الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطاقة التموينية ودورها في الدعاية الانتخابية

صفاء العراقي

2012 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية




صفاء العراقي ـ بغداد
[email protected]

تتناقل العديد من الاخبار أن مجلس الوزراء قرر في جلسته الثامنة والأربعين التي عقدت، الثلاثاء (6 تشرين الثاني 2012)، استبدال البطاقة التموينية المطبقة حالياً بمبالغ نقدية توزع على المشمولين بالنظام المذكور بواقع 15 ألف دينار لكل فرد، وبعدها تراجع رئيس الحكومة ووعد بزيادة بدل الحصة إلى 25 ألف دينار.
وبعد ردود أفعال الشعب المختلفة ظهر المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء ليؤكد أن قرار مجلس الوزراء القاضي بإلغاء البطاقة التموينية سيخضع للمناقشات في إطار وطني واقتصادي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء تحدث عن إمكانية تطبيقه بمحافظة أو أكثر لمعرفة مدى نجاحه.
هذا المقترح، استبدالِ المفرداتِ التموينيةِ بمبالغَ نقديةٍ، هو المقترحُ الأكثرُ قبولا لدى الحكومةِ عند مناقشةِ موضوعِ البطاقةِ التموينية لسهولةِ تطبيقه ولتنأى بنفسِها عن المتاعبِ التي تسببها عمليةُ إيصالِ المفرداتِ للمواطنين ولتبرر فشلها في توفير المواد الغذائية للشعب.
البطاقة التموينية التي يعتمد عليها غالبية العراقيين نظرا لما تزودهم به في حياتهم اليومية منذ بدء الحصار الدولي على العراق في العام 1991، حيث تشمل مفردات الحصة التموينية للفرد الواحد الرز، والطحين، والزيت النباتي، والسكر، والشاي، ومسحوق الغسيل، والصابون، والحليب المجفف(للكبار)، والحليب المجفف (للصغار)، والبقوليات كالعدس والفاصوليا والحمص، ولكن وزارة التجارة قلصت في عام 2010، مفردات البطاقة إلى خمس مواد أساسية هي مادة الطحين، والرز، والسكر، والزيت، وحليب الأطفال، وحتى هذه لم يسلم عليها المواطن.
إضافة الى أن هذه المبالغ سيشترك من خلالها المتمكن والقادر في حصة المحتاج، وهي تعني مرة أخرى مشاركة المتمكن الفقير لقمته، لا بل عملية سرقة ممنهجة وقانونية، واستنزاف للثروة الوطنية للفئات غير المحتاجة.
ومن الناحية الفنية لا أعلم كيف سيتم إيصال المبالغ النقدية البديلة إلى الشعب شهريا؟ وما هو ضمان عدم حصول الفساد في هذه الخطوة؟ وهل الحكومة قادرة على ضبط أسعار المواد الغذائية الأساسية في السوق؟ وهل سيكون مبلغُ 15 أو 25 الفَ دينارٍ مجزٍ لسدِ حاجياتِ المواطن خلالَ الشهرِ؟ وكم سيخسرُ العراقُ في عملية الاختلاس المبطن هذا جراءُ عملياتِ الفسادِ المالية الكبرى التي ستنهبُ ميزانيةَ العراقِ لصالحِ كروشِ النفعيين المصلحيين؟
للأسف فإن إلغاءُ البطاقةِ التموينية أصبح واقعا يؤرق العراقيين, وتوجسَ الفقراءُ منه خيفة, خاصة أنها ضالةُ الطبقةِ الفقيرةِ ويعتمدُ عليها اعتمادا كليا أكثرُ من (60%) من أفرادِ الشعبِ العراقي، وكأن الساسة والقادة في العراق غاية ما يمكنهم تقديمه من أجل خدمة الشعب هو إلغاء البطاقة التموينية!!
هذا القرار ولد رود فعل شعبية تباينت بين مناشدات تطالب بإلغائه وتظاهرات خرجت في مناطق عديدة من العاصمة بغداد والمحافظات العراقية الاخرى عنوانها (الشعب العراقي بين سياسة الطغاة والبطاقة الملغاة) نقل الموقع الالكتروني للمرجع العراقي السيد الصرخي الحسني تفاصيل هذه التظاهرات والاحتجاجات يوم الجمعة 9ـ 11ـ 2012م تجدونها على هذا الرابط:
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=340421
أليس من الاجدر بالسياسيين بدلا من الجلسات والمناقشات الرامية لرفع والغاء البطاقة التي تعتبر عاملا مهما لاستقرار الاسعار في السوق، أن يجلسوا ولو لمرة واحدة ويفكروا في كيفية إعطاء المواطن استحقاقه من ثرواته الطبيعية؟!
إن مثل هذه القرارات تعتبر جزءا من الدعايات الانتخابية الجديدة يحاول الساسة والقادة العراقيين ممارستها وخداع الرأي العام من خلالها لتأتي بعد ذلك المزايدات المعروفة، ولكن هذه المرة من هو البطل السياسي أو الرمز الديني الذي أفل نجمه بدعمه ساسة الفساد فيراد الآن رفعه بين أوساط الشعب العراقي باعتباره بطلا ألغى ذلك القرار الظالم، وبعد ذلك تخرج العشرات أو المئات بتظاهرات مؤيدة له ليعلو شأنه ويكون ورقة رابحة للسراق والمفسدين يصعدون على أكتافه من أجل الخداع والضحك على الذقون؟؟ ولكن العتب على الشعب الذي تأثر ويتأثر بمثل هذه الخدع الاعلامية وإلا فأين هي مواد البطاقة التموينية أصلا قبل هذا القرار؟؟!!
ولماذا افتقدنا المطالبات بتوفير جميع المفردات سابقا لسد حاجات الفقراء بينما نرى المطالبات من هنا وهناك في هذه الايام ممن يريد أن يحمد من غير عمل وفي قلبه جبال من الرياء؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابطال
انمار العراقي ( 2012 / 11 / 11 - 23:03 )
قرار الغاء البطاقة التموينية هو حلقة من سلسلة حلقات الاستخفاف بالشعب العراقي ويعني بكل وضوح عدم الاهتمام به وبما يعاني، وسبب اقراره بكل صلافة واستهتار ظن الساسة ان رد فعل الجماهير سيكون السكوت كما هو الحال في القرارات السابقة ولكن قد بلغ السيل الزبى عند الشعب جراء سياسات الحكومة الفاشلة...
وجود هذه الشرائح الجماهيرية الواعية بالتأكيد يفوت الفرصة أمام من يريد المضي في سلب ونهب وانتهاك حقوق العراقيين، فتحية لكل من يسعى بإخلاص لإنقاذ والانتصار للعراق وشعبه المغلوب على امره...


2 - إن مثل هذه القرارات تعتبر جزءا من الدعايات الانتخا
أمجد خالد ( 2012 / 11 / 15 - 20:08 )
أليس من الاجدر بالسياسيين بدلا من الجلسات والمناقشات الرامية لرفع والغاء البطاقة التي تعتبر عاملا مهما لاستقرار الاسعار في السوق، أن يجلسوا ولو لمرة واحدة ويفكروا في كيفية إعطاء المواطن استحقاقه من ثرواته الطبيعية؟!
إن مثل هذه القرارات تعتبر جزءا من الدعايات الانتخابية الجديدة يحاول الساسة والقادة العراقيين ممارستها وخداع الرأي العام من خلالها لتأتي بعد ذلك المزايدات المعروفة، ولكن هذه المرة من هو البطل السياسي أو الرمز الديني الذي أفل نجمه بدعمه ساسة الفساد فيراد الآن رفعه بين أوساط الشعب العراقي باعتباره بطلا ألغى ذلك القرار الظالم، وبعد ذلك تخرج العشرات أو المئات بتظاهرات مؤيدة له ليعلو شأنه ويكون ورقة رابحة للسراق والمفسدين يصعدون على أكتافه من أجل الخداع والضحك على الذقون؟؟ ولكن العتب على الشعب الذي تأثر ويتأثر بمثل هذه الخدع الاعلامية وإلا فأين هي مواد البطاقة التموينية أصلا قبل هذا القرار؟؟!!
ولماذا افتقدنا المطالبات بتوفير جميع المفردات سابقا لسد حاجات الفقراء بينما نرى المطالبات من هنا وهناك في هذه الايام ممن يريد أن يحمد من غير عمل وفي قلبه جبال من الرياء؟؟

------------


3 - المالكي والمرجعية يتغازلان بالغاء البطاقة
الاستاذ محمد الخالدي ( 2012 / 11 / 15 - 20:10 )
انه امر غريب ، ام ليس بغريب ؟انه ليس بغريب ان تقرر الحكومة العراقية بالغاء البطاقة التموينية واعتبار هذا القرارنافذا من شهر اذار المقبل اي قبل شهر من انتخابات مجالس المحافظات ، وهو ليس بغريب من حكومة العراق وساسة العراق الذين جعلو الشعب العوبة يلعبون بمشاعره كورقة للانتخابات وتحقيق مصالحهم الحزبية والشخصية ؟؟؟
ولكن الامر الاغرب ان تتصدى المرجعية في النجف الاشرف بعد سبات طويل لكي تطلب مبررا للقرار وكانها لاتعلم بان البطاقة حذفت مفرداتها ولم يبقى منها الا الرز والطحين والسكر والزيت ، الا ان المالكي قررالغاء البطاقة كما الغى صفقة الاسلحة لكي يحقق هدفان:
الاول- ليجعل قرار الالغاء ورقة للدعاية الانتخابية لكسب الاصوات
الثاني هو مغازلة سياسة المرجعية وارضائها واظهار صوتها بعد نوم طويل وسبات مستديم وليجعل منها المدافع عن الشعب ووسيله لكسب موقفها قبل الانتخابات0


4 - اكذوبة الغاء البطاقة التموينية
وسام المظفر ( 2012 / 11 / 15 - 20:10 )
اعتقد ان مسرحية الغاء البطاقة التموينية التي قام بها المالكي هي اكذوبة افتعلها المالكي من اجل الترويج لنفسه وحزبه الفاشل وخداع العراقيين من جديد بأفتعال ازمة جديدة بعدها يظهر للعراقيين بأنه بطل قومي وحريص على مصالح العراقيين


5 - محاربة قوت الفقراء
جبار الموسوي ( 2012 / 11 / 15 - 20:14 )
هنا يتضح علنا ان الحكومة تعمل بكل ما اوتيت من قوة لهلاك الشعب وتسعى لتدميره وتحطيمه اقتصاديا وسياسيا وحاضرا ومستقبلا


6 - عراق العجائب
سواد النجفي ( 2012 / 11 / 15 - 20:22 )
ان العراق اصبح البلد المتصدر لكل انواع الفساد
احسنتم احبتي لهذه الوقفه المرشفه لهذا البد المفتقر لهكذا رجال مخلصين اليه


7 - حكومة فاشلة
احمد الموسوي ( 2012 / 11 / 15 - 20:22 )
ان قرار الحكومة يدل على عدم وجود خطة عمل تسير عليها ويدل دلالة قاطعه ان الحكومة تضع خلف هذا القرار مؤامره خطط لها من وراء الحدود لدعم بعض الرموز الدينيه


8 - عراق العجائب
سواد النجفي ( 2012 / 11 / 15 - 20:28 )
ان العراق اصبح البلد المتصدر لكل انواع الفساد
احسنتم احبتي لهذه الوقفه المرشفه لهذا البد المفتقر لهكذا رجال مخلصين اليه

اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال