الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامرة في كازينوهات السياسة

فلورنس غزلان

2012 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



مقامرة في كازينوهات السياسة:ــ
من الجنوب بدأت الأقلام.
من الجنوب خَطَت الأقدام
وعلى طرقات الشام اندفعت الجموع المحبوسة نصف قرن من الزمان
كان الرصاص بانتظار الجبهات التي ارتفعت فجأة من مهد الذل والهوان
كان للطرقات نكهة حبر الأجساد الأحمر
ولدموعنا صوت الانفجار بعد كبت مزمن.
لم تسعفنا المناديل ولم يشفع لنا الصبر
لم تتوقف قلوبنا عن إبراق الرسائل إلى جيوب البيوت الواطئة...حيث يحاصر العسكر أولادنا
انقلبت النهارات إلى أعراس...وتحولت الليالي لمحطات تعج بقطارات المنحازين للحرية
بدأنا كما بدأت الأمم الحالمة بالفرح وبالعدالة..لكن" الجيران والأصدقاء" راهنوا على دمنا...كل من زاويته في الفوز...
البعض يَمُن علينا بكسوة أو برغيف..والآخر يشرع سيوفه ليرى عرينا...وبعضنا يفتقر لسطوة المطر...فيساهم في تكاثف الغيوم في سماءٍ..هجرها الغيث.
رَسَمَنا الأطفال كما يروننا... أقزاماً، فحلوا عقدة نُمُوِّنا المُستعصي...وتدافعنا نتطاول...نكسر سُكرَنا المزمن بقهوةٍ ينتشي لرائحتها الأمل...وتدغدغ أطرافاً تخدرت بقِدرِ مطبخ العروبة والممانعة، فخرجت تتلمس لسعة الحرية، التي فجرت صحوتنا.....فعاجلتنا نار العسكر...بقصبات خلت من ضمير المواطنة وتمنطقت بسواطير القتلة.
لاحقتنا سهام الموت في الداخل..وسهام حرفيي السياسة في الخارج...كُلٌ يحمل مخلفاته الفكرية وحقيبته الأيديولوجية المهترئة منذ نصف قرن...كُلٌ يلهث متعباً من الجري خلف حلمٍ شخصي، أو سلطة أُفلتت من عقال تحالفات قام بها ولم تفلح لتناقض إلتقاء الخطوط المتوازية في غرور اللاهثين... فشهوة السلطة طغت على صوت الوطن المنكوب...وتحول الوطن لكرة تتقاذفها المؤتمرات...فنَفَرَ منها المطعونون بقيمهم...واستقرت النفوس الضعيفة في مثالب التمزيق...مُشَكِّلة جُزراً جديدة الصورة....لاتعرف من الألوان سوى الأبيض والأسود...تغزل نسيجها حول المدن وفي الساحات...المغمورة ..الخالية من عناق الأخوة والمحرومة ..المانعة لعناق العشق... كما نصبت شراكها في مجالسكم، ومعظمكم يعيش حلم يقظة دغدغته صبياً...فقامربنا ...حين اكتشف لأول مرة طعم الهدايا، ونكهة السلطة! ...فكيف تجد الشمس طريقها في حقولنا الشائكة سياسياً وعسكرياً، إن لم تلفظ روح الشباب فينا والعقل في من ظل عاقلاً، وآثار تراثنا الحضاري الموروثة تاريخياً...كل من يعبث بمصيرنا ومصير أبنائنا...لنخرج سوريا من قبضة الموت والدمار وقبضة المقامرين في كازينوهات السياسة.
ــ باريس9/11/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء