الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال

عليان عليان

2012 / 11 / 13
القضية الفلسطينية




عملية المقاومة النوعية التي نفذها مقاتلو كتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ضد دورية للعدو الصهيوني ، قرب الشريط الشرقي لقطاع غزة ، والتي أدت إلى مصرع وإصابة أربعة جنود من قوات الاحتلال .. أربكت جنرالات العدو ، وجعلتهم يتخبطون في تصريحاتهم ، وفي ردة فعلهم ، وباتوا موضع تندر المحللين العسكريين في الصحف الإسرائيلية .
وجاءت هذه العملية النوعية لتتكامل مع عمليات القصف الصاروخي التي تنفذها بقية فصائل المقاومة ، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة ، والتي بات تحالف نتنياهو – ليبرمان يستخدمها دعائياً ، في التحضير لانتخابات الكنيست الإسرائيلي ، المزمع إقامتها في كانون ثاني القادم .
وقيمة ومغزى هذه العملية النوعية تكمن فيما يلي :
أولاً: أنها لم تأت في سياق ردة فعل على القصف إسرائيلي للقطاع بل جاءت في إطار مبادرة هجومية ، في سياق حرب العصابات لاصطياد أهداف العدو العسكرية .
ثانياً : أنها رسالة لقوات الاحتلال بأن تعديها للشريط الفاصل بين مناطق 1948 وبين قطاع غزة ، لن يكون نزهة بعد اليوم لجنوده وأن مصير من يتسلل إلى مناطق القطاع ، سيكون مصيره مصير الجنود الذين احترقوا وقتلوا ، في تلك العملية البطولية .
ثالثاً : أنها تعيد وفي الوقت الملائم ، الاعتبار لجوهر الصراع والتناقض مع العدو الصهيوني ، وتؤكد بالدم أن التناقض الأول مع العدو الصهيوني وليس مع إيران ، بعد أن وظفت الإدارة الأمريكية أدواتها في المنطقة ، لحرف بوصلة الصراع والتناقض خدمةً للعدو الصهيوني .
رابعاً : أن قصف الآلية الإسرائيلية بقذيفتين مضادات للدروع من طراز " كورنيت " كتلك التي استخدمها حزب الله في حرب 2006 رسالة واضحة للعدو ، بأن المقاومة باتت تمتلك أسلحة متطورة تفوق بكثير الأسلحة التي كانت تمتلكها ، إبان العدوان الصهيوني على قطاع غزة في شتاء عام 2008 ، وأن أي عدوان جديد على القطاع سيكون مقبرة حقيقية للغزاة .
خامسا : أن هذه العملية تمت على يد مقاتلين من فصيل يساري قومي ، هو الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية ، وبالتالي هي رد من داخل المنظمة نفسها ، على تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الأخيرة ، بعدم السماح باندلاع انتفاضة جديدة ، ولا بأي عمل عسكري ضد قوات الاحتلال.
لقد أشار أكثر من محلل عسكري إسرائيلي ، مثل أليكس فيشمان وعاموس هارئيل وأفي يسخاروف ، إلى كثير من الحقائق الدامغة بشأن تآكل قوة الردع الإسرائيلية ، حيال المقاومة في قطاع غزة وبشأن بطبيعة ونوعية تسليح المقاومة ، وخاصة امتلاكها صواريخ متطورة لتفجير الدبابات ، وصواريخ غراد روسية الصنع استخدمت مؤخراً بكثافة ، ضد المستوطنات والأهداف الإسرائيلية وجعلت عشرات الألوف ، من المستوطنين الصهاينة يعيشون حالة من الرعب الدائم .
وها هو المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة " يديعوت أحرونوت " العبرية " أليكس فيشمان يقول في تعليقه على العملية وعلى التصعيد الصاروخي للمقاومة : " إن استمرار الوضع على ما هو عليه ، سيؤدي إلى تآكل أكبر وبكثير ، في قوة الردع الإسرائيلية وأن الفصائل الفلسطينية باتت هي ، وليس ( إسرائيل ) التي تضع قواعد اللعبة في الصراع الدائر ، بين الطرفين في الجنوب " .
ويضيف فكشمان : " أنه في جنوب الدولة العبرية ، تدور حرب بكل معنى الكلمة ، وتحول حياة مئات آلاف الإسرائيليين إلى جحيم وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر – على حد قوله – " مشيراً في ذات الوقت إلى الغضب العارم الذي يسود الأوساط العسكرية الإسرائيلية من هذا التغيير ، على الرغم من أنها قوة عظمى في الشرق الأوسط ، من الناحية العسكرية ..
ما يجب الإشارة إليه هنا بوضوح ما يلي :
أولاً : أن تهديدات نتنياهو وباراك بشن عملية عسكرية واسعة ضد القطاع ، للحيلولة دون استمرار الفعل المقاوم والمربك لقوات الاحتلال وللمستوطنين ، لن تجدي نفعاً مع المقاومة ، وقد لا تأخذ هذه التهديدات طريقها للتنفيذ ، خشية من مفاجآت المقاومة ، والتي قد تكون سبباً في قلب الحسابات الانتخابية الإسرائيلية ، رأساً على عقب.
لكن الضرورة تقتضي أن تتهيأ فصائل المقاومة للتعامل مع كل الاحتمالات ، وأن تعمل على إنجاز غرفة عمليات مشتركة تعنى بوضع الخطط ، والتنسيق فيما بينها ، لإفشال العدوان الصهيوني الواسع في حال حصوله ، وللتعامل مع مختلف المستجدات .

ثانياً : أن الهدنة غير المعلنة ، هي لمصلحة الكيان الصهيوني يلتزم بها متى يشاء ، ويخرقها متى يشاء ، وفقاً لحساباته وتكتيكاته السياسية المختلفة ، وبالتالي لا بد من التحلل منها في إطار إستراتيجية متفق عليها بين فصائل المقاومة ، ما يرتب على حكومة حماس أن تعطي الأولوية للمقاومة ، وليس لمسألة السلطة والحفاظ عليها .
ثالثاًً: وما يجب الإشارة إليه بوضوح أيضا أن الخطوة الفلسطينية للذهاب إلى الأمم المتحدة ، رغم أهميتها وضرورتها للحصول على مقعد "دولة غير عضو " ، في الجمعية العامة ، بحيث تنهي مفاعيل اتفاقات أوسلو ، بشأن اعتبار الأراضي المحتلة أراض متنازع عليها ، إلا أن صنع الحقائق على الأرض ، لا ولن يتم إلا بفعل المقاومة ، والمقاومة وحدها بكافة أشكالها ، دون الانتقاص من قيمة وأهمية أي شكل ، وعلى أن يكون العمل السياسي والدبلوماسي في إطار تثمير المقاومة ، وليس القفز عنها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم