الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذهنية العربية الإسلامية تكره الأنثى المتمردة النشطة عقليا وعمليا، المرأة والسياسة وأشياء أخرى بمناسبة ترشح د.نوال السعداوي لرئاسة مصر

هويدا طه

2005 / 3 / 9
ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي


عندما تتصاعد أزمة مجتمع ٍ مثل المجتمع المصري- المأزوم أصلاً منذ بضع آلاف من السنين- فإن محاولة امرأة الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية المصرية المأزومة، هو لحظة فارقة.. تثير- ربما- شعوراً بالشجن، وتحتاج وقفةً خاصة، خصوصاً وأن ذلك يتزامن هذه الأيام مع أجواء اليوم العالمي للمرأة- الذي تحتفل به الأمم في الثامن من مارس كل عام، بالطبع لن تنجح الدكتورة نوال السعداوي في هذا المسعى، الجميع يعرف ذلك وهي أولهم، فلو افترضت أن انتخاباتٍ نزيهة تمت في مصر- بل حتى ولو كانت أكثر نزاهةً من انتخابات أعتى ديمقراطيات العالم- وأن جميع الناخبين المسجلين في مصر أدلوا بأصواتهم، بدون أي ضغط ٍ أو أي تزوير أو أي خطأ في مسار عملية الانتخاب وفرز الأصوات، بل وحتى لو افترضت أن كل ذلك تم.. ومعه فرصة كاملة للدكتورة السعداوي لشرح برنامجها الانتخابي، وبفرض أنه برنامج متكامل لا تشوبه شائبة، ويحقق كل احتياجات المصريين في هذه المرحلة، مع كل تلك الافتراضات المثالية، غير المتوقع حدوث معظمها بحالٍ من الأحوال: فإن الاحتمال الأكبر.. الذي يطغى إلى حد اعتباره(بديهياً): أن الدكتورة لن تنجح أبداًً!، لماذا؟!
وبغض النظر عن كون الدكتورة السعداوي تخطت السبعين من العمر، ولا يمكن استقبال خطوتها تلك في إطار(الطموح السياسي)، وبغض النظر عن مدى جدية استعدادها لتحمل مثل هكذا مسؤولية شرسة، وهي الطبيبة الأديبة، المتمردة دوماً طوال تاريخ كفاحها الطويل، ضد السلطة المتسلطة بكل أشكالها، فإن إقدامها على مثل هكذا خطوة هو رسالة من نوع ٍ ما، ترسلها هي.. ويستقبلها مجتمعٌ قد لا يعيرها اهتماما الآن، لكن هذه الرسالة سوف تختزن في(قنينة الوعي الجمعي)للشعب المصري، حتى تتلى في لحظةٍ ما.. قد تكون بعيدة جداً- زمنياً وثقافياً وحضارياً- عن لحظتنا الراهنة.
هي تلك الرسالة، ما يثير أشجان أنثى أخرى هنا، تنتمي لهذا المجتمع المأزوم، فمثل كل المصريات، ينوء كاهلي بعبءٍ.. يمكن تسميته(العبء السداسي)!، أنثى.. ذلك هو العبء الأول، أنثى عربية.. عبءٌ ثان ٍ، مصرية.. مصريتي بذاتها عبءٌ ثقيل، مسلمة.. عبءٌ رابع، أنثى عربية مصرية مسلمة وهي زوجة ثم أم.. هذه أعباء ستة ثقيلة.. تنوء بها حياة أقراني في مجتمع ٍ كهذا، ما زالت تحيا فيه وتحكمه(ثقافة البعير)!، وعوا بها أو لم يعوا، أعباءٌ.. تفصيل كل منها: لماذا هو عبء، وليس أمراً طبيعياً.. يحتاج شروحاً، ربما تذهب بي إلى السجن أو تؤدي إلى هدر دمي، أو تنتهي بنبذي إلى هامش مجتمع ٍ.. هو أصلا على هامش الزمن وحركته وتاريخه.
ما يثير الشجن في رسالة الدكتورة نوال إلى المجتمع المصري- بل العربي- هو السؤال السابق: لماذا أعتُبر(بديهيا)أن يعرض المواطن المصري عن اختيار رئيس أنثى للجمهورية؟! هل السبب سياسي؟ ثقافي؟ ديني؟ حضاري؟ تاريخي؟ اقتصادي اجتماعي؟ هل هو تلك الأسباب مجتمعة؟ هل لهذه الأسباب جذرٌ واحد؟ لماذا ينفر البعض- في أوساط رجعية وتقدمية على حدٍ سواء- بعالمنا العربي، من آراء الدكتورة نوال السعداوي ؟! رغم أنها قضت كل تلك السنوات الطويلة تكافح وتقاوم التخلف بشجاعة وتحدٍ قل نظيره، ولم تتبع طرق النفاق، الذي كان يمكن لها- لو اتبعته- في أكثر من محطة من محطات حياتها، أن تتحصل على أعلى المناصب وتجمع ثروة طائلة، وتحقق الكثير مما يمكن لنفاق السلطة أن يحققه للمنافق؟ بل ولماذا هذا النفور رغم أن لها العديد من المعجبين والمعجبات بشجاعتها، وتحديها لكلا الكارثتين العربيتين: السلطة المستبدة، والثقافة الاجتماعية المتخلفة؟! هل لأن هؤلاء المعجبين بها يكفون عن إعلان مؤازرتهم لها خوفا من التحفز ضدهم؟ وإذا كانت معايير المواطن البسيط في الحكم على شخصية نسائية عامة تتركز حول قياس المرأة بجمالها؟!(رغم أن الجمال نسبي، والبعض يرى في الدكتورة نوال جمالاً عميقاً أخاذاً!)، فكيف يكون ذلك شأن(المثقفاتية الكبار)؟! حتى أن أحد(عتاة العلمانية)المصريين قال ذات يوم في جلسةٍ خاصة:"المشكلة أنها مش حلوة"! ولا أدري مشكلة من؟ ربما تكون مشكلته هو!!
وفي محاولة شخصية وليست أكاديمية، على مدى تسع سنوات ماضية، حاولت استقراء أسباب هذا النفور من آراء نوال السعداوي، باستطلاع عينة خاصة بي، من المحيطين في العمل والأماكن العامة والزملاء والأصدقاء، ومتابعة آراء الناس فيها سواء منشورة أو مسموعة أو مرئية، عندما تسألهم، من جبابرة مثقفيهم إلى شديد بسطاءهم، عن سبب ردهم العفوي، الذي يطلقونه بدون تفكير في كلمة واحدة:"مبحبهاش"!، متسائلاً عن عدد كتبها التي قرأوها، وأي كتابٍ لها بالذات يكرهون طرحها فيه.. من العلماني المثقفاتي إلى الإخواني السلفي، أو الإخواني الحداثي أو من يقال عنهم أصحاب التدين المستنير أو المعتدل، أو المتطرف أياً كان اتجاه تطرفه، لا تجد معظمهم قرأ لها ولو حتى.. كتاباً واحداً! يكرهونها(بالسمع)، بما تغلغل في نفس العربي من إقبالٍ على(التواتر)والعنعنة! الإجابة غالباً:" يقال إنها مسترجلة.. يقال إنها سحاقية.. يقال إنها مستغربة.. كافرة.. ملحدة.."، إلى آخر تلك(اليُقالات)! ومثل هذه المواقف من الدكتورة نوال السعداوي.. تجد الموقف من معظم الناشطات العربيات في مختلف المجالات، وليس الآن فقط، بل إن الذهنية العربية ومنذ أصبح هناك أمة عربية- تختزن-(كراهية)مستحكمة للمرأة المتمردة على واقعها، المرأة النشطة عقليا وعمليا في كل مظاهر الحياة، بل وليس النفور من آراء الدكتورة نوال منتشراً بين الرجال فقط، بل بين معظم النساء العربيات أيضاً! وأسبابهن لا تقل تخلفاً عن نظرائهن الرجال، أسباب تتضمن احتقاراً خفياً لذواتهن، حاربته ومازالت- ياللمفارقة- الطبيبة الأديبة المتمردة والناشطة المكروهة! فهي.. نوال السعداوي.. من تصدت لظاهرة(ختان البنات)في مصر بصبر ومثابرة تحسد عليهما، حتى نجح كفاحها.. باستصدار قرار وزير الصحة بمنع هذه الظاهرة القميئة رسمياً(وإن ظل قطاعٌ كبير من مجتمعنا المتخلف يجريها في الخفاء، فكل رجلٍ يختن ابنته واهماً أن ذلك سيمنع متعة الآخرين بها! بغض النظر عن حقها هي في المتعة، بينما يريد هو لنفسه امرأةً- ساخنة- لم يختنها أبوها سابقاً، شاكياً من برود النسوان!!)وكان كفاحها في وقتٍ.. استمر فيه المثقفاتية يقللون من أهمية معركتها، قائلين بأن(تحرير فلسطين)قضية أهم! فلا حرروا فلسطين ولا كفوا الاحتلال عن غيرها ولا حرروا حتى أنفسهم!
رسالة الدكتورة نوال للمجتمع المصري، بترشحها لرئاسة مصر، ربما نستقبل من خلالها رسالة أخرى، إلى جانب الدعوة لتعميم الديمقراطية، رسالة قد يكون مضمونها قولاً للمواطن: فلتمحو من وعيك الظاهر والباطن- ولو بعد حين- هذا التحقير للأنثى، الذي يتجلى في كل نشاطٍ للحياة، وكل نشاطٍ يعرض لثقافة المجتمع، السينما.. التليفزيون.. الأدب.. الأمثال الشعبية.. العادات والتقاليد.. التربية.. الدين.. السياسة.. إلى آخر مظاهر وأنشطة الحياة الاجتماعية ومؤسساتها، فلو تأملت ما كرسته السينما المصرية على مدى قرن ٍ من الزمن، في(لاشعور)الإنسان العربي فيما يختص بالمرأة، لوجدت منظومة ثقافية متكاملة تكرس الاستهانة بالأنثى وتحقيرها، وحتى عندما تعترف لها بقدرتها على التفكير، فإنها تطرحها فقط من باب(كيدهن عظيم)! منذ مقولة يوسف وهبي الشهيرة(شرف البنت زي عود الكبريت.. ميولعش إلا مرة واحدة)المعبر عن هذا التعبد في محراب البكارة، حتى أن أي فيلم أو أي قصة أو رواية مصرية.. لا تعتبر واقعية إلا إذا انتهت بموت من تفقد بكارتها بصورة غير شرعية، ولا زلت أذكر تعليق أمي عندما شاهدنا فيلم(البوسطجي)، وكنت حينها مراهقة لا أعرف إلا الخوف من فقدان(شيءٍ ما يختبئ بين فخذي ولا أراه)، وفي الفيلم أحبت الفتاة شاباً، وفقدت معه في لحظة عاطفة متأججة هذه القطعة الجلدية السخيفة، فقالت أمي وهي تخبط على ركبتيها(أستر على ولايانا يارب)! المرأة(شيء)للمتعة منذ بدء السينما والتليفزيون المصريّين وحتى إماء الحاج متولي! مرورا بالسخرية من المرأة المحامية في فيلم(الأستاذة فاطمة)، والمرأة المديرة في فيلم(مراتي مدير عام)أو ذلك الفيلم الذي لا أذكر اسمه، لكنني أذكر جيداً المشهد الأخير فيه، وقد تجلت فيه تلك العدائية الغريبة تجاه المرأة الناجحة في عملها، الخارجة عن(الاتكال)على زوجها، فقد تعرض الفيلم لحياة زوجين، أقعد الرجل ولم يجد عملاً بديلاً، بينما زوجته يزداد نجاحها في العمل نجاحاً على نجاح، وطوال الفيلم كان هناك تحريض على تلك المرأة.. حتى انتهى بمشهدٍ، ربما يلخص ثقافة مجتمع بأكمله، حيث أراد الرجل وهو العاطل عن العمل أن يستعيد(قوامته)على زوجته، فألقى بسيجارته على الأرض، وبدا من سياق الفيلم أنها مخيرة بين أن تخضع وتنحني لتعيدها إليه.. أو(يتركها)عقابا لها على نجاحها دونه، وبالطبع يصفق الحاضرون عندما تنحني الزوجة وتقبل بقوامة هذا العاطل التافه، والحق أن أجمل ما أبدعه عماد حمدي في هذا الفيلم كان فهمه لدوره، إلى درجة أنه صنع بحرفية عالية.. تلك النظرة المنتصرة في عينيه، التي انتهى بها الفيلم! المرأة(شيء)للمتعة والإنجاب، رعاية الأطفال واجب المرأة وحدها(وهذه بالذات تعتبرها- ثقافة البعير- المتجذرة فينا.. شيئا بديهياً)، المطبخ وغسيل ملابس الزوج هي أولوية فوق نجاح المرأة في الدراسة أو البحث أو العمل، وفي التليفزيون المصري هناك مسابقة تجرى سنويا لما يسمى(الأم المثالية)، من يتابعها عاما بعد عام، يدرك كم هو إنكار المرأة لذاتها أمر مثالي في مجتمع هذه هي ثقافته، لا تفوز بتلك الجائزة النكراء إلا نساء قهرن أنفسهن لصالح أبناءهن وأزواجهن، وكلما أمعنت المرأة المرشحة في إظهار كم(تفانت)كلما زادت فرصتها في الفوز بجائزة صنعت من أجل امرأة.. يريدها مجتمع يتركز شرفه بين أفخاذ النسوان!! مجتمع أمثاله الشعبية المتداولة تعبر عن ثقافة تحتقر الأنثى، حتى أن الفلاحة المصرية عندما تنجب ذكراً تقول(لما جبت ولد.. انشد حيلي وانصلب، ولما جبت بنية.. اسودت الدنيا في عينيّ)!
وكأن المرأة المصرية لا يكفها حصار محكم، من الأمثال الشعبية والعادات والتقاليد المتهالكة الخارجة عن سياق حركة التاريخ، ولا يكفها ما تمرره السينما والتليفزيون والأدب، حتى نشط فيها تيار ماضوي منذ نحو ثلاثة عقود، يتدثر بالدين ليزيد في تحقيرها، متشدقا بالقول إن الدين يعطي للمرأة حقوقها، فهو يعطها حقوقها عندما يأمرها أن(تستأذن)من زوجها كلما خرجت من البيت، سواء إلى صيدلية قريبة، أو سفراً للتعلم أو العمل!، يعطها حقوقها عندما يكرس(ضربها)- ياللمهانة- متعللا بآية قرآنية، ربما فسروها لصالح هذا الاتجاه المهين، يعطها حقوقها عندما يفرض عليها.. أن تجرجر أذيال خيمة سوداء تغطي كيانها كله، وليس فقط شعرها وجسدها، يعطها حقوقها عندما يكبلها بذلك(المحرم)! الذي يبتزها كلما أرادت أن تكسر تلك القيود القادمة إليها على ظهر بعير من الماضي السحيق.
رسالة الدكتورة نوال إلى المجتمع المصري، بترشحها لرئاسة مصر، تربط بين الديمقراطية من جهة.. وخروج المرأة من شرنقة فرضت عليها وقبلت بها من جهةٍ أخرى، كيف يكون المجتمع ديمقراطيا ونصفه يحتقر نفسه ويحتقره نصفه الآخر؟! رسالة السعداوي للمرأة نفسها: لماذا ترضى لنفسها أن تكون دائما في الصف الثاني؟ لماذا لا تحارب هذه(الدونية)المتأصلة في وعيها الباطن والظاهر؟ سواء فرضت عليها أو قبلتها بحكم العادة، فعلى مدى قرون من الزمن، ظل القائمون على صياغة القوانين والثقافة(يضبطون)حركة المرأة، لتظل دائما(شيئا يمكن استخدامه بسهولة)! وبمرور الزمن تولد الأنثى في ظل هذه الثقافة فتعتبرها عادية، إلا من تمردن! والتمرد في ظل مثل هكذا ثقافة له عواقبه ويستحق العقاب، فالمتمردات في الأدب تصادر كتبهن، والمتمردات فنيا تصادر أفلامهن، والمتمردات في مختلف المجالات يحاربن، أو يتعرضن للتعتيم الإعلامي المتعمد لما يطرحون من أفكار ٍ جديدة، كم من روايات الدكتورة نوال صادره الأزهر؟ الذي يتدخل فيما نقرأ ونكتب ونلبس ونأكل وكأنه(مؤسسة الله المصرية)! وكم من المصريين شاهد الدكتورة نوال على شاشة التليفزيون المصري.. تدافع عن أفكارها أو تطرح رؤيتها لتغيير الثقافة المتهالكة ؟ وكم من الأفلام السينمائية التي تناقش، أو حتى تحاول أن تدور حول مشاكلنا الثقافية المزمنة، المتعلقة بالمرأةو(أنوثتها)، صادرها الرقيب الذي يرجع للأزهر، وبجرة قلم يلغي المشايخ وأصحاب العمائم فنونا، لا يعرفون عنها فيما يدرسون إلا كما يعرفون عن هندسة مركبات الفضاء! وكم من متمردات على الواقع المزري تحولن إلى نماذج للسخرية في المجتمع ووسائل إعلامه، أو تعرضن للتهديد بالقتل أو رفعت ضدهن دعاوى قضائية؟ ومن أبرزهن الدكتورة نوال وغيرها.
ما تثيره رسالة السعداوي بترشحها لرئاسة مصر.. من شجن، ينتهي إلى أن: التمرد ضرورة للتغيير، التمرد هو آلية الخروج على ثقافة القطيع، تمرد الرجال أو تمرد النساء، التمرد صنع لأمم ٍ أخرى طوق النجاة من ثقافة الكهانة والسحر، ومجتمعنا بحاجة إلى متمردين من الرجال والنساء، والنساء خاصة، للخروج على(ثقافة البعير)والانتقال إلى حداثة تسبقنا إليها الأمم.. ومازلنا(نكابر)ونظن أن المرأة عندنا تتمتع بوضع ٍ أفضل من غيرها.
التمرد في السياسة والتمرد في الأدب والتمرد في العلم والتمرد في فنون الحياة والتمرد على معايير السلوك، وإذا كانت الذهنية العربية الإسلامية(تقمع)المرأة وتكره تمردها، وتسخر من المرأة النشطة عقليا وعمليا، وإذا كانت(تشييء)المرأة أي تجعلها(شيئا من الأشياء)، فإن العالم يتغير، ولم تعد تلك الثقافة العربية الإسلامية هي المصدر الوحيد لتكوين وعي المرأة، صارت هناك مصادر أخرى للمعرفة والمقارنة وإعادة النظر، وإذا كانت رسالة الدكتورة نوال تثير(الشجن)لدى جيلنا الوسيط بينها وبين الشباب، خاصة تلك الأجيال الجديدة من الفتيات، اللاتي يشهدن لأول مرة في التاريخ المصري المعاصر.. واحدة من جنسهن تتمرد على ثقافة متخلفة، تتمرد على معايير متخلفة(لضبط)المرأة، تتمرد أدبيا، حتى لو صادرت مؤسسات الكهنة إنتاجها، وتتمرد اجتماعيا، حتى لو عُتم عليها إعلاميا، وتتمرد سياسيا حتى ولو أسقطها الناخبون، فإن رسالتها لهن.. وهن الفتيات الصغيرات.. وهي التي تخطت السبعين، تقول لهن: تمردن على أوضاعكن المزرية.. تمردن على إنكار المجتمع لكُن.. دينيا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا، ففي مجتمع يموت تحت حوافر ثقافة البعير.. يكون التمرد..... هو الحياة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف غاراته على مدينة رفح


.. مظاهرات في القدس وتل أبيب وحيفا عقب إعلان حركة حماس الموافقة




.. مراسل الجزيرة: شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على منازل لعدد


.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟




.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة