الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجاب ام تيزاب

سعدي السعدي

2005 / 3 / 9
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


في العهد القرقوشي الصدامي العفلقي الطلفاحي البائد تذكرت حادثة صبغ الفتيات الجميلات الشابات الأنيقات بالـ"بويا" على يد جلاوزة النظام وبأمر من "خ.. الله طل وفاح" اقصد خير الله طلفاخ ، خال الدكتاتور النتن، لا لسبب إلاّ لارتدائهن الميني جيب آنذاك وهي كانت مودة العصر في سبعينات القرن الماضي .. والسبعينات هي سنوات شهد فيها العالم تطور لا مثيل له في كل مجالات الحياة واتسمت بكونها "مرحلة ذهبية" للتطور والصناعة والثقافة وجميع مجالات الحياة الروحية .. اتذكر أن المكتبات في بغداد كانت عامرة بكل اصناف الكتب، والشبيبة تغترف من نتاجات الثقافة الانسانية حتى أن العديد من الشباب اصبحوا يمتلكون المكتبات الألفية نظراً لأن مكتباتهم تحتوي على عدد من الكتب تتجاوز "الألف" كتاب. لكن الطلفاحيين الصداميين العفالقة اكتأبوا من ذلك فراحوا يشنون هجماتهم وينتقمون من كل شئ خير في الحياة ابتداءاً من جمال المرأة .. ومروراً بقتل الفكر وامتهان العقل البشري وتخريب البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي واشاعة مبدأ الفقر بكل تجلياته ...
وبعد أكثر من ربع قرن من سيادة الهمجية السياسية وهذا التخريب المتعمد للحياة في العرااق عاد التاريخ نفسه ولكن هذه المرة بشكل مهزلة ..
انتهى الدكتاتور وانتهى نظام حكمه العفن .. لكنه شاع الخراب والدمار على يد بقايا رجالاته المجرمين، الذين راحوا يمارسون القتل والتدمير وتخريب ما تبقى من البنى التحتية للمجتمع العراقي واستنزاف خيراته في حركة من الارهاب المنظم الذي لم يشهده العراق في اي مرحلة من مراحل تطوره السابقة وتحت شعارات رنانة تتستر بمعطف الدين والجهاد؟؟؟ فانشغل الجميع، الشعب بكل فئاته والدولة بكل اجهزتها، لوأد هذا الارهاب المنظم، إلاّ أن الجميع تناسى او أهمل أو تغاضى عن جرائم بشعة هي ابشع من نتائج الأرهاب المعلن الذي ينتج عنه القتل اليومي الجماعي .. ألا وهو الهجمة الهمجية الشرسة المتخلفة الدنيئة على نسائنا العراقيات، وذلك باجبارهن على لبس "الحجاب" و"التحجب" بحيث باتت محافظات بكاملها لا تتجرأ فيها المرأة أن تتحرك لبضعة امتار بدون ان تتحجب..
اتصلت قبل ايام بأحد أصدقائي في بغداد وهو مسلم شيعي وسألته هل صحيح ما يقال ان المرأة في المدن العراقية لا تستطيع التجوال بدون حجاب .. فقال لي ولماذا تسألني عن المدن العراقية، اسألني عن بغداد نفسها .. فهناك في بغداد احياء بكاملها رفع فيها شعار "إماّ حجاب أو تيزاب " وهو تهديد صريح للمرأة ، فويل لها ان لم تتحجب فمصيرها الحرق بالتيزاب كما كان الدكتاتور صدام يقتل معارضيه بالتيزاب .. فهل يحق لنا ان نترحم على الحجي طلفاح ، فالبويا ارحم من التيزاب على اي حال، أم ماذا؟؟؟
عجيبة هذه الحياة فإذا قلنا أن الحقبة الطلفاحية الصدامية هي حقبة دكتاتورية فعل فيها الدكتاتور وحاشيته العجب بدون رقيب او حسيب .. فنحن يفترض أننا نعيش اليوم حياة ديمقراطية، وسرنا جميعاً في مسيرتها وقطعنا سوية شوطها الأول، شيعة وسنة، عرباً وأكراداً واقليات قومية ودينية .. فإن أبسط قواعد الديمقراطية أن يحترم الفرد وتحترم حريته في بلده، تلك الحرية التي ناضل من اجلها والتي امعن الدكتاتور في سلبها منه.
ولنسأل انفسنا لماذا تعوي الذئاب من الشمال الى الجنوب على حرية المرأة العراقية؟؟ لماذا يعتدي الخنازير (أقول الخنازير وليس الكلاب - لأن الكلب حيوان صديق ودود اليف راقٍ) على حرية المرأة العراقية وهي نصف المجتمع ؟؟ لماذا يمعن المجرمون في امتهان كرامة المرأة التي نص قانون ادارة الدولة على حقها في التمثيل في الجمعية الوطنية بواقع 30% ..
أسالة تطرح نفسها ، تصرخ فينا جميعاً أن نستيقظوا قبل فوات الأوان. ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف