الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يفشل شيراك وبوش في المنطقه؟

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بمهارة وجد الرئيس بشار الأسد المخرج من ضغط القرار 1559 ،فتم تنفيذ مقررات الطائف العربي الصيغة وتم الانسحاب على أساسه ،وهو كفاح حقيقي ضد التدخل الدولي في المنطقة ومحاولة جادة بتعريب المشكلة وتحصينها من التدويل الضاغط باتجاهه قادة التدويل فرنسا وأمريكا.
اللافت أن المعارضة الشخصية المطالبة بخروج القوات السورية حسب التقدير والتقييم الدولي لم تكن تمثل الشارع اللبناني كله أو أكثريته ،إذ أن الموالاة المؤسساتية لسوريا تمثل الأكثرية الفعلية في الساحة اللبنانية ،وفي حال خرجت سوريا عسكريا وهو ما تسعى له الدوائر الغربية ،لايعني نهاية الوجود السوري الفعلي حيث التاريخ والجغرافيا والضرورة والقرابات والتواصل الحميمي قديما وحديثا لايمكن أن يُنهي هذا الوجود ،ولايُمكن لأمريكا أن تمنع ابن بيروت من السهر في دمشق والعودة إلى بيته نهاية السهرة ،وابن دمشق أيضا ،يُضاف له أن القوى الموالية لسوريا لها ثقلها وتنوعها في الساحة اللبنانية.
المظاهرة الموالية لسوريا والتي دعا لها الأمين العام لحزب الله تمثل غالبية الرد الشعبي والسياسي المؤسساتي اللبناني على المشروع الغربي ،الذي يقصد إنهاء المقاومة المتمثلة بحزب الله،هذه المظاهرة قصدت أن تقول لهم: نحن الأقوى في الساحة اللبنانية ماذا تريدون منا؟ وما يريدونه منهم حقيقة هو إنهاء المقاومة التي تُزعج إسرائيل وتربكها في أكثر من موقف ووضع ،فهل يتجاهل الغربيون هذه الكتلة البشرية والسياسية النوعية ويتورطون بالتدخل في لبنان وشؤونه قسراً ،وهل يتغير وجه فرنسا الحضاري الحقوقي؟ وينحاز تما هيا للأمريكان ،فيلعب دور النمر الورقي التابع والمعبّر عن المشروع الأمريكي متجاهلا دوره التاريخي العالمي ومكانته،وإذا كان ذلك من هو المستفيد؟.
الديمقراطية في الفهم الأمريكي(( وليس المفهوم)) هي التي تحقق المصلحة الأمريكية ولا تعتمد الأكثرية أو الأقلية ،كما الثورية في الفهم السوفييتي السابق حين دعم مجموعة ضباط في أثيوبيا على حساب المجتمع ،لافرق بين الاثنين إذ أن الديمقراطية والثورة يحددها سياسيو المرحلة وليس صانعي المعرفة الإنسانية.
تلميحات الغرب تجاوزت مرحلة الحوار بصدور القرار1559 الأمريكي الصنع الأممي القناع ،وعلى ذلك باعتقادي أن الترتيبات كبيرة وكثيرة لسوريا ،وما على السلطة في سوريا إلا أن تُحصن مواقعها ليس بالانغلاق بل بالانفتاح على المجتمع الذي سيتحمل أعباء أي نتائج لحصار أو عدوان عسكري غير مُستبعد ،وذلك بإجراء الإصلاحات التي فيها الخير للجميع ومنها قانون أحزاب يفسح المجال لمشاركة أكبر في المسؤوليات التاريخية أمام كل ما يترتب من تغيير في خارطة المنطقة السياسية وربما الجغرافية وحصرا لسوريا ولبنان ،وكم نحن بأمس الحاجة للاعتراف بأمراضنا وأخطاءنا وحصرا ما يتعلق بمجتمعنا بغاية التحصين المبني على أسس حقيقية وليست شعارات تتظاهر بعلاقتها بالواقع الخالي من أية إشكاليات ،بينما نحن نغوص في مشاكل بحاجة ماسة للحل وأهمها إطلاق سراح سجناء الرأي، لنتخلص من أية تهمة يوجهها العالم لنا وحصرا أمريكا المدعية بحقوق الإنسان التي تلعب بهذه المسائل.
المعارضة السورية المتمثلة بمنتمي أحزاب التجمع الوطني الديمقراطي والأحزاب المتحالفة معها ،أثبتت للعدو قبل الصديق أنها القوة الوطنية التي لا تساوم على وطنها مهما كانت الظروف ،والتي ترفض وضع يدها بيد أعداء الأمة والوطن مهما كانت الاغراءات ،وتبقى الحريصة على تراب وطنها وعلى مُواطنها بمكونه الثقافي والسياسي والاقتصادي،على هذا الأساس يقول الشعب في سوريا ولبنان لا لأمريكا ولا لفرنسا ولا للتدخل الأجنبي في بلادنا هذه ((الـلا)) التي تنتج المقاومة المتحررة من الشعارات وبريقها الأخاذ خالي الفعل المقاوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -