الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلامنا ورؤيته الخبيثة

محمد جمعة عبدون السمالوسي

2012 / 11 / 10
الادب والفن


إعلامُنا... ورؤيته الخبيثة
شَاءت الأقدار أنْ تُتاح لدينا حرية للتعبير إثر ثورة الخامس والعشرين من يناير ، كانت هذه الحرية نعمة إلهيّة طال انتظارها ، فالجميع يُدرك مدى الفارق قبل وبعد... فسياسة تكميم الأفواه سياسة راعنة اختارها النظام البائد كي يسكت التفكير ، ويقتل الحلم... ولكنَّها إرادة الله.
تُعدُّ مصر من الدول التي تمتلك آلة إعلامية لا بأس بها مقارنة بالدول النامية الأخرى.. فلدينا كمٌ هائل من قنوات فضائية وصحف إلكترونية وورقيّة ومحطات إذاعيّة... وهي بين مملوكة للدولة وبين مملوكة لرجال أعمال ـ أمر جميل ـ أنْ تعيش في دولة بها هذا الانفتاح الإعلامي... ولكن كعادة أيِّ شئ لابد أنْ يكون له رسالة ورؤية ... والرؤى تفهم من الرسالة... يقولون : نحن نقدم إعلام هادفا ـ كم أكره هذا المصطلح الشيوعي الأصل ـ كما قلنا نحكم على الرؤية من خلال الرسالة ، والرسالة هي مجموعة البرامج التي تُقدم أو المقالات التي تُكتب أو المرئي الذي يُشاهد أو المسموع الذي يُسمع.
فالإعلام السياسي أخباره ليست مصدرية الأصل بل مأخوذة عن المحطات العالمية اليهودية ، واليهود لهم رؤية ورسالة إذن نحن ننقل رسالتهم ونشكل شعبنا وفق رؤاهم وليس وفق غايتنا ونظرتنا واستشرافنا الحضاري للمستقبل المتوجس بسبب هذا الإعلام الموجه.وبرامجنا هجوم ، وكذب ، وتلفيق ، وتطبيل.. فكذبة"إبراشية" ، وتطبيل"لميسيّ" ، وجعجعة"أديبي" ، ولطمة"سعديّ".
وإعلامنا الثقافي ما يقدم لنا إلا الفن الساقط ، والأغاني الهابطة ، والأفلام العربية والأجنبية الرقيعة ، والمسلسلات التركية الوضعية... فأصبحنا نعيش بين أغنية "نانسي" ورقصة"دينا"... وحب "مهند" ... وخيانة" سلامة".. وتحرش "مبدع" ، وقُبلة" فنان"... و ... و.... وقدوة" فيفي" ، وثوريّة"شاذ" ، وغادة"نجمة"، وسمية" مبدعة" ، وهيفا "ملهمة"... والشعب متلقٍٍ ، والحياة الطاحنة غيّبت العقول ، وأصبح العُريُّ مدنية ، والعفاف رجعيّة ... إذن رؤيتهم من خلال معروضهم إفشاء الفاحشة.
وأصبح البنا" مفكرًا كبيرًا" ، ونوال" كاتبة مرموقة" ، والقعيد"أديبًا فذًاّ" ، وعكاشة"إعلاميّا لامعًا" ، وحياة" تلميذة نجيبة"... وبرامجهم الأسريّة حرية المرأة في التبرج والفجور ... يضحكون عليهن ؛لأنّهم يعلمون مدى تأثيرها... فامرأة واحدة تهدم ألف رجل ، وامراة تبني جيشًا...
وإعلامنا الرياضي حرب ضروس ، وتحارب وتقاتل ، وكله" الرياضة أخلاق"...فشوبير "يُفزع" ، وشلبي" يُحرّض" ، وزملكاوي يُقاتل ، وأهلاوي يُذبّح... ورؤيتهم من رسالتهم بث الحقد والتفرقة بين عموم الشعب والأمة ، قتل الروح الواحدة ، فالشعب المطحون يداري أوجاعه في مباراة كي يتناسى آلامه فينتهي من مشاهدته بصراع مع أخيه أو ضربة قاضية لزوجته ، أو ركلة مرمى لجاره ، أو ضربة جزاء لصديقه ، أو كارت أحمر لابنه... ولسانه في الشتائم عاكف ، وعقله تائه ، وفكره شارد....وكأنّه على أبواب القدس شاهق. وبمرور الأيّام يصبح المحرم محلل ، والممنوع مباح ، والعرف ثقافة ، والتقاليد منوعة ، والثابت متغير ، والمتغير لانهائي... فالرسالة رأيناها ، والرؤية عرفناها... متى يستيقظ الشعب؟!!!
يكفي هذا فالجرح غائر..........!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-