الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون العذر أقبح من الفعل

فريد جلّو

2012 / 11 / 12
كتابات ساخرة


"" عــــندما يكون العـــذر أقـــبح من الفعـــل ""
........................................................

يروى ان هارون الرشيد خرج على ندمائه بما يعرف بلغة الشارع الان (بالفيكة) لغرض التسلية وكان ذلك بطلبه ان يقوم احدهم بفعل قبيح ثم يعتذر بما هو اقبح , وبعد عدة محاولات فاشلة من بعض الندماء تقدم ابو نؤاس لعرض فعله , ولكنه طلب الامان مسبقا , لبى الرشيد طلبه مع جائزة كبيرة في حالة اقتناعه , فقام أبو نؤاس الى الرشيد وقرصه في موضع حساس من جسمه انتفض الرشيد وقال له : ماذا تفعل ياهذا ؟ فاعتذر منه ابو نؤاس .... تخيلتك لوهلة انك زبيدة زوجتك , واسقط في يد الرشيد فعاد الى هدوئه متذكرا (فيكته) ووعود الامان والجائزة خصوصا وان ابو نؤاس قد اثبت دهائه. وطبعا البعض منا تستهويه (فيكات) لعظماء ويبحث عنها صدق ناقلها ام كذب ليضعها في جعبة سلوكيته .
وكان القرار الاخير باستبدال مواد البطاقة التموينية بمبالغ نقدية فعلا من نوع ما لكم ان تحكموا فيه .. فهو ايضا يبدو (فيكة) وجاء التبرير لذلك الفعل لكم ايضا ان تحكموا عليه , فالفساد في وزارة التجارة هو المبرر وبوعود سخية كالوعود بالامن وتوفير الطاقة الكهربائية التي كانت اكثر من سخية ... قالت الحكومة: انها وجدت آليات للسيطرة على اسعار السوق , لااعلم كيف للحكومة ان تتمكن من السيطرة على اسعار السوق في الوقت الذي لم تستطع السيطرة على مجموعة موظفين فاسدين في اجهزة وزارة التجارة أليست مفارقة ؟ أليس الجهاز الاداري الذي تنعته الحكومة نفسها بالفساد هو المكلف بالتصدي لاستقرار اسعار السوق وماذا بعد ؟
كان النظام البائد بمبالغ زهيدة تقدمها اتفاقية النفط مقابل الغذاء والدواء والتي لاتتجاوز الثلاث مليارات دولار يغطي مفردات كثيرة للبطاقة التموينية تفتقدها الان هذه البطاقة , صحيح ان النوعية كانت لقسم منها ردئ ولكنها كانت تصل الى المواطن بشكل منتظم ومن تلك المليارات الثلاث كان يمول توريد الادوية ومستلزمات اخرى للتعليم والصحة اضافة الى ان جزء كبير منها كان يذهب الى جيوب رأس النظام وانصاره المقربين .
هذه المفارقة يتداولها الجماهير في الشارع وسؤال يقفز الى الذهن : هل هناك من يريد من خلال قرارات مثل هذه ان تترحم الجماهير على النظام البائد ؟
انها تذكرني بقصة , ان احدهم كان يسرق أكفان الموتى بعد دفنهم حيث ينبش القبور ليبيع الاكفان مرة اخرى , وعندما أزفت ساعة رحيله من هذه الحياة طلب من ابنه ان يفعل شيء ما ليترحم الناس عليه الذين يبغضونه لمعرفتهم بأفعاله , وما كان من الابن إلا ان وعد ابيه بأن ينفذ طلبه وبعد ان مات الاب بفترة بدأ الابن بممارسة أفعال أبيه مع إضافة بوضع وتد في مؤخرة الجثة فأخذ الناس يترحمون على الاب لانه لم يفعلها في حياته .
دعوة مفتوحة لإقامة مجلس عزاء للبطاقة التموينية الطيبة الذكر ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟