الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقطات لا تنسى

ياسين لمقدم

2012 / 11 / 10
الادب والفن


طائرة الملعب البلدي
في صبيحة يوم ما حطت طائرة الهليكوبتر بالملعب البلدي، وكان قد سبقها إلى هنالك أفراد من القوات المساعدة ليهيؤوا المحطة لها بإبعاد لاعبي الكرة عن مدرجها المحتمل. وبعد لحظات فقط امتلأ الملعب بالجماهير ومن كل الأعمار والأجناس ليشاهدوا الطائرة وقد نزلت بمدينتهم، حجوا سِراعا من كل أحياء المدينة وتسلل التلاميذ من أقسام الدراسة وأغلق التجار الدكاكين وغادر الموظفون مكاتبهم متدافعين حتى لا تفوتهم الفرجة . كانوا يدققون في كل تفاصيلها ويقرؤون كل الحروف والأرقام المطبوعة على هيكلها ويحاولون فك سر وجود مروحتين متفاوتتي الحجم، وتطوع بعض الرجال لتنظيم الجماهير التي أفرطت في الإقتراب من الطائر العملاق. استمر الحال هكذا إلى عصر اليوم حيث عاد قائد الطائرة بصحبة رفيقه الجمركي واستغرب الحضور وجود رجل ثالث ضمن فريق الطائرة، ولم يكن إلا واحدا من أبناء المدينة البسطاء ويشتغل في حرفة البناء. وبعد لحظات رأوا عربة كاروا تقترب من الطائرة حيث سيضع صاحبها أحماله من الإسمنت والرمل وقضبان الحديد في جوف الهليكوبتر والتي ستقلع بعد ذلك وسط دوامات من الغبار الذي يدفع جموع الجماهير إلى التراجع بعد أن أعمتها الأتربة الصلصالية. مرت أيام عدة والساكنة تلوك خبر نزول الطائرة دونما الوصول إلى إجابة واحدة عن سبب مرافقة البناء لفريقها إلى السماء البعيدة. وجاء الخبر اليقين الذي سيشفي فضول الناس لما عاد البناء حيث أخبر الجميع أنه طار إلى جبال بوخوالي لترميم البناية حيث تتواجد الهوائيات الضخمة للنقل التلفزي.

الإسعاف...إلى أين؟
كان الوقت ظهرا من يوم السوق الأسبوعي حيث تمتلئ كل الأركان والزوايا والدروب في وسط المدينة بالمتسوقين الذين يقصدون هذا المركز للتزود بحاجياتهم المعيشية والأعلاف والبذور والأسمدة، أو حتى للغذاء وشرب الشاي في المقاهي الشعبية بعد أن يكونوا قد باعوا سلعتهم في السوق والمتمثلة غالبا في خروف أو دجاج أو حصائر أدمأت لنسجها أنامل النساء البدويات. فجأة يتناهى إلى الجميع صوت بوق سيارة إسعاف وهو يقترب منهم، وأكيد فلا وجود لمثل هذه العربة في المدينة ويعتمد الناس لنقل مرضاهم أو جرحاهم على سيارات الأجرة أو الجيران بل ومنهم من نقل مصابا على ظهر جرار أو عربة كارو. ولا يختلف إثنان على أن الإسعاف قادم ولا محالة من مدينة بعيدة، ولكن إلى أين يتجه في هرولته السريعة، فشمر الناس عن سيقانهم الدقيقة ليتراكضوا في أثر الإسعاف الذي يشق طريقه بصعوبة وسط الراجلين الذين تعودوا على المشي في الطرقات في غياب الأرصفة السالكة. الإسعاف تمشي بسرعة كبيرة والبدويون وهم الأغلبية التي تترصدها يكادون يتجاوزونها وقد تطايرت عمائمهم، والناس العاجزون عن الإلتحاق بالركض على جنبات الطرقات ينسجون الحكايات عن وجهة الإسعاف وتوحدوا حول إشاعة أن قد يكون قطار الواحدة ظهرا دهس أحدا ما في جنوب المدينة، ولما تجاوزت السيارة خط السكة الحديدية لتجد أمامها طريقا شبه فارغ من الناس أمعن سائقها في السرعة ليجد الراكضون وراءها أنهم عاجزون عن اللحاق بها، فعادوا أدراجهم إلى وسط المدينة يائسين وهم يلوكون الحكايات المختلفة عن وجهة الإسعاف طالبين اللطف من اللطيف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ