الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المنتدى الاجتماعي العالمي ساحة صراع محتدم
محسن ابو رمضان
2012 / 11 / 12ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
المنتدى الاجتماعي العالمي هذه المرة سيكون بطابع متميز ومختلف لأنه سيعقد تحت شعار " فلسطين حرة " وذلك بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الموافق 29/11.
فبالوقت الذي يبرز منظمي المنتدى مبادئ وقيم وشعارات رافضة لمنهجية الليبرالية الجديدة ولآليات السوق على حساب دور الدولة بالحماية والرعاية الاجتماعية ومن اجل حق الشعوب في تقرير المصير ومقاومة الاستعمار العسكري، ومن اجل مبادئ الحرية والمساواة وحقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الرشيد وباتجاه بيئة نظيفة وتنمية مستدامة تحارب الفقر وتصون حقوق ومصالح الفقراء تحت الشعار الجمعي للمنتدى المجسد " بعالم أفضل ممكن ".
فإن المنتدى هذه المرة يتميز بانتصاره لعدالة القضية الوطنية لشعبنا في مواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان والتمييز العنصري، حيث هناك عدة محاور لهذا المنتدى منها حق العودة وتقرير المصير ، مبادئ حقوق الإنسان وملاحقة مجرمي الحرب، مقاومة الجدار والتمييز العنصري، المقاومة الشعبية وحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الاحتلال " B-D-S".
ولأن المنتدى عنوانه " فلسطين حرة " ولانه سيشارك به وفود من قوى المجتمع المدني المختلفة ومن بلدان العالم قاطبة منظمات أهلية ،حركات اجتماعية ، اتحادات نقابية ،ولأنه تجمع دولي شعبي أممي مناهض للاستعمار والاحتلال والعنصرية، فقد انبرت المجموعات الصهيونية بالبرازيل للضغط على الحكومة البرازيلية من اجل ثنيها عن الاستمرار في تأييدها لحقوق شعبنا ودفعها لعدم احتضان ورعاية المنتدى ،تحت مبررات وحجج مختلفة ، منها ان اللغة المستخدمة هي متطرفة ، ومنها ان المنتدى لا يحض على السلام بل يدعو إلى العنف والتعصب ، ومنها ان شعارات واهداف المنتدى لا تقرب من لغة التعايش والتفاهم المشترك .
الغريب أن المجموعات الصهيونية مصرة على محاولة إعادة ترويج البضاعة القديمة عن رغبتها بالتعايش والسلام في محاولة للاستمرار في تضليل الرأي العام الذي أخذ يدرك ان الاحتلال سد من فرص السلام عبر منعه لفرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال الإمعان في الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وإقامة منظومة من المعازل والكنتونات وحصار قطاع غزة ، ومن خلال اللاءات التي تخطى بإجماع صهيوني كبير والمحددة بلا للانسحاب من حدود الرابع من حزيران عام 67 ، ولا للانسحاب من مدينة القدس ، لا لعودة اللاجئين ، ولا لتفكيك المستوطنات .
إن السياسة العدوانية الاحتلالية تؤكد يومياً طبيعة المشروع الصهيوني بما انه مشروع استعماري كولونيالي توسعي ، لا يؤمن بمفردات التعايش والسلام بل يقوم ويتغذى على الكراهية والعنف وقمع واحتلال شعبا آخر، بهدف تنفيذ هذا المشروع الذي يخدم مصالح الرأسمالية اليهودية المدعومة من قوى الرأسمال العالمي ، وبهدف إقامة إسرائيل الكبرى بالمنطقة ليس على حساب الشعب الفلسطيني فقط بل على حساب الشعوب والموارد والثروات العربية ايضاً .
وتتزامن حملة المجموعات الصهيونية بالبرازيل بهدف إفشال او إعاقة عقد المنتدى الاجتماعي العالمي ، مع نشاط محموم تقوم به تشكيلات ومجموعات صهيونية مختلفة بهدف تفعيل أنشطة التطبيع من جديد بالأراضي الفلسطينية فبعد اللقاءات التي تمت بين رجال أعمال فلسطينيين وإسرائيليين، تحاول بعض المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية عقد مؤتمر يضم بعض من المنظمات غير الحكومية الفلسطينية وهي أي هذا البعض من المنظمات القليلة المعزولة عن العمل الأهلي والتي تفتقد للمصداقية في مدينة أريحا تحت شعار " ملتقى مؤسسات السلام " تلك الأنشطة والفاعليات التي تلقى رفضاً وتنديداً من قوى المجتمع الحية السياسية والمدنية ، علماً بأن أهداف هذه الأنشطة التطبيعية واضحة من حيث محاولة إنقاذ الانسداد في المسار السياسي والإيحاء بأن هناك تقارب شعبي باتجاه التعايش والسلام .
ربما تتقدم الحركة الصهيونية في مجال القدرة على التأثير على الحكومات في بلدان أوروبا والولايات المتحدة بتفاوت نسبي بين حكومة وأخرى ، ولكنها عندما أدركت ضعفها وتراجعها في مجال ميدان التضامن الشعبي تحاول الآن الدخول في ساحة صراع محتدم مع قوى المجتمع المدني الفلسطيني بهدف اقناع قوى التضامن الشعبي الدولي بأهمية التراجع عن دعم وتأييد حقوق شعبنا عبر استخدام مفردات كالتعايش والسلام ، وهي مفردات تطبيعية تخدم المحتل والمعتدي على حساب صاحب الحق الاصيل ، الذي يطالب باسترداد وطنه وأرضه.
إن انجاح المنتدى الاجتماعي العالمي عبر منع تأثيرات وضغوطات المجموعات الصهيونية بات ضرورة ملحة من خلال بذل المزيد من الجهد لعقد هذا المنتدى الذي يشكل مجرد عقده انتصاراً لفلسطين لأنه سيعقد تحت شعار " فلسطين حرة " ولأن عقده سيشكل أداة هامة باتجاه استنهاض أوسع حملة تضامن شعبي ودولي مع شعبنا كأحد وسائل النضال التي من خلالها يمكن تفعيل حملة المقاطعة BDS وزيادة منسوب القدرة على عزل اسرائيل كدولة احتلال استيطاني وتمييز عنصري، كما يشكل عقده رداً هاماً على المحاولات التي تقوم بها المجموعات الصهيونية في مواجهة نضال الشعب الفلسطيني .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن عفوًا عن نجله هانتر الآن
.. قوات من الحشد الشعبي العراقي تدخل سوريا للمشاركة في المعارك.
.. هيئة البث الإسرائيلية: النقطة المتعلقة بإنهاء الحرب لا تزال
.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تتناول فرص عقد صفقة لتبادل المحتجز
.. مسلحون يسقطون تمثال باسل الأسد في حلب