الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهها

رائف أمير اسماعيل

2012 / 11 / 11
الادب والفن


لم تكن المرآة لتعني اليها الا عدو ما من صداقته بد .. وبالضبط هي قد عنت لها وجهها الذي ندبت حظها بسببه .
فبينما كانت جميلة الجسد.. جميلة الروح جميلة الحركة كما اخبرتها المرآة ..
وبينما كانت بيضاء البشرة وبعينين زرقاوين.. ما كان وجهها سوى لوحة تبقيعية فوق لوحة تكعيبية .. نتجت عنهما تشويها ما بعده تشويه.. بقع لحمية .. تجاعيد .. آثار لحب الشباب .. خطوط .. أنف كبير غير متناظر .. حاجبان لا ينمو الشعر لأحدهما بشكل كامل.. أسنان ليست لأنسان، تعلوهما شفة علت فوق العلو.. وهناك الكثير لمن هو مختص ومتفنن في وصف القبح.
لذا لم تكن ساعاتها الطوال امام عدوتها .. لتجدي الا بالقليل مما جادت به مساحيق التجميل
لم تكن المرآة الزجاجية وحدها العدو.. كان معها كل عيون الناس.. حتى عيون اهلها
لم يعاكسها يوما اي رجل .. بل الكل كان ينعكس عنها بنظرة سريعة..
وما زاد من مأساتها .. انها كانت ذكية وحساسة لما حولها.. لذا فقد أدمعت ما قد يروي نخلة، وشكت الى ربها بقدر ماشكا شعب جائع ..
كانت تلج بسؤال نفسها عن مصيرها.. ألن تكن يوما زوجة.. هل ستحرم من الامومة.. هل ستقبل بحمار بشكل انسان زوجا لها .. وهل سيقبل بها ذلك الحمار.. هل تغريه بجمال جسدها .. بشهادتها الجامعية.. بمالها.. بأن تكون زوجته الرابعة
كانت مستغربة .. كيف يدعي المثقفون بالإنسانية والطيبة والرحمة .. وهم بنفس الوقت يحددون معايير للجمال .. ما ذنب من هو خارج تلك المعايير .. واذا كان البعض منهم كان يقول بجمال الروح او جمال الوجدان .. فلماذا لم يقترب احد منها .. ليتزوجها وينهل مما رغب من جمال كهذا .. ولماذا لم يتزوج منهم بمليء ارادته امرأة قبيحة الشكل بنظر العوام، طمعا .. بوجدانها .. سواء كانت هي او غيرها.
يوما.. وبينما كانت تمشي في شارع .. انتبهت الى ان هناك من يدقق فيها .. واستطاعت في اليوم التالي ان تدقق هي في ذلك الشاب الذي بدا واقفا منتظرا مرورها لليوم التالي.. سألت نفسها، ماذا يريد نقيضها الجميل هذا.. حتى ان شكله بدا انه عالي الادب والشخصية.
ايام قلال مرت .. لتتفاجأ به وأمه في بيتها.. جاءتها امها لتقول لها ان الشاب وأمه يريدان رؤيتها.. بل لتراه هي إن وافقت على طلب يدها من قبله.
لم يكن الشك الديكارتي كله ليعادل شكها.. لكن بدا لها ان أمها نفسها قد صدقت فعليها التصديق.. فرأته ورآها .. وافقت ووافق .. لكن الشك تحول الى حيرة تراودها وتراود كل اسرتها.. فلقد كان طبيبا وغنيا ومن أسرة لها مكانتها.
قال لأبيها.. انه يود ان يكون شهر عسلهما في أوربا.. لذا فأنه سيأخذها الى الطائرة بعد الزفاف مباشرة..
بعد أشهر.. تفاجأ والوالدين .. بأنها وزوجها يتصلان بهما.. ليقولا لهما انهما رجعا من السفر ويدعونهما الى مأدبة غداء كما جرت اصول ما بعد الزواج
هرع الوالدين
فتحت شابة جميلة الباب .. تمنيا لو كانت ابنتهما بقدر جمالها .. استغربا وقالا لزوج ابنتهما الذي استقبلهما في غرفة الاستقبال .. من هذه الجميلة .. رد .. انها الخادمة
وأين ابنتنا .. رد.. انها في المطبخ تعد الطعام بنفسها .. ركضا اليها وهو ورائهما
رددا ... الله .. ومن هذه الشابة الجميلة جدا .. فرد .. انها ابنتكما .. كانت تلك المفاجأة هي اكبر بكثير من مفاجأة الخطوبة .. عانقاها وهما لا يصدقان بعد .. فقد بدا حتى صوتها قد تغير بعض الشيء واصبح أجمل مما كانت تلفظ اسنانها القديمة
حتى يبدد شكهما قال
انتما وكل الناس كنتم ترونها بعيونكم .. اما انا فكنت اراها بهذا.. أخرج من جيبه مشرط طبي .. ثم اردف .. ما اخفيته عليكم انني طبيب في الجراحة التجميلية..
6/11/ 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث