الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنة إنسان حقيقي أسمة: مفيد الجزائري

جاسم محمد كاظم

2012 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعجب ضيفنا وانتابته كلمات الاستغراب وهو يدير رأسه في غرفة الضيوف يشاهد صورا لم يراها أبدا في حياته حسبها في أول الأمر أجداد العائلة.
وكسر له شرح بسيط تساير مع وعيه العشائري تنافذ في أعماقه ليعيد إلى الواقع قصصا وحكايات ترتجع بطريقة الانعكاس التي شرحها "بافلوف" تسترجع لهذا الضيف ذكرياته وهو يتفاخر ببعض أقاربه من العشيرة بأنهم ساروا بنفس الدرب الذي خطى علية أصحاب الصور المعلقة .
أخذتنا الدهشة في بداية الأمر هل ما يقوله هذا الضيف حقيقي في واقعة أم هو خيال العراقي المضطرب الناسج والملفق لقصص الخيال.
ولم يمنعه تناول الطعام عن السير إلى نهايته مع حكاياته التي أخذت منحنا آخر تشهد بالامتنان لشخص لم تتواجد صورته مع الثوار قال عنة بالحرف الواحد:
" الشهادة لله أن هذا الشخص هو صاحب الفضل لأنة ضمن لي وظيفة في وزارة الثقافة بعد أن طردني الكل ولولاة لماتت عائلتي من الجوع "
حتى وصلت الحكاية إلى منعطف آخر بالانتساب إلى احد مخضرمي النضال الشيوعي ممن وطأت أقدامهم أرضيات السجون القذرة وزاروا منافي الغربة بدئا بالعمارة إلى ديالى حتى سجن الكوت .
وبدئا نسأله على طريقة محققي إلC.I.A وإفراد إل F.B.I كما في أفلام هوليود الممولة بنفقة الدفاع والأمن القومي لنزيح الالتباس والشكوك التي بدأت تراود نفوسنا عن شخصية هذا الرجل الغارق في الدين والصلاة وهل ما يقوله هو الحقيقة أم العاطفة ومسايرة حديث اللحظة .
لان الشخص العراقي يعيش بشخصية مضطربة ويرتاد البار والجامع بنفس الوقت يستطيع التلون في كل الأماكن لم يتحدد وجودة الاجتماعي ليخلق له وعيا طبقيا بعد.
وبطريقة الغباء هذه جلب على نفسه بلاء المتسلطين حتى بالعيش بنعيم الديمقراطية لان شخصيته الداخلية يحددها المجتمع الهزيل ولأن هويته الممزقة متشتتة في قطيع المجتمع فهو لا يريد الخروج من قوقعة المجتمع ويتمسك به وبنفس الوقت يكره ويشتم هذا المجتمع القابض على أنفاسه .
فيكون هذا الإنسان تقيا مع فقهائه عربيدا في ساعات انفراده يعيش حيوانيته البهيمية وهو يعي ذلك لكنة بنفس الوقت لا يستطيع التعبير عن راية بحرية وان كان يرى بنفس الوقت صورة اللص والفقيه سيان لكنة لا يتجرأ بالنطق والبوح عن ذلك .
نجح ضيفنا في كل الاختبار وعاد تصنيف الأسماء إلى جداولها ورتب الأيام كما في زمنها بنتيجة تقول أنة لا يكذب بالانتساب لذلك المناضل العتيد الذي كانت وصيته الأخيرة للسائرين في النعش هي المرور من أمام مقر الحزب لأداء التحية والسلام علية حتى بعد توقف نبض الحياة والأجهزة الحيوية .
وفي المأتم الذي جاور ساحة الفردوس توقفت الحكاية بمطافها الأخير لتصل عاطفة هذا الشخص إلى ذروتها ليسهب في مديح ممن اعتنقوا فكرة نؤمن بها وكيف أنهم يختلفون عن كل ما شاهدهم من جنس البشر وعاد يسأل نفسه ويجيبها بسؤال محير :
"كيف لا ينتخب العراقيون هؤلاء الناس بطيبتهم "؟
لأنة رأى منهم شيئا يصعب تصديقه في ذلك المأتم الذي نصبة أنجال الفقيد وكيف وصل صاحب الفضل علية بسيارة أجرة صفراء اللون أنزلته أمام المأتم بزي لا يصدقه أبدا ممن لا يعرف أن هذا الشخص كان وزيرا سابق في تلك الحكومة التي يفوق رواتب درجاتها الخاصة البسيطة راتب ساكن البيت الأبيض وصاحب القرار الأول لكل حاملات الطائرات ببدء الإذن برشق الصواريخ العابرة الموجهة والذكية ويملك وزرائها أساطيل من السيارات وأفواجا من الحمايات الخاصة لقطع كل شوارع العاصمة .
وزاد من تعجبه هندام هذا الوزير البسيط للغاية وطريقة جلوسه وسلامة على المعزين حتى مغادرته لمأتم رفيقة في النضال باستئجار سيارة أجرة أخرى.
ضحكنا كثيرا ونحن نودعه واجبنا على سؤاله المحير بجواب ربما زاد من تعجبه بكلمة قد لا يفهمها أبدا ولن يستطيع أن يفك إسرارها بان هذا الرجل والوزير السابق للثقافة في جوهرة ( إنسان حقيقي) ربما لا يختلف عمن سبقوه من أصحاب الصور التي تتشرف الجدران وتتزين بحملها لهم في غرفة الضيوف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 67,1 بالمئة.. تقديرات نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخ


.. الفرنسيون يختارون: -برلمان معلق- أو تعايش صعب بين الرئاسة وا




.. حزب الله يرد على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه بعشرات الصواريخ


.. ما أهمية خطاب أبو عبيدة للفلسطينيين قبل جولة جديدة من مفاوضا




.. شبكات | لماذا حظرت برلين المثلث الأحمر المقلوب؟