الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معرض ليلة الأروقة في الطبعة السابعة2012 : 10 ملاحظات لوزارة الثقافة المغربية لمنح المحطات القادمة فرصة للتأكيد على الفعل الثقافي للتشكيل

محمد ربيعة

2012 / 11 / 13
الادب والفن


يوم 2 نوفمبر 2012، الذي صادف هذه السنة نهاية يوم الجمعة ، ودخول يوم السبت ، امسية متطابقة ونهاية الاسبوع ، وبداية يومي الاستراحة بالنسبة للموظفين ، ولمستخدمي المؤسسات شبه العمومية ، والقطاع البنكي ..وعلى تمام الساعة 18.00 مساء ، يشرع كل مندوبو وزارة الثقافة ، ومعهم اعوان الإدارة في زيارة الأروقة التي تقام بها المعارض المصادفة لهذا اليوم.

فكيف نقرأ تجربة الطبعة 7.’؟
يقوم هذا السؤال على أفق الرغبة في جعل التجربة تصير مكتسبا لا يمكن التراجع عليه ، وفي أفق جعلها تجربة مفتوحة يمكن ان تكتسح فضاءات أخرى على المستوى الوطني من جهة ، وان تحقق بالتالي إمكانية مشاهدة أكثر عددا ،وان تساهم في كسر طوق العزلة المسيج للتجربة التشكيلية ، وأيضا جعل الخبرة التشكيلية جزءا من الخبرة البصرية الضرورية للمستقبل الثقافي .
وحيث انه من غير الممكن واقعيا القيام بقراءة للتجربة بمشاهدة كل الأعمال المعروضة ، و لشساعة المساحة بين القاعات الحاضنة للأعمال المروضة ، يبقى الدليل الصادر عن وزارة الثقافة المشار الى رقم إيداعه دون ذكر سنة الإصدار اللهم المضمنة في عنوان الدليل ، والذي أنجزته مصلحة الفنون التشكيلية المشكلة من كل من منصور عكراش ، وسناء السرغيني عايدة وناديا الهياض ، وبتنسيق عام لمدير الفنون "عبد الحق أفندي" ...مما يجعله الدليل الرسمي للتشكيل بالمغرب لسنة 2012 من جهة والدليل المعبر عن رؤية وزارة الثقافة للفنون ، وبالتالي المعبر عن الإستراتيجية سياسة الفنون التشكيلية لدى وزارة الثقافة ان صحت العبارة ..لكن من حيث ان الفنون التشكيلية حق لكل المغاربة فإننا نرى ضرورة طرح السؤال بخصوص التجربة ، وقراءتها بما يجعل من فعل مديرية الفنون ووزارة الثقافة ليس الا تدبير مؤقت للشأن العام التشكيلي في أفق مساهمة جماعية تتحول مسؤوليتهما الى تدبير التنسيق الجماعي والديمقراطي للعمل التشكيلي ومنه الثقافي لعموم المغاربة.
وحسب الدليل فان البرنامج العام ليلة الأروقة يشير الى الأرقام التالية ، فليلة هذه السنة تقام فقط ب15 مدينة مغربية ، وبمدينة "باريس" الفرنسية ، ومنظما ب76 قاعة ، منها ما هو مخصص للمعارض التشكيلية ، ومنها ما هو مفتوح لجميع أنواع الأنشطة الثقافية ، من بينها 7 قاعات تابعة للمراكز او المؤسسات الثقافية الأجنبية ، كالمؤسسة الفرنسية ، ومؤسسة سيرفانتيز الاسبانية ، والمركز الثقافي البرتغالي والايطالي والروسي ... بمشاركة 298 فنانة وفنان ، منهم الأحياء ومنهم الراحلون ، وبالتالي فليلة الأروقة هذه ضمت في برنامج وزارة الثقافة العام حتى المعارض التي تقوم بها المؤسسات البنكية لمقتنياتها من الأعمال ..، وهذه الليلة ضمت24 اسم فنيا أجنبيا نسائيا و 33 اسما فنيا أجنبيا رجاليا، كما ضمت 58 اسما فنيا نسائيا مغربيا و 183 اسما فنيا رجاليا مغربيا ، وبعملية حسابية بسيطة فعدد أسماء النساء المغربيات المشاركات بأعمالهن في تلك الليلة بلغ 20في المائة ، وبينما الأسماء النسائية الأجنبية بلغ نسبة 8 في المائة ، في حين بلغت نسبة الرجال الفنانين الاجانب11 في المائة ،وتبقى نسبة الكبرى هي للأسماء الرجالية الحاضرة ب 61 في المائة من مجموع الأسماء المذكورة في كاتالوغ وزارة الثقافة للدورة 7 للسنة 2012.
وقبولا حتى بالقاعات التابعة للمراكز الثقافية الأجنبية ، فالمفترض ان لكل 250000 مغربي الحق في قاعة للمعارض التشكيلية ، فإننا نجد ان مدينة الدار البيضاء وحدها بها 17 قاعة وان مدينة الرباط بها 20 قاعة ، أي ان المدينتين المركزين بهما 37 قاعة ، وهو ما يقارب نصف قاعات العرض بالمغرب كله ، بينما نجد المدينة الثقافية والعلمية" فاس " ليس بها الا قاعة واحدة مشاركة في ليلة الأروقة .واذا أضفنا صعوبة الولوج بالنسبة للمواطنين فاننا سندرك بالأرقام والمعطيات سر تخلف المغاربة عن الحضور في الأنشطة الثقافية.
فبالرغم من الهدف هو مشاركة كل الفنانين في الليلة ، الا انه يبدو ان تلك الليلة لم يتم إعدادها بشكل كامل وكاف وبحجم التظاهرة ، بل عمدت مديرية الفنون إلى جمع قصاصات الأخبار حول المعارض المقامة بمختلف الأروقة ، ومكاتبتها للحصول على صور لبعض أعمال الفنانين المشاركين ، وأسماءهم وإدراجها في الدليل الرسمي ، دون ان تكون تلك الأعمال ولا الفنانين مشتغلين أساسا على جعل مساهمتهم ذات بعد ثقافي هدفه إنجاح ليلة المعارض، و بالتالي الدفع بهم الى جعل مشاركتهم ترتقي الى مستوى المشاركة في محطة للكشف والانكشاف والاكتشاف البصري .
ورغم عملية التجميع تلك ، الا انه يبدو ان فعل التنسيق غائب ، لعدة أسباب:
أولا : انه تم الخلط في المعارض بين تلك التي يشاركها فيها الفنانون بأعمالهم الجديدة ، وبين تلك القاعات التي تعرض بشكل مستمر لمقتنياتها الفنية ، مما يجعل من حضور هذه الأخيرة سوى عمل إعلاني مجاني ، ولتضخيم عدد الأسماء والقاعات المساهمة في ليلة المعارض.
ثانيا : إن الدليل لم يتم إعداده بمساهمة نقاد الفن بالمغرب ، ليجعل من كل دليل هو محطة وشاهد على مرحلة من تطور هذا الجنس التعبيري الجمالي ، وأيضا محطة في الفكر والتفكير التشكيليين بالمغرب ، ويجعل من التمازج الضروري واللازم بين العمل البصري وإشعاعه الثقافي هو المبتغى لتحقيق النمو اللازم لإنجاح عملية التواصل بين الجنس البصري والجنس التفكيري في المادة المشاهدة.
ثالثا : ودون الحديث عن بعض الأخطاء المتعلقة بعناوين الصفحة وخاصة فيما يتعلق بنوعية المعرض اهو معرض فردي او جماعي ، فيكون العنوان معرض جماعي بينما كل الصفحة المخصصة لقاعة العرض لا يشمل سوى معرض فردي ( ص 21 مثلا).
رابعا : انه كان يفضل ان يكون معرضا مفتوحا لكل الفنانين ، بحيث لا يجعل منه مشاركة البعض فيه ، وكأنه اعتراف رسمي من وزارة الثقافة بحضورهم الفني وإقصاء الآخرين وكأنهم ليسوا فنانين او انه تم إقصاءهم لحسابات لاجدوى من ادراج وزارة الثقافة كمؤسسة لجميع المغاربة فيها. وحبذا لو تم نشر اعلان عن ذلك ثلاث اشهر قبل تاريخ النشاط ليضمن مشاركة أوسع ، وبالتالي يجعل استفادة المغاربة من تنوع الأساليب والعطاءات اكثر فائدة .
خامسا : بما ان دليل " ليلة الأروقة " يعتبر محطة اساسية بالنسبة للأجيال القادمة والتي ستهتم بالتاريخ للفنون ، وبمراجعة الذاكرة البصرية للمغاربة ، وبالتالي إنشاء خلية تشتغل على إعداد الدليل من جهة ، ودعوة المهتمين بالتفكير البصري الى كتابة موضوعات تركيبية حول الفنون ، لتتفاعل الثقافة البصرية مع المنتوج البصري.
سادسا : ضرورة دعوة مسؤولي وزارة التربية الوطنية ، ومسؤولي المؤسسات المنتحبة الى حضور ليلة الأروقة حتى يساهم الجميع ويدرك أهمية الاشتغال على جعل الثقافة البصرية من بين أولويات الاهتمام الثقافي بالمغرب ، لانه رغم أهمية مبادرة وزارة الثقافة وأطرها الا ان إسهام الآخرين في إنجاح الليلة وجعلها محطة وطنية في افق جعل يوم 2 نوفمبر من كل سنة يوم وطني للفنون التشكيلية .
سابعا : السعي في الطبعة القادمة وما بعدها في رفع عدد المدن المشاركة في الليلة بمكاتبة اي مؤسسة لها إمكانية احتضان المعارض حتى نتجاوز الاقتصار على بعض المدن المحظوظة ، ونفتح إستراتيجية الانتشار التشكيلي وحضوره ، ودعوة الفنانين الى المشاركة في المعارض بالجهات التي لم تشهد او لا تملك إمكانية المشاهدة لإبداعات الفنانين.
ثامنا : التفكير في جعل الفعل الثقافي احترافي ، وحث المؤسسات العمومية وشبه العمومية والقطاع الخاص المفوت له تدبير المصالح العمومية باقتناء أعمال الفنانين المشارك بها في الليلة .ودعم المثقفين واحتضانهم لتكون الليلة ليلة فرح بالفن المغربي . خاصة وان ميزانية السنة لدعم التظاهرات التشكيلية بلغت 2.3 مليون درهم .(حوار مع وزير الثقافة محمد امين الصبيحي جريدة لوماتان ليوم 6/11/2012).
تاسعا ودون الدخول في عملية حسابية بسيطة التي ستحدثنا عن ان كلفة كل فنان مشارك في الليلة سواء ميتا كان او حيا هو مبلغ 7700 درهم ، فاننا نرى نأمل في ان يتم إعادة النظر في مقياس الكلفة و التنظيم وإعداد الكتالوغ ، وجعل المبلغ المقرر في ميزانية الثقافة دعم حقيقي لنهوض التشكيلي.
عاشرا : ودعما لكل ما يساعد على تحقيق الإشعاع الثقافي التشكيلي ، أأمل في أن تأخذ الوزارة بملاحظتنا ، وان يتم التفكير في انجاز أشرطة توثيقية للمعارض ، وتنظيم عروض وتوزيع تلك الأشرطة على المؤسسات التعليمية بإشراك وزارة التربية الوطنية و المجالس الجماعية في العملية وإدراجها ضمن الأنشطة الضرورية للثانويات التي تدرس مادة التربية الفنية ، كمساهمة ضرورية في جعل الثقافة ضرورية وليس ترفا .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان