الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغريدات موقعة الحصة

ساطع راجي

2012 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تبادل العراقيون خلال الاسابيع الاخيرة ارقام متضاربة عن مبالغ فوائض أموال النفط التي ستوزعها الحكومة عليهم نهاية العام، وهو شرط وضعه التيار الصدري للموافقة على موازنة 2012، لكن الحكومة بدلا من ذلك اتخذت قرار الغاء الحصة التموينية وتوزيع 15 الف دينار لكل مواطن بدلا عنها، أي 500 دينار يوميا، وكما هو متوقع ومثلما هو معتاد خرج نواب ينتقدون قرار الحكومة رغم ان وزراء الكتل التي ينتمي اليها النواب شاركوا في اقرار هذا القرار، لكن الملاحظ ان القوى والشخصيات التي اعتادت توجيه انتقادات قوية لكل اجراءات رئيس الوزراء نوري المالكي التزمت الصمت هذه المرة لمدة يومين قبل اعلان اعتراضها وهو ما يعني ان القرار جاء تنفيذا لروح الشراكة الوطنية التي شكلت الحكومة على اساسها اما الانتقادات فهي من باب الجدل المألوف الذي لايغير شيئا، لكن التغريدات الاغرب التي تعاطت مع واقعة الحصة جاءت من الحكومة.
رئيس الوزراء قال " نظام البطاقة التموينية بحاجة إلى الإصلاح، حيث تم في مجلس الوزراء إتخاذ خطوة في هذا الإطار عندما أصدر قراره بتوفير المواد في الأسواق وإعطاء كل مواطن عراقي مبلغ 15 ألف دينار"، رئيس الوزراء يتحدث عن اصلاح لكن القرار الغاء فكيف تصلح الملغي؟، المشكلة انه في كلمته خلال وضع حجر الاساس لمستشفى، ذكر الصحة والزراعة والصناعة والتعليم والإسكان وغيرها كقطاعات تحتاج لاصلاح فهل يعني هذا ان الالغاء سيكون مصير جميع هذه الخدمات؟.
تغريدة لغوية: الاصلاح أصبح مرادفا للالغاء وبالعكس، ما تعليقكم على اصلاح العملية السياسية الذي يتنادى له الجميع، علما ان رئيس الوزراء مختص باللغة العربية؟.
الناطق باسم الحكومة علي الدباغ قال "أن الموافقة على زيادة التخصيصات النقدية للبطاقة التموينية تأتي حرصاُ من الحكومة على دعم المواطن وسلته الغذائية من خلال زيادة المبالغ المخصصة كبدل لمفردات البطاقة التموينية كي يتمكن المواطنون من شراء هذه المفردات التموينية من السوق المحلية والقضاء على حالات الفساد والتلاعب التي ترافق عمليات توزيع مفردات البطاقة التموينية وعدم وصولها بشكلٍ كامل ومنتظم الى المواطنين"، هنا نجد حديثا عن زيادة على اصل لم يسبق استلامه فكيف حدثت الزيادة الا على افتراض تقدير قيمة الحصة التموينية في السوق لكن الجميع يعرف ان قيمة الحصة للفرد في أسوأ حالاتها تتجاوز الـ15 ألف دينار في الاسواق المحلية، وهنا أيضا يبتكر العراق نظرية اقتصادية اجتماعية جديدة فالدعم في كل النظم يقوم على توفير خدمات ومعونات اولا، ويضع نظرية ادارية فبدلا من مواجهة الفساد قررنا الغاء الحصة.
تغريدة إدارية: الحكومة فشلت في التصدي لحالات الفساد والتلاعب بالحصة حسب قول الناطق باسمها رغم ان من يقوم بذلك موظفون حكوميون، كيف ستتمكن من التصدي لتلاعب التجار والمضاربين؟.
جميع مخاصمي المالكي التزموا الصمت هذه المرة، وهذا يعني ان مركب الحكومة هو الذي يمثل حقيقة العلاقة بين الاطراف السياسية وليست مناكفات النواب عبر الاعلام، لكن هناك من يغرد قائلا إن قطع الحصة قرار قديم اتخذته القوى السياسية وهو الزام دولي من قبل المقرضين وكل السنوات الماضية من الفشل والفساد هي تمهيد لالغاء آخر أساليب الدعم للمواطن.
تغريدة عالمية: الولايات المتحدة أكبر بلد رأسمالي يزيد الدعم لمواطنيه والعراق يسير بالاتجاه المعاكس.
الحكومة وعدت بضمان توفر السلع في الاسواق وتوفير آليات تضمن ثبات الاسعار، ووفق المقياس المعتاد فإن الحكومة تفشل اولا في تحقيق التعهدات ثم تتنكر لها وتخلق مسببات الهاء قبل ان تتجاهل تلك التعهدات تماما، فحتى قبل ايام كان هناك حديث عن مشروع السلة الغذائية فاذا بالحصة تلغى، واول علامات الارتباك هو ماصدر عن رئيس الوزراء باحتمال زيادة البدل النقدي الى 25 ألف دينار وهذا يعني ان القرار لم يكن مدروسا، بل ان كتلة الاحرار الصدرية قالت ان الموضوع لم يكن على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء وانه طرح في حديث عابر فاتخذ قرار كبير.
تغريدة شعبية: لو الحكومة تنفذ تعهداتها لكانت حسنت الحصة وزادت مفرداتها بدلا من إلغائها.
تغريدة تاريخية: موقعة الحصة تنويع على موقعة الحرة حيث استباح الجيش الاموي المدينة المنورة لثلاثة ايام نهبا وقتلا عام 63 هجرية وبعدها ولدت ألف امرأة في المدينة من غير زوج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تبدع في تجهيز أكلة مقلقل اللحم السعودي


.. حفل زفاف لمؤثرة عراقية في القصر العباسي يثير الجدل بين العرا




.. نتنياهو و-الفخ الأميركي- في صفقة الهدنة..


.. نووي إيران إلى الواجهة.. فهل اقتربت من امتلاك القنبلة النووي




.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب نتنياهو أركان حكومته المتطرف