الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان اتحاد الشيوعيين في العراق بمناسبة 8آذار يوم المرأة العالمي

اتحاد الشيوعيين في العراق

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


عاش 8 آذار يوم المرأة العالمي، انه اليوم الذي يتعالى فيه احتجاج المرأة العالمية، وبخاصة المرأة العاملة، على الظلم واللامساوة وانعدام الحقوق في ظل النظام الرأسمالي وينظمون نضالاتهم ومسيراتهم بغية نيل حريتهم والقضاء على العبودية والتمييز الجنسي وانعدام الحقوق.
مما لاشك فيه ان وضع المرأة العراقية قياسا بوضع ومكانة المرأة في البلاد الرأسمالية المتطورة، تعيش في ظل نظام اكثر تخلفاَ وطغياناً وتعاني من عبودية خالصة. من الناحية الاقتصادية فان الغالبية العظمى من النساء فرضت عليهم عبودية منزلية ويتلخص دورهم الاقتصادي في تحمل اعباء العمل المنزلي وتربية الاطفال في العوائل البطريركية. اما القسم الاخر من النساء الذي تعمل خارج جدران البيت وتساهم مساهمة فاعلة في الانتاج وتقديم الخدمات فانها تعاني من ظلم مزدوج: فمن جهة تقوم بالعمل المنزلي وتربية الاطفال ومن جهة اخرى يتم استغلال قوة عملها باجر رخيص وغير عادل ومحرومة من قانون عمل تقدمي يحافظ على حقوقها ومطاليبها.
ومن الناحية الاجتماعية والقانونية لاتزال المرأة تعاني من التخلف والرجعية والسلطة الذكورية، حيث تعاني من العبودية والتبعية للرجل وينظر اليها كانسان من الدرجة الثانية. اما النشاطات الاجتماعية والسياسية والثقافية للمرأة فيتم تقييدها بقيود اجتماعية وقانونية لاحصر لها، وفي مجال تكوين الاسرة والطلاق والانفصال والميراث وسائر الميادين الاخرى يطبق بحقها قانون الاحوال الشخصية العراقي المقتبس من الشريعة الاسلامية الذي يقضي بسلب حرية المرأة وهضم حقوقها وفرض العبودية عليها. والاسوء من كل ذلك هو ظاهرة القتل الوحشي للمرأة وازهاق روحها بذريعة غسل العار، او تضييق الخناق عليها بشكل تدفعها الى وضع حد لحياتها عن طريق حرق نفسها.
ولايشكل مامر ذكره الا جانبا من الصورة، وفي الجانب الاخر نرى بان نسبة تشغيل النساء في ارتفاع ملحوض وهي خطوة هامة للتحرر من التبعية الاقتصادية، وبسبب التطور التقني وتواصل الاحتجاجات النسوية فان انشغال النساء بالعمل المنزلي في تدني مستمر، كما ان النضال في سبيل الضمانات الاجتماعية وتوفير الروضات وسائر الخدمات الضرورية الاجتماعية الاخرى بتصاعد باطراد، ونشهد ايضاً انخفاضا لاباس به في نسبة الامية بين النساء، في حين تمكنت المرأة من اثبات وجودها وشخصيتها وقدراتها الى درجة ان النظرة الدونية للمرأة مدعاة للتنفر والاحتجاج، كما ان ظاهرة تعدد الزوجات رغم اسباغ الشرعية عليها في قانون الاحوال الشخصية الرجعي الا انها تعتبر ظاهرة عفى عليها الزمن من الناحية الاجتماعية.
ولم تكن تلك المكاسب والمنجزات وليد الصدفة، انها نتيجة طبيعية لتطور مجرى الحركة النسوية وتاريخها العريق في العراق، الحركة التي ناضلت بصلابة وبلا هوادة لنيل مطاليبها وتمتعت بمساندة الرجال الاحرار ومناصري المساواة والجهات والاطراف السياسية التي تتقاطع مصالحها وتطورها مع مصلحة المرأة وتحررها النهائي. ان هذه الحركة تنضم تحت لوائها الآن عشرات المنظمات والجمعيات وتملك كل واحدة منها وجهة نظرها لخلاص المرأة وتحررها.
ان النساء الاشتراكيات والشيوعيات يشكلون القسم الطليعي في هذه الحركة وان جسارتهن ونضالاتهن ساهم بشكل فاعل في تطور الحركة المساواتية للمرأة، ان نضال 13 سنة المنصرمة في كردستان العراق اثبتت بجلاء واقعية ذلك.
ايها النساء والرجال الاحرار
ان المرأة العراقية رغم خلاصها من السلطة الدكتاتورية والرجعية البعثية ومن حملاتها الايمانية وهجماتها ومذابحها، قد واجهت الحرب والاحتلال الامريكي وانعدام الامن والاستقرار والمقاومة الرجعية لفلول البعث والحركة السلفية الرجعية حتى النخاع. ولم تستنشق نسيم الحرية في وسط وجنوب العراق حتى طالت يد الحركات الطائفية والدينية على حقوقها ومنجزاتها ومكاسبها. وقد كان صدور قرار 137 لمجلس الحكم المنحل بمبادرة تلك القوى، هؤلاء الذين حازوا على غالبية مقاعد الجمعية الوطنية في الانتخابات الاخيرة، ذروة هجماتهم الرجعية والمشؤومة ضد المرأة العراقية.
ان المرأة العراقية في ظل الاحتلال الامريكي وسياساته واطماعه الامبريالية، وفي ظل السلطة القاتمة للحركات الطائفية والقومية عليها مواجهة تحديات جسام في خضم الاوضاع الراهنة. رغم ان الحركة النسوية ومستوى تطورها ومطالبها قد بلغت درجة لايمكن لتلك الجهات تخطيها وفرض التراجع عليها بسهولة، الا اننا يجب ان ننوه بان تلك الحركات البرجوازية الرجعية ستقاوم الحركة النسوية وهي غير مستعدة على الاطلاق للرضوخ لمطالبها وعدم التجاوز على حريتها، عليه يجب مواجهة مخاطر فرض العبودية على النساء وسلب المنجزات الراهنة للمرأة العراقية كما هو معمول به في ايران في ظل سلطة الحركات الدينية والرجعية.
لذا فان نضال المرأة لسن دستور علماني وتقدمي، لفصل الدين عن الدولة وحظر تشكيل حكومة دينية وطائفية، لتغيير قانون الاحوال الشخصية العراقي وسن قانون مدني وعلماني مبني على حرية وحقوق المرأة، لتوفير ضمان البطالة للمرأة العاطلة عن العمل، لتوحيد صفوفها في منظمات واقعية ومستقلة ...... الخ يشكل كل ذلك مطالب وميادين نضالية هامة للحركة النسوية في المرحلة الراهنة والمقبلة في العراق.
لاشك بان هذا النضال وهذه الميادين يشكل جزء لايتجزء من نضال الحركة العمالية والشيوعية، وعلى االمرأة العراقية ان تعتمد على تلك الحركة واعتبارها سندا دائما لنضالاتها ومساعيها.

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
آذار 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات