جماعية للآشوريين في ألعراق وسوريا لتهجيرهم وإحتلال أراضيهم من كركوك وأجزاء من أربيل إلى دهوك والحسكة .. هذه المسائل ألأخوة الأكراد لا يتكلمون عنها إما جهلا أو أنهم يتغاضون عن ذلك .
أنت تعتقد أن الفكر العنصري النازي وألإبادة الجماعية مرتبطة عضويا بالنظام الرأسمالي والعنصر الآري ألأوربي .. في حين الكثير من ذلك موجود في التاريخ الآسيوي ايضا وما قبل الرأسمالية .. بالمناسبة هل تعتبر مذبحة .. يتبع


8 - المقطع الأخير
رعد الحافظ ( 2012 / 11 / 10 - 13:32 )
(( بكل ألأحوال بالنسبة للمواطن العادي ألإجابة على السؤال هل كنتم تعيشون أفضل في ظل الإتحاد السوفييتي أم ألان أفضل ؟ ستشهد تفاوتا كبيرا في المدن الكبرى عما هي في ما يسمى الداخل الروسي ولكنها بالتأكيد ستكون في صالح الوضع الحالي .. وخاصة في المدن الكبرى ستكون النسبة أعظم بكثير.. وستكون أعظم لو وضعنا أسئلة بشكل مقارنة أكثر تفصيلا فيما خص كل جوانب الحياة .
لا أدري هل أوفيت ؟ ))
*************
هذا إستنتاج واقعي ينّم عن متابعة عن كثب للواقع الروسي
أتعلم عزيزي السرّ الأهمّ وراء ذلك ؟
الحرية طبعاً / هي أغلى شيء بالوجود عند البشر الحقيقيين
حتى وإن كان ( فلاديمير بوتين )) وبطانتهِ يحاولون العودة الى ما قبل عهد لينين وستالين والجدار الحديدي
أيّ العودة الى روسيا القيصيرية
لكن العالم تغيّر وإنفتح , والعجلة دارت ( عجلة الديمقراطيّة الغربية طبعاً ) الى درجة لايمكن لكل شياطين الجنّ والإنس أن يوقفوها
*******
تحياتي لكَ ولحواركم مع العزيز مثنى حميد مجيد


9 - الأخ ماجد جمال الدين1
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 10 - 13:45 )
ما ذكرته صحيح ، العراق وفارس والأناضول والشام مناطق حضارية قديمة وبودقة لتلاقح ثقافات وشعوب مختلفة ، الإسلام نفسه هو نتاج لثقافة ارامية فارسية رافضة للثقافة الرومانية الهلينستسية ولذلك وجد تقبلا في العراق والشام وفارس ، كانت هناك صراعات وحروب لكنها لم تصل إلى درجة الإستئصال والإبادة التامة كما في أوربا التي تحولت مباشرة من الهمجية إلى الرأسمالية وحتى تراثها اليوناني نسته وترجمه العرب الآراميون إليها لتبدأ عصر التنوير ، في الشرق الأوسط كانت الشعوب المهزومة تجد دائما فسحة من الحرية للتغلغل في الدولة الإسلامية فالإسلام كان أكثر بساطة ولبرالية لإستيعاب ثقافاتها فأنت تجد التركي والكردي والفارسي والمجوسي والمسيحي واليزيدي واليهودي والصابئي والزنديق ... في أعلى مفاصل الدولة فالعرب البدو لم تكن لهم حتى أبجدية وحتى الفقه الإسلامي آرامي فارسي المصادر.في أوربا مثلا لن تجد بابا أو قسا يرثي هرطقيا كافرا كرثاء الشريف الرضي لأبي إسحق الصابي أو عميدا لأطباء الدولة كثابت بن قرة الصابئي أو تنظيما سريا تنويريا يجمع المسلم والصابئي والمسيحي واليهودي والمجوسي كإخوان الصفا أو دارا للترجمة في عهد المأمون أو


10 - الأخ ماجد جمال الدين2
مثنى حميد مجيد ( 2012 / 11 / 10 - 13:52 )
أو هرطقيا عظيما كأبي العلاء المعري يسفه الإديان ورجال الدين ...في أوربا كانت محاكم التفتيش ترصد معتقدات الناس حتى داخل بيوتهم وتحرق التنويريين في الساحات العامة كتقليد عام وكان سبب الأوبئة ينسب لليهود للفتك بهم ولذلك ساد إله مسيحي مستبد واحد تم بسهولة إستبداله بإله جشع واحد يخلو قلبه من أي رحمة هو رأس المال.
في أوربا يفتخر اليوم العلماء بالتراث اليوناني واللغة اللاتينية كأساس في دراساتهم اللغوية أما العرب فيحتقرون أصولهم وتراثهم الآرامي ويعتبرونه -أعجميا - وهذا جزء من تخلفنا فنحن شعب يحتقر تراثه ويتنكر لجذوره فحتى العامية العراقية قواعدها ارامية وأنا في الحقيقة أنطلق من هذا المنطلق وكل المثقفين المندائيين وخاصة الماركسيين وهم الأغلبية كما تعرف ليست لديهم عقدة دينية أصولية إضطهادية من العربية والإسلام التي تلمسها عند بعض الأصوليين المسيحيين الذين يدعون العلمية ويتبادلون الشتائم ليل نهار مع أشباههم من الإسلاميين الأصوليين.
لا شك أن الحوار معك ممتع ومفيد جدا وأنا أدعوك في الصيف القادم لزيارة ستوكهولم لمواصلة الحوار - طبعا مع الشراب العالي التركيز !! -محبتي وتقديري.


11 - السيد محمد صلاح سالم ت ـ 3 ، 1
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 14:51 )
تحية طيبة وشكرا على إطراءاتك الجميلة التي زادتني غرورا !!!
بداية يا عزيزي يبدو انك نسيت عنوان المقال حول الألف حرف وأمطرتني بوابلٍ منهمر من ألأسئلة التي تحتاج ربما لكتاب ( وربما معهد أبحاث ههه ) لشرحها بالتفصيل .. فمهما حاولت الإقتضاب فذلك يستدعي لغة تعبيرية دقيقة جدا لتبيان الأمور بشكل موضوعي وبإستعمال الكثير من ألأمثلة التوضيحية لتبيان ألمراد من هذه التعبيرات الدقيقة .. مثلا عندما أقول أن ألإقتصاد في روسيا اليوم ليس راسماليا خالصا بل جنين مشوه و هجين من تزاوج الراسمالية وبيروقراطية جهاز الدولة ، فهذا لا يمكن فهمه ببساطة ما لم يقترن بامثلة حية من مجمل النشاطات ألإقتصادية ، والتي سأحاول إعطاءها لاحقا .
ثانيا أنا لا أعيش في روسيا ، بل في بغداد العراق حيث رجعت بداية عام 2004 ، ولم أستطع ألذهاب إلى روسيا إلا مرتين لمدة اربعة أشهر ، أولها قبل عامين وألثانية في هذا الصيف المنصرم .. وبصراحة كان بودي أن تطرح أسئلتك على شخص يعيش ويكتب من روسيا كألسيد فالح الحمراني وخصوصا أنني أعتقد كما توحي لي كتاباته أنه شيوعي وليس ليبرالي التوجه كما أنا ألان ، بما يترك مجالا للمقارنة وفهم أعمق .
يتبع


12 - السيد محمد صلاح سالم ، 2
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 14:55 )
عزيزي محمد صلاح
أسئلتك ألكثيرة اعتقد أنني سأجيب عليها لاحقا هنا بشكل حلقات ( تعقيبات ) بعنوان روسيا اليوم أو ربما على شاكلة مقال .. ألأسئلة تبدو متفرقة ولكنها شاملة ، فكانك تود ألإنتقال للعيش في روسيا ... لذا سأبدء من هنا بابسطها وأكثرها إستفزازا لي :
حول تسمية الحزب الشيوعي ..
في روسيا ليس هنالك حزب شيوعي واحد ، فهنالك ايضا حزب العمال الشيوعي الروسي ، وهو ستاليني التوجه ، وتجد إسمه في البيان الداعم لبشار ألساد ( بيان حول الصدام الجاري في سوريا ) الذي نشر بألأمس ومازال على صدر الصفحة في الحوار المتمدن .. وكما اذكر كانت أيضا أحزاب قومية عنصرية روسية تتسمى بالشيوعية ( جماعة ليمونوف ) كانت في فترة ما تتلقى دعما خفيا من جهات في أمن الدولة حتى فاحت رائحتها الكريهة باعمال إرهابية ضد المواطنين ..
وبالطبع هنالك الحزب الشيوعي الروسي الذي يمثل الكتلة الرئيسة والأهم وألتي ورثت كل تنظيمات الحزب الشيوعي السوفييتي في جمهورية روسيا الإتحادية . قبل عشرين عاما في الفترة التي لحقت إنهيار ألإتحاد السوفييتي وتبيان عقم المنهج الشيوعي الكلاسيكي إتخذ الحزب برنامجا يتوافق أكثر مع طروحات .. يتبع


13 - السيد محمد صلاح سالم ، 3
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 14:58 )
مع طروحات الإشتراكيات ألديموقراطية وبرز إتجاه في هذا الحزب لإعادة تسميته ألأصيلة : حزب العمال الإشتراكي الديموقراطي الروسي ) ، ولكنها لم تنجح لأن غالبية أعضاء الحزب يتملكهم حنين وإرتباط نفسي بالتسمية اللينينية وإعادة التسمية تشكل صدمة عنيفة لوعيهم الذاتي .
في الوقت الحالي إذا نظرنا لما يقدمه الحزب من برامج إنتخابية أو من خلال عمل نوابه في الدوما ، فإنها بألأكثر تتعلق بقضايا العدالة ألإجتماعية ولا تتطرق أبدا لقضايا ألإشتراكية أو إعادة بنائها .. ولو أنهم في خطاباتهم التحريضية والدعائية كما ذكرت يشيدون ويمجدون منجزات النظام الإشتراكي السوفييتي ....
كما ذكر السيد فالح الحمراني في أحد مقالاته الأخيرة من المحتمل جدا حدوث إنشقاق عمودي للحزب الشيوعي إلى حزبين .. أحدهما يمثل الخط التوافقي لرئيس الحزب الحالي غينادي زيوغانوف وألآخر بقيادة يغور ليخاجوف .. وألأخير كان عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي من بداية الثمانينات وافكاره أقرب إلى المنهج الستاليني ولو أنه لطالما نفى ذلك ويعتبر نفسه فقط شيوعيا محافظا .. في حال حدوث الإنشقاق بالطبع ستبرز من جديد مسألة إعادة التسمية . يتبع


14 - السيد محمد صلاح سالم ، 4
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 15:01 )
هنالك مسألة لابد أغتنم ذكرها هنا لأن لها علاقة بالإقتصاد :
الموارد المالية للحزب الشيوعي الروسي تأتي بالدرجة الأولى من المؤسسات الإقتصادية الرأسمالية التي يمتلكها .. ففي بداية التسعينات بعد عمليات الخصخصة إهتمت تنظيمات الحزب القيادية والقاعدية على كل المستويات بشراء أو إستملاك ألكثير من هذه المؤسسات ،على أقرب مثال كنت تستطيع أن ترى محطات توزيع البنزين وعليها لافته تقول أنها مملوكة من قبل اللجنة المحلية للحزب الشيوعي .. !!!
ألسؤال أللآخر ألذي أود التعرض له هو مسألة الدعارة .
عزيزي محمد ، أنا إنسان ملحد ، ولذا أعتبر أن مهنة الدعارة كغيرها من المهن يحددها العرض والطلب . وبالطبع مقدار العرض يزداد في كل حالات الإزمات الإجتماعية الحادة كالحروب والإفقار وغيرها ، والقضية لا تتعلق بالقيم وألأخلاق الشرقية أو الغربية أو بين الشعوب المتدينة وغير المتدينة ( في المجتمعات المتدينة والمكبوتة جنسيا تتخذ الدعارة أبعادا خطيرة وكارثية أحيانا وتمثل إستغلالا همجيا وحشيا للنساء أصحاب هذه المهنة مع تحقيرهم إجتماعيا بشكل مخزي للمجتمع نفسه أكثر مما هو مخزي لهن ، ولكن كل هذا مغطى ومسكوت عنه تماما ) ، يتبع


15 - السيد محمد صلاح سالم ، 5
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 15:10 )
.. بعبارة اخرى انا لا اعتبر الدعارة عارا وإثما كبيرا كما يفعل المنافقين بأسم الدين .. وأنا أعتبر الداعر أشرف نفسا من كل رجال الدين على ألأقل لأنها تتاجر بجسدها هي وليس بأجساد وعقول الناس ألآخرين ، وأنا أعلم ان الكثير من القحاب لهن من الكرامة الإنسانية وألإعتداد بالنفس والمشاعر الإنسانية المرهفة والتعاطف مع الآخرين ما يفوق المعدل العام لمثل هذه الأخلاق عند الناس في المجتمعات المتدينة . بل وأن الكثير منهن شاركوا ببسالة في النضالات الإجتماعية والسياسة .
عزيزي محمد في السنوات القليلة ألأليمة الماضية الكثير من العراقيات أدخلن قسرا في مجال الدعارة وكذا الحال ربما سيكون مع إستمرار الماساة السورية ، وفي بلدك مصر أيضا نفس الشيء يدخل النساء في هذا الميدان بإرادتهن أو قسرا بغير إرادتهن .. وكما أعلم القسر على الدعارة في أوربا وامريكا غير ممكن وألنساء أحيانا يخترن المهنة بإرادتهن مثلا لتوفير المال للدخول للجامعة أو لمجرد ألعيش بشكل أكثر رفاهية ، أو حتى لمجرد التجربة .. وهذا لا يعتبر عيبا كبيرا عندهم .
والآن السؤال كم هي نسبة النساء الروسيات ألذين يمارسن الدعارة داخل وخارج روسيا ؟
يتبع


16 - السيد محمد صلاح سالم ، 6
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 15:13 )
أنا استطيع أن أؤكد لك أن نسبتهن لكل 100 ألف شخص أقل من ربع مثل هذه النسبة في مصر مثلا وهي بلد شرقي ومجتمع متدين 100% ولم تعاني ألأهوال التي عاشها العراق أو سوريا أو الهزة الإقتصادية الإجتماعية العنيفة التي عاشتها روسيا وخصوص في عقد نهاية القرن الماضي .. ولكن التهويل ألإعلامي والدعايات المغرضة لأسباب سياسية أحيانا أو ترويجات دينية و التي تسمعها من هنا وهنالك تصور لك الإمر بغير ذلك وأنت مستعد نفسيا لتقبل هذا ربما لأنك مكبوت تربويا .
ألأسئلة ألأخرى سأجيب عليها كما وعدت في حلقات قادمة من روسيا اليوم .

تحياتي


17 - ألأخ العزيز رعد الحافظ !
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 10 - 16:02 )
اجمل التحية
شكرا جزيلا على مساهمتك ، أنا اقرأ كل ما تكتبه وما يكتبه كل ألأخوة أعضاء الشلة ، ولكني اتكاسل عن كتابة تعليقات إذا لم يوجد ما يستفزني أن أضيف فكرة جديدة وأحيانا كثيرة يكون دماغي فارغا ,, فعذرأ ..
وهنا أرجو أن توصل خالص تحيات المحبة والإحترام بخاصة للأخت العزيزة ليندا كبريل شكرا لها على ما أمتعتني به من مقالاتها الرائعة وتعليقاتها المبدعة الأخيرة ، وخاصة الحوار مع السيد وليد عطو والقصة الإنسانية من تجربتها الشخصية والتي آلمتني جدا ومع هذا أذهلتني بقدرتها التعبيرية . أتمنى لها دوام الصحة والسعادة .

شكرا للأخ مثنى على تعليقه الأخير وعلى دعوته لي على شراب عالي التركيز ..
وكما يقال عند المصريين ما بعد الجفاء إلا الحب أو بهذا المعنى . لاأذكر ..

محبتي


18 - البغاء نفسياواجتماعيا
محمد صلاح سالم ( 2012 / 11 / 10 - 19:23 )
الدعاره مستهجنه بكل الثقافات لافرق بين دينيه وعلمانيه وهناك دراسات نفسيه
تضع المراه التي تمارس الدعاره في خانه الشخصيه السكوباتيه
ولاشك ان الاتجار بالجسد اقل ضررا من الاتجار بالعقل مثلا فبعض المثقفين الذين يوظفون الكلمه في خدمه الاستبداد السياسي هم اسوا من العاهرات
وهم يبيعون عقولهم للطغاه وقس علي ذلك مهن اخري كالمحامين الذين يوظفون عقولهم للدفاع عن مجرمين وتبرئتهم امام العداله وهم علي يقين باجرامهم ولكن المراه لاسباب تاريخيه هي الحلقه الاضعف بالمجتمع ولذلك يلحقها ما يلحقها من حط بشانها
ولكن ما يلفت الانتباه ولا اعلم مدي صحه الامر هو ارتفاع المستوي التعليمي
للنساء الروسيات اللاتي ينخرطن بالدعاره
علي عكس مجتمع كالمجتمع المصري مثلا تنتشر فيه الدعاره بشكل اكبرفي اوساط ادني في المستوي التعليمي
وفي انتظار باقي ردودك علي استفساراتي
مع خالص التقدير


19 - الأستاذ ماجد جمال الدين المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 11 / 11 - 07:47 )
الفضل للأستاذ رعد الحافظ الذي نبهني لتعليقك الكريم
كلمات رائعة أستاذي العزيز ، أشكرك جداً . ثناؤكم الصادق يزيدني قوة ويعطيني شحنة من الأمل ، المعذرة أستاذ ، أني لست على مستوى مناقشاتكم المتخصصة ، لكني أحاول بين حين وآخر كلما سنحت لي الفرصة بقراءة محاورات الزملاء للاستفادة منها . بكم نكبر وشكراً لكم
مع التحية والتقدير لشخصك المحترم


20 - ألأخت ألغالية ليندا كبرييل ت ـ 19 .
ماجد جمال الدين ( 2012 / 11 / 11 - 10:20 )
عزيزتي ليندا .. من الصدف الجميلة انني كنت اقرأ مقالكِ القديم والقيم عن ( المسيحية ليست باراشوت ) بعد أن لاحظت تعليقك ألأخير ـ والإسلام أيضا ليس باراشوت .. في هذه ألإثناء يأتي البريد الأكتروني بتعليقك هذا ، فنشرته وعدت لمتابعة قراءة المقال الجميل والتعقيبات الغنية فيه .
أختي العزيزة ، شكرا لك على كلماتك ، ولكني أرجوك أن تكفي عن التواضع بشاكلة :( بكم نكبر ) . يقول العرب رب أخ لك لم تلده أمك ، .. في هذا الملاذ ـ العالم الإفتراضي حين لا تعرفين من الشخص احيانا حتى إسمه الحقيقي تلتقين بأشخاص تتقاربين معهم ثقافيا ، وجدانيا وبألأهداف المشتركة بشكل اصدق وأشد من إلتقائك بأخوة الدم .. المفروضة علينا وليس نختارها ، كما في تعليق 23 في مقالك.
أرجو أن أكون أعطيتك موضوعا لمقال قادم حول التعارف بين البشر على الإنترنت ( وحتى المواقع التي تعني بطلبات الصداقة و الزواج بين الشباب مثلا ) ، أنواع مثل هذا ألإلتقاء وإمكاناته في توحيد الناس وثقافاتهم ومخاطره النفسية والمادية أيضا .. هذا لأنني أعتقد وعلى ثقة أن نظرتك وفهمك لحيوية هذه الأمور ستجعل كلماتك ولو كانت قصيرة مرجعا أثيراُ .
أخلص مشاعر الود !

اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان