الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة التحرش الجنسي بين تمادي الرجال و كتمان النساء

سوسن المنصف ذويب

2012 / 11 / 14
العلاقات الجنسية والاسرية


لقد باتت ظاهرة التحرش الجنسي اليوم بارزة و واضحة في مختلف الأوساط و من خلال مختلف الفئات و الشرائح الاجتماعية. لكن تبقى المراة المحور الرئيسي لهذه الظاهرة لانها تستغل لاشباع الغرائر و الشهوات العابرة . فالتحرش الجنسي لم يقتصر على مجال محدد زمانا و مكانا او فئة معينة بل امتد الى ابعد الحدود مما ادى الى بروزه :

*داخل العائلة: و هنا يبرز خوف بعض الأطفال من البقاء مع احد افراد العائلة بمفردهم , حيث يصبح الاخر مصدر رعب و خوف للضحية. و هنا يبرز دور العائلة و الاحاطة النفسية و الاجتماعية للطفل.اظافة الى ذلك يجب ان تكون العائلة قائمة على مبدا الحوار و عدم التسلط لكن للاسف الشديد فهذا المفهوم يغيب في جل العائلات و هو ما يؤدي الى عواقب وخيمة و حالات نفسية صعبة كالانزواء و الانفصام في الشخصية....... فالتحرش الجنسي ينعكس اساسا علي نفسية الطفل و تبقى هذه الكدمات راسخة في ذهنه. كما نلاظ اليوم تراكم القضايا و تفاقمها حتى اصبح التحرش الجنسي لايقتصر فقد على ابن الخال و ابن العم و الجار.......بل اصبح يشمل الأب ,الخال,العم , الاخ (المحارم).

*داخل العمل:لقد اصبحت حياة المراة اليوم اكثر معاناة و ذلك بسبب ظاهرة التحرش الجنسي الموجه لها من خلال التلميحات اللفظية , الملاطفات الكلامية و طرح الأسئلة المحرجة ثم تتصاعد حتى تصل الى حد اللمس و التحسس. اذ تعتبر هذه التصرفات من اكثر انواع الاهانة و الاذلال لكرامة المرأة. و يؤثر ذلك بصفة مباشرة على نفسيتها حيث نجد عدة نساء يعزفن عن الذهاب للعمل كما يمكن ان تؤثر هذة الظاهرة كذلك على عزوفها المباشر عن الزواج و ذلك لانها باتت تعتبر الرجل مصدر تسلط و عنف. و في هذا الاطار تصبح المراة كشيء يستخدم لا على انها كيان له حق التفاعل و الانخراط في الحياة الاجتماعية.

*داخل المدرس:أكدت دراسات امريكية ان 4 من 5 طلاب يتعرضن للتحرش الجسدي و اللفظي و تبدا هذه الظاهرة من المدرسة و تتواصل الى المعاهد الثانوية و الجامعات ..... فالتحرش الجنسي داخل المنظومة التربوية اصبح يتفاقم شيئا فشيئا يوما عن اخر و يعود هذا اساسا الى الطبيعة النفسية للمؤطر اظافة الى دور الأسرة و المجتمع . فكل الضغوطات و كدمات الطفولة تتراكم مع مر الزمن و تخلف حالات كارثية.

*داخل وسائل النقل:هناك خيط رقيق يفصل بين الغزل وإبداء الإعجاب وبين التحرش الجنسي, حيث توجد دول كثيرة لا يسمح القانون بالتعرض للنساء في الشارع، وهناك عقوبات تصدر في حق كل من خالف ذلك. لكن الواضح و الشائع في وسائل النقل اليوم انها اصبحت محل للتحرش الجنسي و المس بكرامة المراة .

ان الكثير من ضحايا هذه الظاهرة تخاف من الفضيحة و تلويث سمعتها ومن ردة فعل الاخر المقابل لان اصابع التهام ستوجه لها مباشرة .ولهذا فالمراة تحاول قدر الامكان التستر عن الموقف وعدم التصريح بما حدث لها بتعلة التقاليد و الاعراف و تشدد بعض الاوساط . اضافة الى ما تطرحه هذه الظاهرة من حساسية ,اذ لاتوجد احصائيات و ارقام تبرز مدى انتشارها .
لذلك اطلب من اي امرأة تعرضت الى نوع من التحرش الجنسي ان ثصرخ عاليا و لاتخاف من المجتمع و لاتخحل و تنطوي وراء ظاهرة كهذه فان لم تدافعي عن نفسك لن تجدي من يتكلم عنك . فالكتمان لا يؤدي الى معالجة الظاهرة بل يمتد الى ابعد الحدود و تتفاقم المشاكل و المخاطر حيث لا يمكن لنا حصرها و معالجتها.
يتبع ..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم -قراءة القرآن للمرأة دو


.. اول متهمة في قضية اغتصاب الأطفال في لبنان




.. لقاح -أسترازينيكا- يصيب امرأة مغربية بـ-شلل في الوجه-.. والق


.. امرأة متوارية عن الأنظار تظهر لأول مرة: حياتي مهددة وأريد أط




.. المشاركة خيزران خير