الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية

أحمد حسنين الحسنية

2012 / 11 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


مرسي رئيس ضعيف في حقبة إنتقالية

لا نستطيع لليوم أن نقول إننا دخلنا عصر جديد بعد ثورة 2011 ، من النواحي : السياسية و الحقوق انسانية ، و الإعلامية ؛ و لا نستطيع أن نقول أننا تخلصنا من كل الخصائص الممقوتة لحقبة يوليو اللعينة السابقة على هذه الحقبة ؛ بل إننا في الحقيقة نعيش في نفس حقبة يوليو من الناحية الواقعية ، بدون اللافتات الكبيرة .

إننا نعيش حاليا في حقبة إنتقالية ، تفصل بين عهدين ، و كل خصائص الحقب الإنتقالية تنطبق على هذه الفترة .

من ملامح الحقب الإنتقالية إنها تحمل الكثير من خصائص العهد السابق ، نتيجة أن مؤسسات ، و أفراد ، الحقبة السابقة ، يكون لهم نفوذ ، و هذا واضح في إستمرار نفوذ الأجهزة الأمنية المباركية ، و سيطرتها على الحياة السياسية المصرية لليوم ، و إن كانت اليوم سيطرة من المنبع ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال : إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المبنع ، و مرسي يقر إستخدام الأساليب الأمنية القذرة ؛ و هو المقال الذي كتبته و نشرته في الثاني من سبتمبر من هذا العام ، 2012 ، و أيضا مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و قد كتبته و نشرته في الثاني من نوفمبر من هذا العام أيضا ، 2012 ؛ و يمكن أن أضيف لذلك بعض التجارب الشخصية التي تؤكد أن رجال عهد مبارك لازالت لهم اليد الطولى في الأجهزة الأمنية ، و لكني لن أزعج القراء الكرام بها يكفي ما يشاهدونه و يلاحظونه يوميا في مصر ، سواء من الناحية السياسية ، و من الناحيتين : الحقوق إنسانية ، و الأمنية .

لكني لن أحجم عن الحديث عن محاولات الأجهزة الأمنية المصرية حاليا الضغط علي شخصيا لتغيير التوجه السياسي لحزب كل مصر - حكم ، لحرفه عن موقعه السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي و الديني … إلخ الوسطي .

لقد سبق أن ذكرت في مقالات سابقة أن حزب كل مصر - حكم حزب وسطي ، و لم نحاول إخفاء ذلك ، بل صرحنا بذلك أكثر من مرة ؛ و نؤكد اليوم ، الأربعاء 14 نوفمبر 2012 ، إننا سنظل على وسطيتنا ، التي تظهر بشكل صريح و واضح و جلي في الوثيقة الأساسية للحزب ، و التي خرجت من السر إلى العلن منذ أكثر من خمسة أعوام ، و تحديدا في النصف الأول من أكتوبر من عام 2007 ، و نشرت آنذاك تحت عنوان : هذا هو حزب كل مصر ، و توجد بنصها في مدونات الحزب في مكتوب ، مثل في مدونة : إستعيدوا مصر ، و رابطها هو :

take-back-egypt.maktoobblog.com

و أيضا كتسجيل صوتي في إحدى قناتي حزب كل مصر - حكم في يوتيوب ، و عنوان تلك القناة :

ppslv .

أما أهم ملمح من ملامح الحقب الإنتقالية فهو ضعف الحكام في تلك الحقب ، و سماحهم بتلاعب الآخرين بهم .

هكذا كان حكام الحقبة الإنتقالية الفاصلة بين الدولة القديمة و الدولة الوسطى في العصر الفرعوني ، و في نهايات فترات حكم الأسرات التي حكمت مصر في العصور الوسطى ، و الأمثلة من تاريخ مصر في كل حقبة تاريخية كثيرة .

كم من القراء يعرف من حكم مصر في الفترة التي تبدأ من وفاة كافور الإخشيدي و تنتهي بدخول جوهر القائد مصر على رأس الجيش الذي أرسله المعز لدين الله الفاطمي ؟؟؟

كم من القراء يعرف أسماء خمسة سلاطين ، على الأقل ، حكموا في الفترة التي تبدأ من وفاة الناصر محمد بن قلاوون إلى إعتلاء برقوق عرش مصر و بداية الدولة المملوكية الثانية ؟؟؟

حكام ضعاف ، لم يتركوا بصماتهم على التاريخ ، أكان السياسي أو الإقتصادي أو الإجتماعي أو الثقافي أو الديني ، لهذا لم يدخلوا ذاكرة الشعوب ؛ و هذا الضعف ينطبق على مرسي ، و من يتلاعب به هم المباركيين .

حتى الآن مرسي لم يستطع أن يتخلص من هيمنة المباركيين على السلطة ، على الرغم من أن الظروف تساعده في التخلص من المباركيين لو شاء الإستفادة منها ؛ لكن يبدو إنه لا يريد ذلك .

حتى الآن لم يستطع مرسي أن يضع بصمته الإخوانية على السياسة المصرية ؛ و أنا هنا أذكر حقيقة فقط ، بدون أن يعني هذا إننا نتطابق مع جماعة الإخوان المسلمين ، فهناك الكثير من الإختلافات التي تفصل حزب كل مصر - حكم عن الإخوان و حزبهم ، و يكفي مقارنة الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر - حكم بثوابت الإخوان ، ليتضح هذا الإختلاف السياسي - الإجتماعي - الثقافي ، بل و أيضا الإختلاف معهم في فهمنا للإسلام و دوره ، مع الإتفاق معهم و مع كافة المسلمين في الإيمان بثوابت الإسلام .

إذا مرسي رئيس في حقبة إنتقالية ؛ قد تتشكل - و أعني تلك الحقبة - من عهده فقط ، أو من عهود رؤساء آخرين ايضا ؛ فقد يمر بمصر أكثر من رئيس بهذا الضعف .

الحقبة الإنتقالية الحالية ستنتهي إما بثورة شعبية أخرى ، كما أشرت لذلك في مقال الأمس : ثورتان غالبا للإنتقال من حقبة لأخرى ؛ أو بالتدريج من خلال العمل السياسي و الحقوق إنساني .

لا نعرف متى ستكون الثورة الثانية ، و لا نستطيع أن نظل في إنتظارها تاركين مصر لقمة سائغة في يد الخونة المباركيين ، و في يد حكام ضعاف يختلفون عنا في الكثير من الأمور ؛ و لا نريد أن تكون مشاركتنا في الثورة لو حدثت كمشاركتنا في ثورة 2011 .

ما نعرفه ، و ما سنعمل على تنفيذه ، هو إننا بإمكاننا العمل سياسيا و ثقافيا و إجتماعيا من أجل الدخول بمصر لعهد جديد ، على الرغم من الصعوبات التي ستواجهنا لتحقيق ذلك .

نريد أن يصبح لحزب كل مصر - حكم وجود و تأثير يشعر بهما كل مواطن مصري ، من البحر المتوسط إلى حدود مصر مع السودان ، و من رفح إلى السلوم .

لهذا بدأنا بالفعل أولى الخطوات في عملية تسجيل الحزب في الشهر الماضي ، أكتوبر 2012 - كما وعدنا - و هي العملية التي قد تستغرق بعض الوقت .

تسجيل حزب مستقل في حقبة إنتقالية أمر ليس بالهين ؛ ففي ظل سيطرة المباركيين على مؤسسات الدولة ، و تعاون الإخوان معهم ، و رعاية الأمن لبعض الأحزاب ، و تحول الإعلام الرسمي إلى أدوات إعلامية لتلك الأحزاب ، و رغبة المباركيين و الإخوان في إحتكار السلطة و العمل السياسي ، تصبح عملية التسجيل شاقة للغاية .

الخطوة القادمة ستكون الإعلان عن العناوين التي يمكن من خلالها الإنضمام للحزب لإستكمال الأعداد المطلوبة ، و هنا أرجو أن يلاحظ القارئ الكريم أن قانون تسجيل الأحزاب السياسية أصبح أكثر صعوبة بعد الثورة من ذلك القانون في عهد السادات ، و حتى في عهد مبارك ؛ إنه إحدى الثمرات الأولى للتعاون الخبيث بين المباركيين و الإخوان .

سنعمل من أجل تأسيس دولة ديمقراطية عادلة ، تتفق مع الشكل المذكور في الوثيقة الأساسية للحزب ، و لو كان ذلك العمل من المعتقلات ، أو تحت ضربات هروات الأجهزة الأمنية .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني

حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر

14-11-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في