الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة الحقيقية هي الإبتعاد عن تكفير وقتل الناس

عبدالعزيز خليل إبراهيم

2012 / 11 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الهجرة النبوية كانت من مكة إلي المدينة المنورة فقد هاجر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بعد أن أشتد أذي المشركين من قبائل مكة عليه وعلي دعوته ومن هنا أمره الله تعالي بالهجرة إلي المدينة وبعد مشاورات الرسول مع أهل المدينة قبل الهجرة سر واعداد الزاد والركوبة ودليل للصحراء تمت الهجرة وكان مع الرسول أبوبكر الصديق رضي الله عنه
والهجرة حدث تاريخي في الإسلام تعلمنا حب الأوطان التي نعيش فيها وندافع عنها من المتربصين بها فعندما هاجر الرسول الكريم من مكة بكي وقال جملته الشهيرة (إني أعلموا انكي من أحب بلاد الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ) فالرسول عليه السلام كان يحب بلده ويحب أن يعيش فيها ويحب المواطنة مع كل الناس التي يعيشون فيها أيضا فمن الدروس المستفادة من هذا الحدث التاريخي بعد انتهائه وبعد مرور القرون عليه تكون العبرة وتكون الموعظة الطيبة هي الباقية إلي يوم القيامة فالهجرة قد انتهت بعد رجوع الرسول إلي مكة وختمت الرسالة الكريمة بعد وفاة الرسول الكريم فالذي تبقي من الهجرة المباركة هجرة الكبائر من الذنوب والتقرب إلي الله بالعمل المفيد في الأرض والنافع لكل الناس من تعمير وصناعة وزراعة وتكنولوجيا وابتكار في كل العلوم الأخرى فكل هذه عبادة لله تعالي بجانب العبادات المفروضة من صلاة وصوم وحج وزكاة .
فالهجرة الحقيقية في الحياة لكل الناس هي هجرة كل الأعمال المفسدة في الأرض ونشر ثقافة الأخلاق والثقافة الطيبة في كل العلوم في الحياة لأن هذا هو الباقي عند الله تعالي وهو النافع للأجيال القادمة يمدهم بالعمل والإنتاج ويمدهم بالتعاون والخير ليعيشوا سعداء إلي أن يأتي أجل الله تعالي لكل إنسان .
فالهجرة الحقيقية تكون بهجرة الجماعات الإرهابية والتي تكفر الناس عن عملها الشيطاني وتتوب إلي الله وتعمر الأرض بالزراعة والصناعة والتعاون مع كل الخلق في التبادل التجاري والصناعي والأخوة في الإنسانية من أجل رضا الله تعالي لهم ومن هنا يجب أن تهجر جميع الجماعات المتطرفة في الدين والتي تنسب لكل الأديان السماوية وغير السماوية عن تكفير خلق الله وأن تهجر أيضا سفك دماء الناس التي تختلف معها في أفكارها الشريرة وليعلموا أنهم بشر مثلنا لا يملكون جنة ولا نار ولا حساب ولا نشور ولم يعطيهم الله صك في تكفير وقتل الناس وبعد ذلك إدخالهم الجنة
فهذا تعدي علي الله تعالي وعلي اختصاصه فالأنبياء كلهم عليهم السلام لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم الجنة أو النار فكيف بهذه الجماعات الإرهابية تتعدي بهذه الكلمات التكفيرية وبهذه الحوادث التي يقومون بها من قتل وتمثيل بالجثث الإنسانية والتي كرمها الله في الحياة وفي الآخرة فعليهم أن يتوبوا عن هذه الخطايا قبل يوم الحساب وعليهم نشر السلام بين الناس وقبول الأخر والأدب مع الله قبل فوات الأوان
وعلي هذه الجماعات الإرهابية في كل دين أيضا أن تهجر جميع الخطايا والتي قامت بارتكابها ضد الأبرياء وضد الشعوب الإنسانية كلها من خلال سرقتها لثورات الشعوب العربية والأجنبية في العصور القديمة والحديثة وفي عصرنا الحالي والتي قامت بثورة ضد الظلم والاستبداد وطالبت بالعدالة الاجتماعية لكل الشعوب المقهورة جميع أنحاء الأرض فالجماعات الدينية الإرهابية في كل شعوب الأرض سواء أكانت جماعات إسلامية أو مسيحية أو يهودية قامت بسرقة ثورات غيرها تحت مسمي الدين وتطبيقه بأفكارها الشريرة وليست بسماحته وقبوله للأخر المختلف معه ليعيشوا في احترام ومودة ورحمة وعدالة اجتماعية وهذه هي المواطنة الحقة فهذه الجماعات المتطرفة والمتحجرة والتي تخرج من الجحور عند قيام الثورات الطاهرة لتسرقها وتجني ثمارها كما يفعل الإخوان المسلمين وإتباع حازم أبو إسماعيل الأمريكاني والذي يحشد أتباعه المجانين والضالين من أجل اللعب بالدستور المصري وحشوه بالأفكار الإرهابية الوهابية وكذلك جماعات التكفير والجماعة الإسلامية قتلة السادات والشيخ الذهبي وفرج فوده ونسف الكباري في مصر وحرق نوادي الفيديو في مصر في عصر الثمانيات وقتل رجال الشرطة وتخريب الدولة هؤلاء الظلمة يجب أن يهجروا معاصيهم وجرائمهم ضد الشعب وضد الوطن وعليهم أن يبتعدوا عن السياسة ويعملوا عمل صالح قبل أن يموتوا وتكونوا الحسرة لهم ولكن هؤلاء يتاجرون بالدين ويحاولون تغيب العامة وبعض الخاصة بأنهم حماة الدين والأخلاق مع أنهم هم القتلة والظلمة والسارقين لحقوق الناس وأموالهم في الحياة وهل الشياطين يتحولون إلي ملائكة أطهار إن هؤلاء القتلة الوحوش الذين سرقوا ثورة شباب مصر وسرقوا الدولة ونهبوها وغيبوا كثيرا من مواطنيها يجيشون المرتزقة من أتباعهم لعمل مليونات في ميدان التحرير والإسكندرية من أجل فرض إرادتهم الجاهلية علي الوطن تحت مسمي الإسلام والإسلام براء منهم إلي يوم الحشر العظيم فهم يريدون فكرهم الوهابي الإرهابي تحت مسمي الشريعة الإسلامية فالفكر الوهابي يجب أن يعلم العامة والخاصة ليس له صلة بالدين الإسلامي وإنما هو فكر سياسي إرهابي قامت باختراعه انجلترا بالاتفاق مع محمد عبد الوهاب النجدي مع جماعات البدو لضرب الإسلام السمح في الأوطان العربية من خلال نهب الثروات العربية وسفك الدماء وتخريب البلاد من زراعة واقتصاد وغير ذلك بحجة الحفاظ علي التوحيد وكانت بريطانيا ومازالت ومعها أمريكا وبعض الدول الخليجية يفعلون هذه الجرائم وقد نجحوا بفضل النفط العربي في أرض الخليج في زرع الفكر الوهابي الإرهابي من أجل خدمة بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ومن هنا تم تشويه الإسلام من خلط الفكر الوهابي الملعون بأنه هو الإسلام وهكذا يعتقد الكثير من الناس خطأ أن الفكر الوهابي من الإسلام مع أن الحقيقة الواضحة انه فكر إرهابي من تخطيط بريطانيا في القديم مع جماعة محمد عبد الوهاب في ضرب الأوطان الإسلامية السمحة وذلك حتى يسهل احتلال البلاد العربية والإسلامية البعيدة عن الفكر الوهابي الإرهابي وأهل السنة الحقيقيون لا يعرفون الفكر الوهابي الشيطاني بل هم يحاربونه ليلا ونهارا ولكن المفتونين بأموال النفط يجرون وراءهم لينالوا قطعة من التورتة ويسيرون خلفهم كالنعاج في الصحراء ثم تقتسم أمريكا وإسرائيل وانجلترا أموال الخليج وهم مخدرون مغيبون وكأنهم في سكرة الموت .
ومن هنا تحالف الأمريكان والإخوان والجماعات الإرهابية في سرقة ثورات الشعوب العربية المقهورة والمغلوبة علي أمرها طوال عمرها الكبير فعلي هذه الجماعات أن تهجر هذه الإعمال وتتوب إلي الله وتصلح في الأرض وتنصهر مع باقي الشعوب في ظل المواطنة الكاملة في بلادنا العربية والإسلامية وعلي أمريكا التي تؤوي الإرهابيين في الدين ومعها بعض الدول الإسلامية والأوروبية وتقوم بتوريدهم لنا بالنيابة عنها بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية وكأن أمريكا تحب الخير لهم ولشعوب الأرض ولكن أمريكا وحلفائها من الدول الأخرى يضحكون علي هذه الجماعات والتي يعرفون عنها كل صغير وكبير ويعيش الكثير عندهم ولكن هم قد عملوا عملية غسيل لأدمغتهم وقاموا بتصديرهم أي هؤلاء الجماعات الإرهابية ليقوموا بالنيابة عنهم وعمل المراد منهم في دولهم لتأمين دولة إسرائيل وتأمين مصالح هذه الدول الرعاية للإرهاب وفي النهاية تقول أمريكا وحلفاءها تقول للشعوب المقهورة أين حقوق الإنسان ثم تصف البلاد العربية والتي لاتبع الفكر الوهابي ولا الشيعي وإنما تتبع الفكر السمح وقبول الأخر لكل الأديان السماوية بأنها بلاد الإرهاب مع أنها هي التي نشرت هذا الفكر التخريبي مع دعاة الفكر الوهابي السياسي التكفيري لتنفيذ الأجندات الخاصة وذلك خدمة لإسرائيل ولها ولتموت الشعوب والتي تريد الحرية بفضل بعض أبنائها المغيبون الذين يعتنقون الفكر التكفيري برعاية أمريكا وأوروبا ودول الخليج أيها الشعوب المقهورة والتي تريد الحرية عليكم كشف المخططات الوهابية والتكفيرية وتعريف الشعوب بها ومطالبة بعض ابناكم الذين يعتنقون أفكارها تحت مسمي السلفية بأن يهجروا هذه الأفكار التخريبية والتي هي سبب ما نعاني فيه من مشاكل من خلال قيام جماعات علي بابا والأربعين حرامي في السطو عليها في تونس وليبيا ومصر والسودان وسوريا واليمن وتصدر المشهد فيها ولكن نور الشمس إذا نطفأ يوم أو أيام فسوف يسطع دائما مدي حياة الإنسان في الأرض وعند ذلك تعيش الشعوب الحرة في خير وسلام وعدل وحق إلي يرث الله الأرض ومن عليها .
هذه هي الدروس المستفادة من الهجرة المباركة بأن يهجر الناس جميع الأفعال الشريرة من ارتكابها في الأرض ونشر التسامح الإنساني والتراحم بين كل الناس ليعيشوا في أمن وأمان ومحبة وسلام .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من دروس الهجرة
أحمد التاوتي ( 2012 / 11 / 11 - 20:06 )
أستاذي عبد العزيز
أشكر لك طيبة القلب و الارادة الصادقة في الاصلاح كما هو جلي في مقالك

و لكن ألا ترى معي بأن المهاجرين الأول و بعد ان استقووا بيثرب هجروا الأخلاق
المكية السمحة الى الأخلاق المدنية الغليظة؟
ألم تبدأ بيثرب حملة النسخ لأيات السلم و المحبة المكية بأيات العنف و الارهاب المدنية؟
أليس هذا هو الدرس الوحيد المستقى من الهجرة النبوية؟

الارهابيون يا سيدي و المخاتلون و المنافقون و العنصريون و الحرباءيون هم الأصدق اسلاما و الأكثر انسجاما مع الاسلام الحق
تحياتي الخاصة

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية