الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فايز محمود المفكر الأردني أين نحن من تكريم مبدعينا?!

ماماس أمرير

2012 / 11 / 13
الادب والفن



فايز محمود ... أين نحن من تكريم مبدعينا?!




2011/07/16
* ذكريات حرب


* "...بوفاته وحيداَ ومهملاً في مستشفى الجامعة الاردنية, اكتملت فصول مأساة الكاتب فايز محمود الذي رحل جراء اصابته بذبحة قلبية حادة بعد حياة قاسية ومعاناة دائمة ووجع يومي حتى قبيل وفاته بلحظات, حين امتنعت الكوادر الطبية في مستشفى الجامعة عن استقباله رغم ظهور علامات الاجهاد والتعب عليه..." تلك كلمات الزميل اسلام سمحان في نقل خبر رحيل الكاتب والفيلسوف فايز محمود.. وكم اعترتني الحُرقة لما آلت إليه حياة هذا الرجل.. وهذه القامة التي لم تجد حتى في موتها هدوءاً يليق بها..
لن أدعيَ أنني أعرفه جيدا, أو أننا تبادلنا الأحاديث ساعتين أو ثلاث.. لكنني كلما رأيته يلاحقني سؤال بحجم ثقافتنا العربية .. أين نحن من مبدعينا? أين نحن من تكريم هؤلاء الذين سطروا في ثقافتنا معاني من المعرفة والعلم وهم على قيد الحياة بدلا من الرثاء الرخيص عندما يحتضنهم التراب ?
كيف يطيب لنا أن نغلق على مبدعينا الابواب ونجعلهم يتسولون طلبا للقمة العيش..?
فايز محمود أحد الذين قضوا حياتهم في البحث والدراسة والقراءة ليقدم لنا عصارة علمه.. وفي آخر أيامه لم يجد من يكفنه بما يليق به ..?!
لا أعرفه حق المعرفة, لكنني حزنت لأجل رجل كان يرغب في أن يقضي بقية عمره متأنقا كعادته, فخورا بانجازاته الأدبية والفكرية التي يجب أن تكون منبعا للباحثين والدارسين, وقِبلة لطلاب الجامعة .. لا أن يصارع الموت وحيدا مهملا.. نحن أمة جاحدة في حق المبدعين..
هل وفينا هذا الرجل حقه.. أتساءل بمرارة.. هل قدمنا له ما كان يجب أن نقدمه له من رغد العيش والبيت المعمور وراتب وفير يمنعه من السؤال..
لقد شكل الراحل فايز محمود فايز حالة ثقافية وإبداعية وإنسانية خاصة, تعلمنا الكثير, واستفدنا من خبراته الثقافية . ولعل انغماسه واخلاصه للكتابة نسي أنه في بلادنا العربية لا نلتفت إليهم كثيرا..
ماركيز الذي تجاوز الخامسة والثمانين من عمره, وحاز على جائزة نوبل للآداب وكان في بدايات الستين من عمره ما زال يتحفنا بكتاباته وآرائه مطمئنا أن بلاده وفرت له ما يمنعه من اللجوء إلى مجلة أو صحيفة تلقي إليه بعد جهد مضنٍ قليلا من المال ليستكمل أيامه بأقل القليل.. وكذلك غونتر غرايس وتوني موريسون وغيرهم.. توفر لهم بلدانهم كي يبدعوا.. ونحن نعمل جاهدين لقتلهم بلقمة عيشهم .. ثم نطالبهم بالابداع..
لقد كتب راكان المجالي في مقالته " فايز محمود ما بين الانتحار المتسرع والموت البطيء" عن صداقتهما الطويلة ويذكر أنه في احدى المرات قام محمود بقطع شرايينه وكان يسكن في غرفة في منطقة المصدار ولحظة قطع شرايينه صرخ على الجيران الذين اسعفوه في الرمق الاخير بنقله الى الطوارئ وعندما علم بالخبر ترك العمل وذهب اليه, فوجد الاطباء قد نجحوا في اسعافه وتعويضه بعبوات دم, والسبب طبعا كان الحب الذي كان قاسيا عليه وبلا امل ولذلك باءت محاولات انتحاره التي كان شاهدا عليها, كما يذكر مرة انه اتصل بي ليلا في "الرأي" وكان في زحمة العمل ايضا وكان صوته مختنقا فقال له: "الحقني لقد تناولت علبة اسبرين كاملة وفررت من البيت وركبت تكسي وانا الآن في ساحة المسجد الحسيني." فذهب سريعا ووجده في حالة شبه اغماء والناس حوله ,حمله الى مركز الاسعاف الذي كان آنذاك بجانب البنك المركزي حاليا واسعفوه وكان ذك ايضا لنفس السبب وهو الحب اليائس.
لقد اراد أن يرحل في كل وقت من دون أن نسأل أنفسنا لماذا..?! وهو سؤال أوجهه لنا.. فهل من مجيب?!
رحل فايز محمود, وهو يعاني المرض والفقر, له ولعائلته التي تركها خلفه, من دون أي دخل مادي .. فهل لنا أن نتعظ ونفهم قبل أن يرحل غيره?!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟