الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق القوة لا يهزم قوة الحق

تميم منصور

2012 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ان تبلور ورسم خطوط الخارطة الحزبية والسياسية في البلاد استعدادأ لانتخابات الكنيست القادمه لا يبشر بالخير ، لأن غالبية الأحزاب التي تدور في سماء الأجواء السياسية القديمة منها والجديدة تشبه " الطوز " كما يسمونه عربان الخليج .
هذا " الطوز " عبارة عن حوامات وأعمدة من الرياح المتحركة ، لا تطرح في النهاية سوى كميات هائلة من الغبار الذي يسد الأنفاس ويحجب النور والرؤيا ، هذا هو حال الأحزاب الصهيونية بكل أطيافها ومركباتها والشرائح والأشخاص الذين تسلقوها ، جميعها لا تطرح سوى المزيد من وابل العنصرية والتشدد والإصرار على اللهث وراء رؤوس اليمين بشتى الوانه ، سواء كانوا من الحرديم أو من اليمين الفاشي العلماني .
القاسم المشترك بينها أنها لا تؤمن بأن حق القوة لا يهزم قوة الحق، كما أنها ترفض السلام العادل مع الفلسطينيين وتدعم الاحتلال والاستيطان ،وهي جزء من الإجماع السياسي الإسرائيلي الذي يؤمن بوجوب شد براغي العنصرية حول معاصم ورقاب عرب الداخل ، كي يزداد استثناءهم وتهميشهم ومنعهم من حقهم بالمشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات الحاسمة والإستراتيجية التي تصدرها الجهات المسؤولة في الدولة .
ان جميع قادة هذه الأحزاب يديرون طواحين معاركهم الإنتخابيه بالدم الفلسطيني ، أحزاب لا تؤمن إلا بمبدأ القوة ، ظاهرها مدني سياسي يتوشح بالديمقراطية وباطنها عسكري ، تدعم جيشاً إنفلاتياً من الجنود والمستوطنين ، تستخدمه سيفاً لبسط فكرها ، جيش يقتل ولا يقاتل ، يكره الفجر والزيتون والليمون وأحلام أطفال الفلسطينيين ، يمقت المآذن والحقول ، جيش مذعور من أصوات آذان الفجر ومذعور أكثر من أصوات أجراس الكنائس .
هذا هو الجوهر الحقيقي الأحزاب الصهيونية في إسرائيل ، الخلف أسوأ من السلف ،الأيديولوجية الصهيونية التي قامت على هدر حقوق الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه وحريته تنتقل من جيل إلى جيل ، ها هم كلا اليئيرين يئير ابن إسحاق شامير الإرهابي المعروف ويئير بن طومي لبيد يحملان ذات الرسالة ، دخلا عالم السياسة وهما ينضحان بالعنصرية ومعاداة السلام المبني على العدل .
لم يشبع تطرف حزب الليكود غرائز يئير ابن إسحاق شامير ، فانضوى تحت لواء حزباً لا حدود لعنصريته وتطرفه وفاشيته ، اختار حزب ليبرمان المعروف بعدائه للإنسانية، كما زاد من تشويه وجه إسرائيل العدواني في الخارج والداخل . أما لبيد الابن فقد أطلق شرارته الأولى في معركة الانتخابات من مستوطنه أريئيل وأمام جمع من المستوطنين ،هكذا كان يفعل البيض في جنوب أفريقيا في عهد حكومة الابرتهايد .
لقد قال هذا العنصري وهو في أوج حماسه في كلمته أمام المستوطنين، انتم الجسر الذي يربط بين الماضي اليهودي والحاضر الصهيوني . اقسم أمامهم بأن إسرائيل لم ولن تعترف بحق العودة للفلسطينيين ، ولم تفرط بشبر واحد من تراب القدس العربية وتراب المستوطنات .
أما بقية الأحزاب الصهيونية فأنها مستمرة في طريقها ورسالتها المبنية على زرع الألغام في طريق السلام وتصر على يهودية الدولة دون أي اعتبار أو تقدير لمشاعر خمس سكانها العرب ، التحالف أو الزواج الدنس غير الشرعي بين الليكود وحزب ليبرمان يعكس وجه إسرائيل الأسود ، ويؤكد بأنها عبارة عن جيش أقيم له دولة وأحزاب لأن لغة القوة ولغة القتل هي لغة التخاطب الوحيدة التي تتحدث بها هذه الأحزاب .
أما حزب العمل فقد خدع المواطنين العرب في الداخل ، وخدع القيادة الفلسطينية بما فيه الكفاية ، لم تجد زعيمته شيلي حيموفتش أفضل من مصل الانحراف نحو اليمين أكثر لحقن ما تبقى من حزبها ، لعلها تعيد الحياة له بعد أن كان يحتضر . في الاجتماع الأخير الذي عقده هذا الحزب لم يجرؤ المتحدثين بإسمه على ذكر كلمة يسار واعتبر نفسه في المركز . وقد أكدت التطورات السياسية أن أحزاب المركز ما هي إلا ليكود ( ب )، أما الأحزاب العربية فلها همومها ، جميعها تتنافس لكسب اكبر عدد من أصوات الناخبين العرب ، نأمل أن يكون هذا التنافس حضارياً وموضوعياً ، لكن المواطن العربي يعرف كيف يفرق بين الزبد الذي تخلى عن صف المقاومة وخدع الجماهير بصولاته وجولاته وبين ما ينفع الناس ويمكث في النفوس والضمائر، تعرف هوية الرموز الوطنية التي وقفت ضد الإرهاب وضد الطغيان السلفي والمد العروبي .

من بين التحديات التي من شأنها خلق الصعوبات أمام الأحزاب العربية هي تدني نسبة الناخبين العرب ، أما المشكلة الثانية فهي الصهاينة العرب فهم أكثر خطراً على أحزابنا وقضايانا من الصهاينة اليهود .
مع بداية تحرك عجلات معركة الانتخابات ، يظهر من جديد العديد من المجتهدين ويبدأون باستعراض مواقفهم بأسلوب المهدد المتوعد .
إذا لم تقام قائمة مشتركة تجمع كافة الأحزاب العربية يجب على الجماهير مقاطعة الانتخابات ، هذا موقف مرفوض لا يمكن قبوله ، لأنه تهديد وليس طرحأ من حق الآخرين قبوله أو رفضه .
أن مصلحة الجماهير العربية تقضي بممارستهم حق الانتخاب ودعم الأحزاب العربية، لكن اطر القوى السياسية لابد إلا أن تكون متباينة في أسس قواعدها وفي فكرها وهذا شيئاً بديهياً .
هناك اجتهادات واقلام تبقى في سبات ولا تستيقظ الا في مواسم الانتخابات كما يستيقظ البصيل في فصل الخريف ، ان الكتير من اقلام هذا البصيل الإعلامي تتحول إلى كرابيح لجلد الأحزاب العربية وقياداتها، أحد أصحاب هذه الأقلام كان كالفزاعة في توجيهه ، زرع الرعب بوعده ووعيده ، وان الطوفان لا بد قادم إذا لم تتحد الأحزاب العربية في قائمه واحده ، دون أن يضع البدائل فيما لو بقي الأمر كما هو عليه اليوم .
إن جميع الأحزاب العربية متفقه من الناحية المبدأية على إقامة قائمه مشتركه ، لكن عند المحك يحاول كل حزب إن يرفع من قيمة مهر مطالبه لضمان مواقع مضمونه لإعضائه داخل القائمة المشتركة ،هذا السيناريو يتكرر كل سنة ، خاصة من قبل الحركات والأحزاب المهددة بعدم اجتياز نسبة الحسم ، واخص بالذكر التجمع والحزب العربي والعربية للتغيير .
نعترف أن إقامة قائمة مشتركة ينقذ هذه الأحزاب من الاختفاء كما يمنع إضاعة الآف الأصوات ، في نفس الوقت فإن إقامة قائمة مشتركه يقلل من روح التنافس بين هذه الأحزاب ، كما يضعف الحوافز لدى الكثير من الناخبين في ظل غياب روح التنافس بين الأحزاب ، كما يحول المدن والقرى العربية إلى سوق رائجة مريحة أمام الأحزاب الصهيونية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا