الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- دعوة تفاؤل (1) -

شمسان دبوان سعيد

2012 / 11 / 10
كتابات ساخرة


" ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " . من اين ابدأ والى اين ينتهي بي المطاف ؟ نتغنى كل يوم بالحاضر والمستقبل وان الامور قد سارت على نهج غير مقبول فسلب منا الامل واستحوذت افكار على عقولنا فلم تدع مجالا للصدق مع انفسنا وقدراتنا ، لم نتوصل الى قناعة بعمل حل لمشاكلنا اليومية . رحل الصدق منذ زمن غير معروف وولى هاربا مصطحبا معه الامانة . اصبح الحب فريق لعبة تلعبها المشاعر وتحرسها الخيانة ، ابتسامة قتلها حال مزري ، الكذب صيحات وموضات ، الموت يتجول في كل مكان ويبتسم الحزن بخبث عميق محققا اهدافه واطماعه في اعماق قلوبنا . اذن عن ماذا نبحث ؟ هل ابحث عن امل ؟ هل اتطلع الى الامل ؟ . الى متى سنظل نتغنى باليسر وننشد الفرج .. نتطلع الى حياة طالما بدأت بالأنين والبكاء ... نتطلع الى حياة بدأت بالشقاء وولدت من رحم الحزن وتربت على اليأس والشقاء ، رضعت من ثدي الشقاوة ..... ؟ عن ماذا نبحث ؟
ايها الانسان لقد بدأت حياتك بصرخات ودموع فهل ستحصد السعادة من بذور اسقيتها بدموعك؟ ... لقد خلقنا لنشقى ... نتألم .. لنبكي ... ثم نموت ، وما اصعب الموت ونحن احياء .... تموت قلوبنا لتحيا عقولنا ؟. حياتنا تعيسة ولا تعلمنا سوى التشاؤم . لا شيء يتحقق بالأحلام ولا الامنيات ولا كثر الصيام والصلوات ... سيبقى النحس والكدر والضيق ملازم لنا في كل دروب حياتنا لنثق به رفيق الدرب في هذه الحياة . الى متى ستنقشع هذه الظلمات لنعيش في عالم النور والمسرات ... الى متى سنظل منتظرين هذه الفرصة ؟ بعد ان تموت مشاعرنا وتدفن احساسينا في مقبرة اليأس ؟ . اذن لم يتحقق مبدأ العدالة في هذه الحياة . احلام النهار وكوابيس الليل .. وهذيان الجدران ... ستظل العيون المنفتحة على المشرق تغوص في اعماق خيالها لتغرب مع الشمس وتشرق من جديد ولكن بلا جديد ؟
تبدلت الحياة وتغيرت الموازين . ففي حين ما يزال الاسلام حيا وسيظل حيا الى ان يرث الله الارض ومن عليها ، ولكن اين نجده ؟ في المسجد ؟ في الطريق ؟ في العمل ؟ في بلاد الحرمين ؟ في بيت المقدس ؟ في قلوب بعض الناس ؟ ربما . لا أظن ذلك ؟ فقد تغير دور المسجد الى مكان للدعاية الانتخابية وبإشراف بعض من علماء الدفع المسبق ، انتخابات تنافسية تطمح للاستحواذ على حقوق الضعفاء فقط لا غير ، وحتى الطريق الى المسجد لم يعد أمنا ، والعمل لم يعد كافيا لمتطلبات العيش ولم يعد التقوى ميزان للتفاضل بين الناس . فماذا نعمل ؟ هل نشد الرحال الى المسجد الحرام ؟ من سيسمح لنا بالمبيت ولو يوم واحد – عفوا – مرة واحدة في عمرنا ؟ من سيساعدنا على بناء ركن من اركان الاسلام . ولو كانت الرحال تُشد الى المسجد الاقصى لأتيناه ولو حبوا – لكن "لو" تفتح عمل الشيطان ....لكن ربما نلاقي تسهيلات من .... أفضل مما يقدمه آل سعود ؟ اذن لو تمعنا قليلا لوجدنا ان الاسلام دين الوسطية والاعتدال وهو الباقي حتى قيام الساعة وهناك مساكن معدودة نلمس وجود الاسلام دينا ودنيا وهي قلوب بعض الفقراء المعتدلين ونجده ايضا في قلوب بعض اناس وهبوا حياتهم لله فلا يهمهم دنيا ... يصلون ويصومون ولا يحملون مثقال ذرة من حسد او بغض او مقت لاحد يتمنون الخير لكل الناس ولا يخافون في الله لومة لائم . يتطلعون الى أن يكونوا أغنياء لكنهم سرعان ما يرددون" ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " .
وهكذا اصبحت لا أفرق بين الليل والنهار فكلاهما ظلام .... صمت وانين وكلام ... اصبحت لا افرق بين الحزن والفرح فكلاهما مشاعر فتاكة تفتك بالإنسان فتميت قلبه وتدعه يعيش بلا احساس ؟ أتغنى بالحب وأضل أقرب الطرق اليه .... ربنا " لا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
نعود الى نقطة البداية لنقول اذا اشتد الظلام فهذا دليل على اقتراب الفجر ... كم من المرات تظلم علينا الدنيا فنظن انها النهاية . ثم بعد ذلك تضئ الدنيا بالأنوار ونشعر انها البداية . يجب ان لا نخاف من الغد بل نحبه ونترقبه وننتظره ولا نستسلم للمشاكل العابرة فهي لا تكبر مع الزمن بل تصغر ثم تذوب . اذن ما زلنا منتظرين ولن نستسلم ..... والى درس آخر من دروس التفاؤل .
ربي لا تذرني فردا وانت خير الوارثين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايش المشكلة
انتصار الياس ( 2012 / 11 / 11 - 05:14 )

شمسان ايش المشكلة ؟ ما الذي حدث لك - تفاءل باليوم وبالغد ، وتأكد ان كل متاعبك لابد ان تنتهي وتزول ، فالحياة ايام والزمان يتجدد كل يوم بالجديد والافضل فما انزل الله من داء الا وجعل له دواء ، و لا يغلب عسر يسرين ... فكل ما عليك هو ان تصبر وتصمد وتنتظر الحل ... اما الذين يرون الليل ولا يرون النهار .... ويعتقدون ان الظلام الذي يرونه في الحياة احيانا هو ظلام لا نهاية له .ولا نهار فيه ولا مستقبل ، فأولئك هم من يكرهون الحياة حتى تكرههم ولا تمد لهم يد العون . علينا ان نحب الحياة لتحبنا الحياة - واذا اشتد الظلام فهذا دليل على اقتراب الفجر ... كم من المرات تظلم علينا الدنيا فنظن انها النهاية . ثم بعد ذلك تضئ الدنيا بالأنوار ونشعر انها البداية . يجب ان لا نخاف من الغد بل نحبه ونترقبه وننتظره ولا نستسلم
للمشاكل العابرة فهي لا تكبر مع الزمن بل تصغر ثم تذوب
فما الذي جرى لك ... اعتقد ان هناك شي ما بانتظاره ... بالتوفيق


2 - الى متى ؟
شمسان دبوان سعيد ( 2012 / 11 / 11 - 05:23 )

الى متى سنظل منتظرين المشاكل حتى تصغر ثم تذوب .... اذابنا الدهر ولم تذب مشاكلنا وهمومنا ...... انتظرنا حتى يأس اليأس نفسه من الانتظار .... فالى متى سنظل واقفين في طابور الانتظار . ومتى سيأتي دورنا في الحصول على الراحة ولو جزء بسيط منها . شكرا لك انتصار اليأس واتمنى انتصارك عليه ؟!!!!!! ا

اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة