الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجحيم الذي نسمّيه الأمل

نصيف الناصري

2012 / 11 / 11
الادب والفن




إرث الخليقة

ما يصعد معي في رحلتي المضنية الى القبر ،
أشياء فقيرة ، حاولت أن لا أفقدها في شعوري
الدائم بالوهن . كلّ مكسب نتخفّف من ثقله في
عبورنا الضفاف ، نزوح حائر الى مناجم
رُطّبت فيها أمراضنا مسبقاً ، والحاجة تجرّدنا
من القوّة في المطالبة بانهاء التحفّظات . ما لم
يطله الخراب ، نسعى في الوصول اليه متأخرين
عن جشعنا وغطرستنا اللاهثة . اللحظة التي نفترق
فيها عن العبء العظيم في الطبيعة ، لا تطاوعنا
فيها الجرأة على العصيان . ندم أزلي ينعطف في
الظلال المهدئة للعودة الى الرحم . الأفعال التجريبية
التي قمنا بها في الماضي ، للتخلّص من إرث الخليقة ،
ترّص علينا الغرامات في الأيّام الواطئة للشيخوخة ،
والمواساة لا تعيننا في حفرنا للتأمينات المزوّرة لحياتنا .
تفضحنا أعذارنا في رضاب الأشجار والنسيم الأزرق
للفراشة ، ونقاسم الموتى تكنّهم
في الطقطقة الجمعية للعظام .





الجحيم الذي نسمّيه الأمل







حصدنا شعيراً كثيراً في أعماقنا المحترفة لليأس بالمنفى ،
وحيّينا أصيافاً حارّة ، رقد بين شقائق نعمانها
أجدادنا الذين صرعتّهم صاعقة حمقهم الديني في القرون
الوسطى . مصابيح أرضنا المتمهّلة في تطاولها على الليل ،
أقنعة يسهر فيها اللصوص في انتظارهم المُخزي للحرب .
سنوات عديدة انقضت من دون حلم ، نخلق في هدوئه جنّة
ما ، ولم نخلد الى النسيان . يلفّ الاهتراء الباطني ذواتنا
بصقيع نعانقه بشماتة ، وتوأمه ، الفضة المستجدية للنهار .
نريد إشارة من العسل المحبوب للزمن ، ننجو فيها من
الجحيم الذي نسمّيه الأمل . أريج البرقوق الربيعي في
أسرّة أطفالنا المتصدّعة ، لا يمكننا انقاذه من الطقس الذي
ينبض بسهامه الحادّة ، وصراعاتنا الراهنة مع شروطه
المهينة ، تُقلّص الساعات المعوّجة لنومنا في النداوة
المظلمة للندامات .






كلّ تفكير في الماوراء





مِن اللاشيء والضعة والمصائر المُهانة الهزيلة
من الخرافة المتضادة للخير والشرّ
من الموت والنشور
تلبّستنا التضوّعات المليئة للعطف ، واخترعنا تحت
ثقل جروحنا المرضوضة ، فكرة الله ، لكنّ ما هو
وزنه من دون الطاقة المتجدّدة لشقاء البشرية في
العالم المتكىء على الهاوية ؟ ماهو المغزى الذي
تغرّد فيه قرابيننا التي نقدّمها اليه ؟ . يسحب الانسان
هزيمة مصيره المتلاشي في الظلمة ، ويركنها عند
الحجارة التي لم تطأها الشمس . اسطورة أشدّ ابهاماً
من دفء الآبار التي يغرق فيها حلمنا بامكانية وجود
متحقّق . كلّ إله اخترعناه بندم يغبطنا عليه الشيطان
قبل التاريخ ، وما بعد التاريخ ، يطيح بتوحشه في
الحواجز التي وضعناها لتسند القانون ، ولا يقدّم لنا
في حياتنا المشؤومة إلاّ الضنك والوعود المتعفنة
والصانتة . يحطّم الدين المجتمع ، وينزع أحشاء
الأغنية ، وكلّ تفكير في الماوراء ، لا طائل منه
ويثبّت الركيزة المائلة لبوصلة الأحقاد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب