الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذرُ اقبح من ذنب

احمد الجوراني

2012 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي استبشر فيه العراقيين خيراً في النظام الجديد ليعوض عليهم ما عانوه ايام النظام الدكتاتوري المقيت هاهم اليوم فرسان العراق الجديد يشنون صولة اخرى ولكن هذه المرة على الفقراء والمحرومين باتخاذ قرارهم المرتجل والغير مدروس باستبدال مفردات البطاقة التموينية بمبلغ شهري بائس لا يلبي احتياجات اصغر ابنائهم اليومية ,فكيف يلبي حاجات المواطن الشهرية مع ارتفاع الاسعار ؟!! والتي بانت ملامحه بعد يوم من صدور القرار,وهل يعلم رئيس الحكومة صاحب القرار الجريء*!!هو وكابينته ان مبلغ البدل الشهري يعادل(500)دينار يومياً وهو ثمن ( 4صمونات ) بالسعر الحالي؟؟؟!!!.
هذا القرار المثير للدهشة والذي يحمل بين طياته الكثير من علامات الحيرة و القلق يمثل ازمة جديدة تضاف الى ازمات المواطن العراقي في الوقت الذي لا يحت مل فيه الشارع العراقي المزيد من الازمات.
لقد كنت في حيرة من امري لمعرفة اسباب اتخاذ هذا القرار الاهوج في هذا الوقت العصيب بالذات ,حتى تبددت حيرتي عندما اعلن المسؤولين الحكوميين الاسباب الموجبة لهذا القرار الجريء!!!الا وهو محاربة الفساد الذي رافق عملية توزيع مفردات التموينية ,ولا اخفيكم سر لقد ذهلت عند معرفة السبب كون (العذر اقبح من الذنب ) , فهل يعقل ان يكافح الفساد على حساب قوت المواطن وسلته الغذائية ؟,ولكن يبدو ان قيادتنا الرشيده!! إستمرأت هذه الطريقة في التعامل مع الازمات والمشاكل وهي طريقة الهروب الى الامام ,فهي طالما طبقتها في التعامل مع الملف الامني فبعد كل خرق امني تقوم بمعاقبة المواطن بغلق الطرق والتضييق على الاحياء السكنية وتترك الأرهابي يسرح ويمرح ,وهاهي اليوم تطبقه في الملف الخدمي وتعاقب المواطن وتحاربه بقوته اليومي وتغض الطرف عن السارق والمفسد كونها اما عاجزة عن محاسبته اوتحميه وتتستر عليه من خلال اغلاق هذا الملف كي يطويه النسيان .
اذا كانت هذه هي الطريقة المثلى لمحاربة الفساد فأن أغلب وزارات الدولة ومؤسساتها عليها شبهات فساد باعتراف اغلب الساسة وبالتالي يتحتم الغائها واستبدال خدماتهابمبالغ مالية , واكثر ما اخشاه هو ان نصحو يوماً على قرار من احد جهابذة السياسة في العراق الجديد باستبدال خدمات الوزارات الأمنية بمبلغ مالي ,وهنا ارجو ان يتم الدفع مقدماً عن السنوات اللاحقة وذلك لأرتفاع اسعار الأسلحة,اللهم الهم العراقيين الصبر على ما ابتلوا به.
*الجريء هو وصف وزير التجارة للقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب