الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطوه نحو الحضارة

كريم محمد السيد

2012 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


خطوه نحو الحضاره
من معالم الحضارة الاستباق التنافسي والدعاية الاعلامية; فانتشار الاعلانات والدعايات في المناطق المزدحمة والآهلة امر وارد في جميع انحاء العالم بانتشار اغلب هذه الاعلانات في اعالي ناطحات السحاب او الاماكن العامة او جدران البيوتات وغيرها, والعراق ليس بعيدا عن هذه الظاهرة فدخوله فورما الانفتاح العالمي جعله سوقا لطرح المنتجات امام المواطن العراقي الذي يتمتع بدخل جيد مقارنة بدخل الفرد في دول الجوار, فشركات السفر والحج والعمرة والعقارات والاجهزة الكهربائية والمناسبات الدينية والافراح والوفيات والمناسبات العامة والاعلانات الحكومية للدوائر الخدمية وغيرها سواء كانت ضوئية ام ورقيه ام على شكل مخطوطات من القماش ناهيك عن تواجد الملصقات الانتخابية للدورة البرلمانية الحالية والتي لازالت لها بقايا حتى يومنا هذا!
فبين هذه الضجة الترويجية الجدارية والتي من الممكن ان نشاهد فيها شيئا من اللياقة نلحظ وجود منشورات وكتابات اخرى على جدران البيوت والدوائر الحكومية والمناطق العامة بشكل يوحي لحجم التخلف واللامبالاة وانعدام الذوق العام كوجود الذكريات وعبارات بيع الدور وتنبيهات عدم رمي الانقاض والمتروكات او كتابة شعارات حزبية او رياضية خصوصا لمشجعي ريال مدريد وبرشلونا التي ملأت الجدران بحيث ان انتشار وكثرة تلك الشعارات تعطي الشعور انك تتواجد في احد ضواحي اسبانيا ولكن بالمقلوب!
الحقيقة ان لهذه الظاهرة اسباب عده; منها اسباب نفسية تتعلق بالأفراد الذين لا يشعرون بقيمة الذوق سواء الخاص او العام وضعف المحاسبة الجزائية لمرتكبي هذه الاعمال من حيث ضعف الرادع القانوني مع غياب المسؤولية الاجتماعية اذ نرى انزواء المجتمع وعدم الاكتراث من وجود تلك الكتابات اللا اخلاقية والاعلانات بشكل يثير الاشمئزاز رغم بعض المحاولات التي لا تتجاوز مرحلة التنظير فقط!, ومن الاسباب ايضا انعدام شعور الافراد بالملكية الوطنية حيث اننا غالبا ما يعتقد الافراد انهم ليسوا مسؤولين عنه انما يدخل من اختصاص الحكومة وحسب والذي يعبر عنه "مال حكومة" لهذا نتمنى ان تدافع الحكومة عن التجاوز على املاكها وفق ذلك الاعتقاد,
الغريب وبكل اسف اقولها ونحن مسلمون ان هناك كتابات تخص المناسبات الدينية وخاصة حجوزات اماكن المواكب الخاصة والتي اجدها لا تتلاءم ورؤية الاسلام الذي يحصن الملكية الفردية والجماعية ويمنع الاضرار بها كما وان الائمة والصالحين لا يرتضون هذه الافعال التي ستحسب على طائفة ما في حين انها تمثل سلوكا شخصي لبعض الافراد الذين قد يعتبرون هذا نوع التقرب الى الله بأحياء الشعائر وطريق من طرق تقوى القلوب, الا ان الواقع لا يرتضي هذه الافعال التي تشوه صورة الجدران,
لذلك نحن بحاجة كبيرة للجمال, الجمال الذي نبحث عنه في بيوتنا وكتاباتنا ومتابعاتنا لابد وان نراه ايضا في الاماكن العامة ولابد للجهات المختصة من الوقوف على هذه الظاهرة بشكل مفصل من خلال مسائلة فاعليها قانونا والعمل على تفعيل دور الشرطة المجتمعية لرصد تلك الحالات وبث الوعي بين الموطنين من خلال رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والاعلام لاجل ان ننعم بعراق اجمل ولأجل ان نقترب خطوه انسانية وحضارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة