الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية المرأة ...خطوة أولى خاطئة لتجمع اليسار الديموقراطي بالمغرب

حميد الهاشمي الجزولي

2005 / 3 / 8
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


1- كمقدمة :
من المعلوم أن "تجمع اليسار الديموقراطي" بالمغرب يضم خمس تنظيمات يسارية وهي حسب تاريخ التأسيس :
- حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي : والذي وضع على عاتقه تجسيد الاستمرار للاختيار المبدئي داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد أن تم التخطيط لتصفية الجناح اليساري داخله في أفق دمج النخب السياسية في السلطة السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة، وهذا ما تم تتويجه بما سمي في التسعينيات من القرن الماضي بالتناوب، والذي تمخضت عنه حكومة تحت يافطة "الحكومة الاشتراكية".
- حزب اليسار الاشتراكي الموحد :وهو تكتل تشكل في نهاية التسعينيات من القرن الماضي ، من ثلاثة تنظيمات تجد هويتها الفكرية والتنظيمية في منظمة 23 مارس ، باختلافات زمانية ومكانية ،وهذه التنظيمات هي منظمة العمل الديموقراطي الشعبي و الديموقراطيون المستقلون والحركة من أجل الديموقراطية.
- المؤتمر الوطني الاتحادي: وتشكل بعد المؤتمر الوطني السادس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على خلفية انسحاب المؤتمرين المرتبطين بالنقابة : الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل.
- حزب النهج الديموقراطي : والذي يشكل الاستمرار الفكري والتنظيمي لحركة "إلى الأمام " الماركسية-اللينينية .
- الوفاء للديموقراطية : وهي مجموعة أعلنت عن نفسها بشكل مستقل بعد أن ارتبطت في مرحلة أولى بالمنسحبين من المؤتمر السادس للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وتشكلت أساسا من بعض القياديين السابقين في شبيبة الحزب .

ويبقى من المؤكد أن هذا التنوع في الأصول والمنابت ضمن الهوية اليسارية:
يمكن أن يشكل أرضية خصبة لبناء حزب يساري بتمثيلية فعلية على أرض الواقع، وببرنامج سياسي يساري مستقبلي، وعلى أساس أرضية فكرية يسارية مشتركة وواضحة المعالم.
كما انه يمكن أن يشكل أرضية خصبة لنمو "تجمع" طفيليات سياسية ، بدون برنامج سياسي، وعامل تشتيت في حقل الفكر السياسي لليسار بالمغرب.

2- تجمع اليسار والامتداد الجماهيري :
لابد بداية من الإشارة إلى خلاصة كنا ضمناها في مقالة سابقة على موقع الحوار المتمدن بعنوان "تجمع اليسار الديموقراطي" ، أكدنا من خلالها تخوفنا من أن يكون تأسيس "تجمع اليسار الديموقراطي" يصب في مسألتين :
1- تشكيل قطب ضمن استراتيجية وأجندة السلطة الحاكمة بالنسبة للبعض.
2- التهرب من حل المشاكل الداخلية عبر تعويمها في مجال أوسع.
وكانت أمنيتنا أن لا يكون لا هذا ولا ذاك ، غير أن الواقع بدأ ينضح بإمكانية تحقق الاثنتين !!!!!! .
ومع علمنا وقناعتنا بما يختزنه كل تنظيم من التنظيمات الخمسة من طاقات وكفاءات وتاريخ نضالي مشرف ، لن تفوتنا الإشارة إلى ما تختزنه هذه التنظيمات من طفيليات ناتجة عن تاريخ وجغرافية هذه التنظيمات وعن ممارسة سياسية مارستها الدولة خلال تاريخها القمعي .
ولعل إحدى تجليات هذا الأمر هو التواجد النضالي اليومي والفعلي لمناضلات ومناضلي هذه القوى ضمن النسيج المجتمعي حقوقيا ونقابيا وثقافيا وفي نفس الآن غياب التأثير السياسي لهذه القوى في الصيرورة السياسية .
بل الأكثر من هذا أن القرار السياسي حين يتم اتخاذه ، فإنه لا يتجاوز مستوى البيان أو البلاغ عن الموقف ، ولا يجد تجسيده المجتمعي خارج دائرة الحلقات التنظيمية المغلقة بل والمشخصنة .
فكأنما تعيش هذه التنظيمات حالة فقدان لزمام التواصل الأفقي والعمودي داخلها ، أو كأنما لا علاقة بين القيادات المقررة والتنظيمات عموديا وأفقيا.
وهنا لا يمكن التغاضي عن المشاكل الداخلية التي تعيشها هذه التنظيمات وإن بدرجات مختلفة وعلى مستويات مختلفة ، والقضية ليست في المشاكل بل في الحلول والأدوات المستعملة والموظفة في حلها، والعمق النظري والتنظيمي الذي يتم به التعامل مع هذه المشاكل .
وتتموقع قضية الديموقراطية الداخلية على المستوى التنظيمي في المركز من هذه المشاكل ، والتي تحيل على البرنامج السياسي (استراتيجيا وتكتيكات) ، وتحيل على الأرضية الفكرية التي تؤطر كليهما.

3- 8 مارس 2005 ..الخطوة الخاطئة :

من المؤسف أن لا يستطيع "تجمع اليسار الديموقراطي" بتنظيماته الخمسة جعل قضية المرأة في المركز من قضاياه الأساسية ، وحين يحاول بتنظيم "مهرجان" بمناسبة 8 مارس2005 لا يستطيع أن يعبأ إلا أقل من 160 فردا بقاعة صغيرة بالدار البيضاء ، المدينة العمالية .
شخصيا لا أريد أن أغامر في تفسير هذه الخطوة التي أعتبرها خطوة خاطئة وأتمنى من موقع الغيرة أن لا تتبعها خطوات على نفس النهج.
واطرح السؤال التالي لماذا ؟
وأجيب بثلاثة إشارات أعتقد أنها يمكن أن تكون مظاهر لأزمة تقتضي النظر اليساري المناضل بعيدا عن الحلقية والتعصب واليوم قبل الغد :
- أحد القياديين ، وذكر الأسماء لن يفيد في شئ من إحدى التنظيمات الخمسة ، يمارس التعدد ، وهو متزوج من امرأتين وكان حاضرا "بالمهرجان" .
- إحدى القياديات من المترئسات "للمهرجان" تم طردها من إحدى المنظمات النسائية ذات الوزن الجماهيري القوي، بإجماع أعلى هيئة قيادية بالمنظمة النسائية بعد أخطاء فادحة للقيادية.

- رغم التمثيلية "المريحة" للنقابيات على مستوى ترؤس "المهرجان" فإن التواجد النسائي العمالي كان غائبا ، واقتصر الحضور على الوجوه المألوفة في المهرجانات والتظاهرات الأخرى .

وأؤكد أن هذه الإشارات تقتضي النظر اليساري المناضل بعيدا عن الحلقية والتعصب واليوم قبل الغد ،

وبذلك أعتقد أن خطوة تنظيم "مهرجان" خاص بيوم المرأة العالمي ضمن الشروط التي تم بها كان خطوة خاطئة واتمنى أن لا يعاد تكرار مثيلات لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا