الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداودي يريدنا بلا أدب..

محمد المراكشي

2012 / 11 / 11
كتابات ساخرة


منذ زمن ليس باليسير وكثير من النخب ،أو حتى من الذين يعتقدون انهم نخب، تلوك ألسنتها بنقاش عقيم عن جدوى التعليم المغربي و جدوى دراسة الأدب ! و إن نحن امعنا بشكل جدي في خطاباتهم لوجدناها ركيكة ابتلت بها لغة الضاد او لغة موليير ! ليكون الاستنتاج البسيط ان هؤلاء لم ينالوا من أدب القول وآداب الحديث شيئا !
هي ذي الأزمة الحقيقية التي يعيشنا تعليمنا "الغير منتج" ، أزمة في بعض خريجي ذات التعليم الذين يتنكرون له مع أول منعطف ،أو كلما قطعوا الواد و "نشفت" أرجلهم !!
أغلب الذين ينهالون على التعليم المغربي ، هم منتوجه في البدء إن لم يكن حتى الختام ! لكنهم يفعلون تماما مثل المطلق حديثا الذي ينهال بوابل من عدم الرضى عن شريكه الذي لم تظهر له عيوبه إلا بعد أن رماه عظما !
وليس حديث الوزير الداودي ، مسير التعليم العالي بخارج عن هذه القاعدة.. إن لم نقل أنه يشكل نبض شارع من تلك النخبة "انتخبه" ليقول ذات الكلام.. ولو من مدخل أن البلاد لم تعد في حاجة إلى كليات الآداب !
طبعا، يمكن ان نفهم غيرة الاستاذ الداودي على البلاد التي لا ينشر الباحثون فيها و لا ورقة ذات قيمة ،ويفضلون ربط المنشور بالمدروس سيرا على منوال الوزارة ! لكن الذي لا نفهمه هو لمَ كليات الآداب فقط؟ ! وكأن كليات العلوم بتلاوينها أنتجت مخترعين وجهابذة اوصلونا إلى القمر أو حتى وجدوا سر لا التقاء المستقيمين المتوازيين ! وكاني بكليات الطب تصرخ في وجهي لتوضح الفتوحات العظيمة التي جعلت ابناء البلد يولدون على اعتاب المستشفيات أو فور معرفتهم بتكلفة العلاج !!
ثم إن اكثر أولادنا الذين تتقشف الوزارة في إدخالهم للمعاهد العليا المتخصصة عبر مباريات و شروط خيالية لا يجدون رحابة صدر أكثر من رحابة كليات الآداب ! كما عودنا الأدب دائما ان يكون ذاك الحامل للحلم أو الصانع له عبر ترسيخ قيم الابداع التي لا مجال لها في مخيلة المنتقدين !!
وكأني بالوزير قد اصابته التخمة من الأدباء و علماء الاجتماع و دارسي الفسفة و القانون الذين يعانون من لا ابداع لحكومته في خلق أماكن للحياة لهم كي يبدعوا، فصار من قلة فهمه للأدب ومعناه الانساني يجعله تهمة في حق الذين لم يجدوا غيره سبيلا !
إنه بهذه البساطة يقذف - من حيث لايدري- بدارسي العلوم الانسانية و الآداب و اللغات إلى الشارع ، لنصحو يوما فنجد كليات آدابنا مزارات لأولياء صالحين أو منابت لأشجار الخروب ! أو حتى "كوريات" لتربية الدواجن ! فيتحول تعليمنا العالي و السفلي حينها إلى تعليم منتج !! سنصحو بلا من يكتب الرسائل و الشعر أو يفهم القانون أو يعرف التاريخ أوحتى من يترجم للداودي كلام نظرائه !!
سننتج الكثير مما يشتهيه الداودي ، بما فيها مجتمعا كاملا بلا أدب !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسرحية -شو يا قشطة- تصور واقع مؤلم لظاهرة التحرش في لبنان |


.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا




.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق


.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م




.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |