الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا وراء مقتل العميد وسام الحسن في لبنان؟

اسلام احمد

2012 / 11 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


أفزعني مقتل العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات بالأمن الداخلي في لبنان أشد الفزع إذ أنه يأتي في سياق توترات داخلية لبنانية جاهزة للانفجار في أي لحظة رغم ما يشوبها من هدوء ظاهري على السطح فضلا عن توترات إقليمية خطيرة ليست بعيدة عن لبنان

ولأنني لست ملم تماما بالأوضاع اللبنانية فقد توجهت بالسؤال إلى الصديق الدكتور هشام لطفي وهو خبير بالشأن اللبناني , ماذا وراء مقتل العميد وسام الحسن وهل سيشهد لبنان حربا أهلية جديدة اثر الحادث؟ فجاءني رده كالتالي : "لا ، لن يشهد حرب أهليه من نمط حرب 1975-1990 وإنما وأرجو أن أكون مخطئا ، قد يشهد لبنان بعض الاضطرابات كنتيجة لتداعيات الأزمة السورية ولكن ليس حربا أهلية بنمط 1975-1990 لأن المخططين لا يريدون ذلك حاليا وليسوا علي استعداد لتمويل تكلفه حرب جديدة في لبنان وهي للعلم باهظة للغاية فقد استمرت حرب لبنان 1975-1990 خمسه عشر عاما ليس بقوه دفع ذاتي وإنما بتمويل من فرقاء إقليميين ودوليين وعندما قرر الفرقاء خارج لبنان ان الحرب لم تحقق أغراضها توقفت بالتوصل لما سمي اتفاق الطائف1989 للمصالحة الوطنية

المخططون لمقتل وسام الحسن لن يخرجوا عن ثلاثة :

١_أي جهات لبنانيه علي علاقة بالمخابرات السورية او المخابرات الإيرانية عن طريق حزب الله أو جهات مرتبطة بمجموعات سلفيه تعمل في كل من لبنان وسوريا ولكل منهم دوافعه.إما عن الاحتمال الأول فهو إذا صح فانه يكون للانتقام من العميد الحسن لدوره مؤخرا في الكشف عن شبكه تخطط لتفجيرات في لبنان لحساب المخابرات السورية وتم علي إثرها توقيف الوزير السابق ميشيل سماحه

٢_أما الاحتمال الثاني فهو مرتبط بالأول ودوافعه توجيه رسالة سياسية لداعمي المعارضة السورية من السنة والمسيحيين لتخويفهم وكف يدهم عن انتقاد حزب الله لدعمه النظام السوري خاصة أن العميد الحسن محسوب علي تيار المستقبل وساعد بمعلوماته التي قدمها في وضع الاستخبارات السورية وحزب الله في موضع اشتباه في قضيه اغتيال رفيق الحريري وما تلاه من اغتيالات خاصة تتبعه لأرقام الموبايلات لأشخاص بعينهم.

٣_أما الاحتمال الثالث فهو أن مجموعات علي علاقة بتنظيمات سلفيه تعمل في سوريه ولبنان مثل تنظيم النصرة الذي قام بانفجارات غامضة في دمشق وحلب وغيره من التنظيمات.هدف تلك المجموعات المرتبطة بالتنظيمات السلفية ونسبه كبيرة منها تعمل في صفوف ما يسمي بالجيش السوري الحر،هدف تلك التنظيمات هو إلصاق الجريمة بالنظام السوري أو الإيراني أو حزب الله أو ثلاثتهم مجتمعين بهدف دفع كل مؤيد للنظام السوري او حزب الله من اللبنانيين وخاصة بعض الشيعة والمسيحيين إلي كراهية النظام السوري ونفض يدهم منه و إحكام الحصار حول حزب الله.علي كل،لا نستبق نتيجة التحقيقات وحما الله شعب لبنان ووقاه من كل شر."

غير أن تحليل الدكتور هشام قد أغفل احتمالا رابعا وراء مقتل وسام الحسن أراه مرجحا بشدة وهو أن تكون إسرائيل هي من قامت باغتياله ذلك أنه من المتوقع أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران لوأد البرنامج النووي الإيراني مستغلة ورقة الانتخابات الأمريكية ولأن حزب الله هو الحليف الأكبر لإيران فمن مصلحة إسرائيل إنهاكه في حرب أهلية داخلية بعيدا عن الأزمة الإيرانية

وما يؤكد هذا الزعم أن العميد وسام الحسن كان قد أسهم في تفكيك أكثر من عشرين شبكة استخباراتية إسرائيلية كانت تعمل فوق الأرض اللبنانية، كما تقول المصادر اللبنانية الرسمية ثم أن الحادث قريب إلى حد كبير بتكتيك إسرائيل المعروف تاريخيا تجاه لبنان بشكل خاص والدول العربية بشكل عام بإغراقه في موجات من الفتن وعدم الاستقرار

وأتفق مع الدكتور هشام أن الحادث سيكون له تداعيات خطيرة وربما تشهد لبنان عدة اضطرابات على إثره وقد بدأت أثارها باتهام حكومة نجيب ميقاتي والمطالبة بإقالتها وهو في اعتقادي خطأ كبير , صحيح أن حكومة ميقاتي بها عناصر من فريق 8 آذار ولكنها لا تعبر عن حزب الله ثم إنها قد انتخبت بشكل ديمقراطي ومن ثم فان إقالتها ستؤدي في تقديري إلى مزيد من الاضطرابات أرى لبنان في غنى عنها , وحسنا فعل الرئيس ميشيل سليمان بتجديد ثقته في حكومة ميقاتي والإبقاء عليها

الأخطر من ذلك أن يطالب البعض مجددا بنزع سلاح حزب الله فمطلب كهذا من الممكن أن يؤدي إلى حرب أهلية على غرار 1975-1990 , كما أن حزب الله كما هو معلوم يمثل حائط صد مهم ضد إسرائيل وبالتالي فمن مصلحة الجميع الحفاظ على سلاحه عملا باعتبارات توازن القوى في المنطقة خاصة أن النظام السوري الذي كان يمثل جانبا ممانعا ضد إسرائيل على وشك السقوط وهو ما سيصب حتما في صالح الدولة الصهيونية

وللخروج من الأزمة اللبنانية الراهنة يتعين على جميع الفرقاء اللبنانيين التحلي بأكبر قدر من الحكمة وضبط النفس مع تغليب أمن ومصلحة لبنان على أي حسابات أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل حزب الله وسلاحه لخدمة لبنان أم ايران؟
سيلوس العراقي ( 2012 / 11 / 9 - 18:58 )
السيد الكاتب المحترم
كل الاحتمالات واردة لكن ليس لجميعها ذات القوة الاحتمالية، فاحتمال أن تكون سوريا بالتعاون مع الجنرال سليماني وقواته الموجودة في لبنان بالتحالف مع حزب السلاح الايراني وهذا الاحتمال لديه القوة الأكبر،أما الاحتمال الذي ربطت به اغتيال اللواء الشهيد بأنه عملية اسرائيلية لاشغال حزب الله بأمر داخلي، ليس له قوة احتمالية كبيرة، لأنه في حال حدوث حرب اسرائيلية ضد ايران، فالحكومة هي حكومة حزب السلاح، وحزب الله هو الخادم المطيع للولي الايراني الخبيث وسوف يقوم باشراك لبنان بسلاح ايران المكدس في لبنان، وإن آخر همّ لحزب السلاح هو الرأي الوطني اللبناني ضد سلاحه لأن المعارضين للحزب ليس لهم الا اللسان ورصيدهم الدولي الذي لا يمنع الحزب أعلاه من توريط لبنان في مجازفة متهورة جديدة لتنفيذ أمر الخبيث الايراني، هذه هي صورة واقع لبنان المستلبة سيادته والمسلوبة قدرته على القرار الوطني، حيث أصبح بشكل لا يقبل الشك ساحة لايران لتصفية مشاكلها مع المجتمع الدولي على ثمن كرامة ومستقبل لبنان العضو الفعال في محور الشر الايراني الخبيث، مع امنياتنا بالسلام للبنان ونزع السلاح الايراني منه، مع تقديري

اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن