الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أي عالم آخر .... نبحث ...؟

علي الأسدي

2012 / 11 / 12
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


لا ينبغي الذهاب بعيدا خارج الكون للبحث عن العالم الآخر ، فهو هنا حولنا وفينا ، هو في أخلاقنا ومشاعر بعضنا تجاه الآخرين ، هو نظرتنا ومدى احترامنا لمحيطنا ، هو الغلاف الجوي الذي نتنفسه ، والأرض التي نقيم عليها بيوتنا وجامعات ومستشفيات ومدارس ورياض وملاعب اطفالنا ، انه الطبيعة الجميلة بكائناتها بغاباتها وبحارها وأنهارها. عالمنا هذا الذي لا يبدو رائع الجمال يفرض علينا نحن سكانه الحفاظ عليه من مثيري الفتن والحروب ، ونشر السلام والتعايش بين سكانه وجعله أكثر أمنا وسلاما وبذلك نجعل منه عالما أجمل وأجمل، بل أكثر جمالا. لكننا لا نستطيع فعل ذلك كأفراد ، نعم باستطاعة الأفراد الحفاظ على سلامتهم من الأمراض والأوبئة ، وصيانة حديقة البيت أو المزرعة ، وضمان نظافة الزقاق حيث نسكن. وهناك الكثير من الأنشطة الأخرى المفيدة يستطيع الأفراد القيام بها لتحسين حياتنا كل في محيطه أو بالتعاون مع الآخرين في الحي أو القرية أو في المدينة.
لكننا كأفراد يتعذر علينا الزام الشركات بعدم اطلاق نفايات نشاطاتها الاقتصادية في الانهر والبحيرات والبحار والفضاء ، أو الاستخدام الجائر للغابات والمياه العذبة والأراضي الزراعية ، او أنشطة الصيد الجائر الذي يهدد الأحياء البحرية بالانقراض ، أو النشاط الذي يلحق الضرر بالحياة البرية والغلاف الجوي. لايمكننا كأفراد منع شركات صناعة السلاح من انتاج اسلحة كيماوية أو نووية أو هايدروجينة مدمرة للانسان والبيئة حاضرا ومستقبلا دون قوانين صارمة وواضحة وأنظمة واجراءات رقابية رادعة مدعومة من قبل الدول في مختلف أنحاء العالم. لا يمكننا كأفراد منع استخدام تلك الأسلحة التي نعرف أنها ضد الحياة على كوكبنا وليس فقط ضد الانسان.
لكن وكما أثبتت الحياة ان الدولة أي دولة اذا ما واجهت حركة شعبية واسعة تطالبها باجراء ما ، او بمعارضتها لسياسة ما فان تلك الحكومات حتى الديكتاتورية منها تستجيب للضغط الجماهيري وان ليس دائما. ولذلك فان الحركات الجماهيرية تبقى عاملا هاما ضاغطا لاجبار حكومات الدول المعنية على تنفيذ مطالب الجماهير باصدار اصدار الأنظمة والقوانين الضرورية التي تستجيب لمطالبها حفاظا على العالم الذي يحتظننا. لكن يبقى التزام الجهات المعنية باحترام القوانين وتنفيذها غير مضمون النتائج من دون رقابة جماهيرية دائمة. فالرقابة الجماهيرية تثبت جدواها في مراقبة ومحاسبة مخالفي القوانين من موظفي الدولة أو من بيننا. ففي مجال حماية حقوق الانسان ، وحماية البيئة ، وخفض حرارة الغلاف الجوي وغيرها تحقق منظماتها نجاحات مهمة لكن ليست حاسمة ، ما يطرح حاجة الى انخراط اعدادا كبيرة في تلك الحركات والمنظمات التطوعية لتشكيل الضغوط على الحكومات لتحسين سجلها في مجالات حقوق الانسان والطفل والمرأة والبيئة ومنع الحروب العدوانية وعقوبة الاعدام والتعذيب في السجون وعمل الأطفال وزواج القاصرات وجرائم الشرف ، والتعصب الديني والعنصري وحقوق الأقليات وحرية التعبير ، وحماية الآثار والتراث وغيرها كثير. النجاح النسبي في ذلك هو انتصار للانسان في كل مكان. وما ينبغي علينا فعله هو دعم هذه الأنشطة ماليا ومدها بالمتطوعين الذين يساهمون في أنشطتها. فهذا هو الطريق الصحيح والسليم لتحسين الحياة في عالمنا الراهن ، وبفضل النضال الجماعي الذي ينخرط فيه أكبر عدد ممكن من الناس الواعين يمكن تحويل المستحيل الى ممكن ، وبذلك فقط يمكن تغيير واقعنا المحبط الى واقع آخر لكنه جديد وجميل.
علي الأسدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم


.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير




.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك


.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف




.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون