الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنسبُ مرض في الزمن

نصيف الناصري

2012 / 11 / 11
الادب والفن



المجتمع



الى عمر الجفال





أتردّدُ بفزع في التفكير بالتعقّل
من الإنصات الى كلّ التهدّمات الخطرة
في حياتي وحياة الناس في المجتمع .
رأسي المضفور والمدهون بعناية
يملأه قمل التربية الاجتماعية .
كلامي العذب والذي تتنسّم فيه
الأكاذيب حلاوتها ، جدول تنتصب فيه
أشياء داعرة كثيرة ، ووعود بلا شفقة .
البصاق على ما نظنّهم سادة مبجلين
والثورة على غرناطتهم المتربة
والحالمة ، يُعجّل بنصرنا على
المجتمع المصاب بداء الُزهري .
كلّ خضوع لعرف مُعيّن ،
يجرّدنا من انسانيتنا المُهانة ،
وللعرف في تربيتنا للأولاد
طيز عصبي ، يلفح الأنفاس
بالرائحة الشيطانية للضعة
والخداع . يسمّم العرف البلعوم .
ما الجدوى في الحفاظ على إرث
الطاعون الذي يخلّفه الآباء الحمقى ؟
ما القيمة المتحقّقة في شراء الزوجة
وتركها ترتع مُقيّدة في اضطرابات
الحياة الزوجية التي لا يصلها الندى ؟
حياة الانسان في عفونتها المستمرة
من البدائية ، الى الوثنية ، الى المسيحية
الى الاسلام ، الى النظام الذي تفرضه
العادات والارشاد الوعظي ، نباح مرير
يدّمر فينا كل طاقة تعيننا على الابداع .
إزعاج رجل الدين الذئب في جلوسه
بالمرحاض ، وتخريب اثاث غرفة نوم
الملك والرئيس ، ودق المسامير في
وسادة معلم الفلسفة ، بطاريات مطلوبة
لتصعيد شعورنا في انتظار معجزة التخلّص
من النفايات التي نقدّسها ونطيعها بالإكراه .
نضفي على حفلات الزواج الجماعي ،
طابعاً مُبهجاً من التقديس والنفاق في
إدامة العهر الديني والعشائري ، وفي صلواتنا
الجماعية التي نقوم بها بارهاق عظيم
، نضرب عن الإيمان بإلهنا المنفوخ ،
الذي يتظاهر بخجله منّا وهو يطالبنا
بالاتاوة . القانون والنظام والعرف في
المجتمع ، بالوعة ساكنة وتخلو من المراكب .






أنسبُ مرض في الزمن





الى زعيم النصّار




مُنصعقاً بحبور عظيم للتبشير بفضيحة حبّ
مفرطة في أحجيتها النثرية ، أقتفي أثر ثمرة
قُطفت في ظهيرة الحرب ، وتوثيقاً للشموع
التي أغرقت الضمادات والصواري في تلك
المعجزة المحلّية ، أقف الآن بتواضع المُحبّ
تحت النتوءات الكثيرة لمرآة الزمن ، وأضّحي
بالأفياء المنبوذة لشواطىء النجوم . الثمرة ،
كنزي الذي حنوت عليه طويلاً وبيع في سوق
النخاسة . قبر بشراعين . الموت والحياة ، لا
لا نوره المتمايل في النداوة المُهيّجة ، يطعن
البيادر في يومي القائظ ، ولا أفيائه الملأى
بالصنّاجات ، تُلزم الحلم أن يغري الفراغ
بالتخلّي عن إشاراته الجبانة . الروابي الاخوية
التي صعدتها في شبابي من أجل ردّ الاعتبار
الى الصبح الهائل للأنهار ، تغيب الآن متخبّطة
في افتراءات الطقس الذي ينقضّ على العالم .
لماذا تعثرت الثمرة المحبوبة في الطنين الحادّ
للدراهم ؟ لماذا لم يعترض العاشق على الثمرة
التي تُشترى في المزاد ؟ أمكثُ في دلائل
كثيرة ، تنتزع منّي الاعتراف بالاكراه ،
والشعور بالاهانة ، يبرم لي قرفصات بائسة
في انهيار الأعوام . الذكرى المُصرصرة في
تتابع الضرائب الكثيرة التي يتوّجب عليّ دفعها ،
تجعلني أسير فوق قبور مهشمة بأعالي الأشجار .
في الحبّ مراتب وهدنات تُتهك في كل آنٍ ،
يصعب فهمها والتنبوء بها . رجوعنا الى أنسب
مرض في الزمن ، لا يُنسينا الرأفة الشاملة التي
نحيطها بالخبرة الخادعة .




10 / 11 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب