الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السليمانية تحتضن مؤتمرا للدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق

نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)

2012 / 11 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



تحتضن مدينة "الشهداء والشعراء" يومي 21- 22 تشرين الأول /نوفمبر/2012 كوكبة رائعة من أطياف الشعب العراقي كافة , من النساء والرجال , ومن كافة القوميات ومن أتباع جميع الديانات والمذاهب الدينية في العراق لتجسد عراقاً واحداً متحداً تعتمد هوية المواطنة وتحترم الهويات الفرعية ولا تحولها إلى هويات قاتلة. إنهم يجسدون التفاعل والتلاقح بين بنات وابناء الرافدين ولن تفرقهم مفخخات الإسلام السياسي المتطرف والطائفي.

حينما يَغتال إسلامياً ظلاميا ومن لا تاريخ له، مسيحياً، مندائياً، ايزيدياً، كاكائيا، شبكياً أو مسلماً, سنياً كان أم شيعياً , فأنه يطلق النار على تاريخنا، يعمل على ازالة أجزاء جميلة من قزح شخصيتنا، او لم تجتمع الهويات من منابعها في مهبط جسدنا السومري الذي نشترك فيه ومن خلاله نقول "هم اجدادنا"؟

بمواجهة المفخخة التي تنسف جوهر الدين وسماحته قبل جسد اهلنا من اتباع الديانات والمذاهب في العراق، نحمل صوتنا الديمقراطي خيمة تجمع الهويات، كما خيمة الفلسفة في جمعها للعلوم، نتجه ببوصلة الخندق المشترك صوب "مدينة" هي اكبر من "قارة" ان لم نحدد الامور بالمساحة، هي السليمانية، عاصمة الشيخ محمود الحفيد ومملكة شاعر الكادحين گوران لنعلن كما اعلن من سبقنا ومن يكمل المشوار بعدنا ( هم اهلنا، هم البدء والبدايات، هم الوان قزح رافدينية، هم مقياس تحضرنا، هم صحة مبيننا، هم سند المروي باختلافه فهل تملكون القدرة على قتل ماضينا وحاضرنا وغدنا ). لم ولن تتمكن القوى الارهابية ان تخترع رصاصة تخترق وتغتال البعد الثالث للزمن ورابعة البعد هو الانسان، فالزمن وعبر الزمن كان ملك الشعوب، هكذا نعلن في يومنا الاول في حقول قمح الكلمات حينما تجمعنا محافظة السليمانية وتعلن معنا بان مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق خندق في مسيرة الف خندق وفكرة في رحلة الالف فكرة لمواجهة خندق اشبه بثقب اوزون لا يعرف غير لونه الملوث.

كانوا حاضرين، في الابجدية الاولى، في تشكيل فخار حفظه التاريخ، في مسلة سنت القانون الاول، في معزوفة كان وترها ملكنا، في ترجمة الآخر، في كتابة قصائدنا، في بناء مدننا، في خلايانا الثورية الاولى، في معاركنا الاجتماعية، في صراعات تحررنا الذي ما زال، كانوا مسيحيين وايزديين ومندائيين وشبكيين وكاكائيين وبهائيين وغيرهم وسيبقون، فهل يمكن للقتلة ان يعيدوا البشر الى عصر ما قبل الابجدية؟ ان تمكنوا حينها نناقش حول هوية المنتصر في مؤتمر الدفاع عن ذاتنا ، في مؤتمر الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق الذي ينعقد في كوردستان العراق وعاصمتها الثقافية محافظة السليمانية.

يضعون الف لثام على عنصريتهم وسلوكهم العدواني الذي يمتد ملامسا لراس مالهم وتراكمه واللا انساني، يختفون خلف لثام ديني، هوياتي، فكري متخلف كي يمارسوا جرائم القتل ضد أتباع الديانات والمذاهب الدينية، لا نملك غير صوتنا الديمقراطي، نعلن من خلاله بان الدولة المدنية الديمقراطية هي البديل التي في مقدورها إنقاذ الإنسان وتحريره وتعيد له إنسانيته, فالانتحاريون ومفخخاتهم وجرائمهم البشعة لن تكتب التاريخ ولكنها ستكون لطخة عار في جبينهم ومن يقف خلفهم.

في كل خطوة نتجه ونقترب من خلالها صوب مدينة السليمانية، والمؤتمر الاول للدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق، نرى في مدى الخطوة الاخيرة التي توصلنا لمدينة تحتضنها الجبال، اسماء كبيرة، واخوات واخوة كانوا في خندق الكلمة مناضلين من اجل عالم افضل ، نقول لهم " انتم معنا روحا، ونضالا، وخزينا معرفياً انتجتموه،.. كنا نحب لقاءا اكبر بمن كان عطاءه بلا حدود، ومن كان عطاءه ونتاجه وحبه بلا حدود يدرك بان العدد يحاصر، فلهم المحبة محررين لم يخشوا عقابا او لومة لائم .. ولهم المحبة وهم يدعمون المؤتمر الاول للدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق.

الحقيقة واضحة وضوح الشمس فالطائفية السياسية تسيطر على الساحة السياسية وتعمق الاصطفاف والاستقطاب المذهبي وتقود إلى عواقب وخيمة غير إنسانية على المجتمع بأسره. فهي تمارس التمييز والتهميش ضد أتباع الديانات الأخرى ان الطائفية ورغم وجودها في الوطن قبل ذاك إلا إنها كانت كالخلايا النائمة في الازمنة الغابرة ولكن الدول الاقليمية لها الدور الاكبر في انعاش هذه الروح غير الحية ناهيك عن الاحزاب الاسلامية السياسية الطائفية التي جاءت لا كدعاة للسلام بل كدعاة للسيطرة على مؤسسات الدولة من خلال سيطرة الفكر الطائفي, فهم الذين قالوا الديمقراطية ليست فلسفتنا , بل هي الأداة للوصول إلى السلطة. إن الطائفية السياسية بما تحمله من تمييز وتهميش وإشاعة الصراعات في المجتمع مناهضة في جوهرها لحقوق الإنسان والحقوق المدنية وتجسد روح العجرفة والهيمنة والانتقام من اتباع الديانات والمذاهب الأخرى وما هذا المؤتمر إلا بداية لتعرية كل من يحاول ان ينتقص من حقوق الانسان وتحت أي هوية أو شعار.

لقد شكلت الأمانة العامة لجنة تحضيرية مكونة من الأخوات والأخوة راهبة الخميسي والدكتور عقيل الناصري والدكتور حسن حلبوص ودانا جلال وديندار شيخاني ونهاد القاضي رئيساً, إضافة على لجنة تنسيق في السليمانية مكونة من الأخوة سيروان محمود والدكتور غازي صابر رئيساً.



ستحتضن مدينة السليمانية من خلال المؤتمر الأول لهيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق ٤٠ شخصية من خارج العراق و٨٠ شخصية من داخل العراق واكثر من ٥٠ شخصية كضيوف شرف، لعقد المؤتمر الأول لهيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق باستضافة كريمة من فخامة رئيس جمهورية العراق, الأستاذ مام جلال الطالباني وبدعم الأخوات والأخوة في السليمانية كلنا ثقة تامة بنجاحه وتقديمه صورة حية لوحدة الشعب العراقي ونضاله من أجل سيادة مبادئ الحرية والمساواة والإخاء.



نهاد القاضي

عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاول للدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عجيب امور غريب قضية
وليد حنا بيداويد ( 2012 / 11 / 13 - 17:10 )
انا مستغرب من ان تحتضن السليمانية معقل حزب جلال الطالبانى وان يتم يتنظيم مؤتمر حول اتباع الديانات تحت مظلة هذا الحزب ، حقا لانه غريب وانا مستغرب من هذا التحول الظاهرى المفاجئ، فبالامس صرح الشوفينى ملا بختيار القيادى فى حزب الطالبانى من ان المسيحين ليسوا بابناء العراق وانما مقيمون على ارض كوردستان مما اثار هذا التصريح الشوفينى لدى عامة الناس من الشعب العراقى حالة من الاستهزاء والسخرية والاستهجان وكذلك الاستنكار من يكون شخص مثل الملا بختيار مسؤؤلا فى حزب الطالبانى وان يصرح بتصريحات شوفينية لا مسؤؤلة، فنحن بدورنا نسال متى كان الكورد هم اصحاب كوردستان عبر التاريخ لكى لايكون المسيحيون هم ابناء العراق الاصلاء وان يكونوا مقيمون على ارض كوردستان ليثبت الملا بختيار اصالة الشعب الكوردى وقدمه اكثر من الشعب الكلدانى السريانى الاشورى وان يتبت حقبة تاريخية تولى فيها الكورد حكما للمنطقة
كيف يتم تنظيم هكذا مؤتمرات بوجود شخصيات شوفينية عنصرية تكره الاخرين فاى رعاية يمكن ان يقدمها اصحاب هكذا مواقف للاخرين


2 - ذراع عسكري
جواد غلوم ( 2012 / 11 / 13 - 18:02 )
مما يؤسف له ان المؤتمر المقبل سيظل حبرا على ورق مالم يدعم من منظمات دولية تعنى بحماية الاقليات الدينية ومنظمات حقوق الانسان ومن الطريف ان كثيرا من المدعوين اعتذروا عن الحضور بذرائع شتى اعتقادا منهم بعدم جدواه وارى ان حماية الاقليات الدينية وحرية العبادة تتطلب ذراعا عسكريا لحمايتهم امام شراسة الهجمات ضدهم اذ لايكفي التنديد باللسان وبيان الاحتجاجات على الورق

اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس