الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الصحفي والقاص حيدرعاشور

حيدرعاشور

2012 / 11 / 15
الادب والفن


حوار مع الصحفي والقاص حيدرعاشور
الصحفي والقاص حيدرعاشور:
سرت في دروب الإبداع لوحدي، ولم يكن هناك من يدلني إلى الطريق الصحيحة سوى القراءة.
حاوره : علي الشاعر
حيدرعاشور العبيدي ، عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين وعضو نقابة الصحفيين العراقيين ، صدرت له مجموعة قصصية تحمل عنوان " بوح مؤجل "، عن دار الينابيع في دمشق يعتبر حيدر عاشور من عشاق الصحافة ومفتون بالقصة القصيرة ، يكتب بجمالية وشفافية قصصية أنيقة كما هو أنيق شكلا ومضمونا ، أعلن شهادة ميلاده في منطلقاته واتجاهاته الفكرية وبيان أدواته القصصية بصدور ( بوح مؤجل ) : قال عنه النقاد بأنه قاص مبدع يتقدم إلى الأمام بخطى واثقة، قصصه تحظى بنسبة قراءة عالية منهم الناقد والروائي عباس لطيف الذي كتب مقدمة بعنوان (بوح القصة وبلاغة المعنى) الذي قال فيها : أعتقد ان حيدر عاشور نجح في رصد الواقع وتقديم نماذج من ابطاله المهمشين والمسحوقين تحت ضغط الصراع الطبقي والتفاوت الاجتماعي والخواء السياسي، وعلى الرغم من هزيمة بعض ابطاله النسبية لكنه يؤسس لحلمية قادمة او تحريض على الرفض باسلوب ايحائي وقصدية رمزية، وينبغي الاحتفاء بالقاص حيدر عاشور انساناً وقاصاً وصحفياً. ان قصص المجموعة بوح مؤجل حملت عناوين (فقدان، غبار المتاحف، الملاذ الاخير، قداس لجدارية فائق حسن، مذكرات، رجل من قش، لعنة الكتب، مصادفة بريد الإدمان، فوبيا النهر، الحريق الصامت، مظلة منقوبة... الخ). كل قصص المجموعة كتبت بلغة شفيفة تحاكي هموم الانسان وصراعه اليومي مع الحياة بكل مفاصلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية عبر مفارقات رصدها الكاتب بذكاء فكان لنا معه هذا الحوار :

* من هو حيدرعاشورصحفيا كاتبا قاصا ؟

- هو قارئ للنصوص الإبداعية والنقدية قبل كل هذه الاجناس الادبية .

* أثارت تجربتك القصصية حولها ردود أفعال متباينة بعضهم تحمس لها وثان تنكر لها كيف تقرأ هذا الاختلاف ؟

- قلت ذلك في بدأ المجموعة (يامن تبحثون عن الحنظل في طبق من الشهد .يامن تثقبون جدار الروح بطعنات خفية ... ان الجرح لا يندمل .هذه مجموعتي البكر فحملوها على قانون الجمال والنقاء فالأصعب هو السهل دائما.وكمل يقول جان جاك روسو : دموع الاطفال هي توسلات فان كانت لا تجاب ،تصبح اوامر).فهناك مسوغان رئيسان لهذا الاختلاف هما القراءة التي تعتمد الذاكرة القرائية التقليدية وعدائها لكل جديد ، وجمودها أمام كل مغامرة نصية جديدة . وليس القصة القصيرة وحدها التي عانت من الاختلاف حولها ، فقد عانت كل الأنواع الاجناس الادبية من هذا التنافر القرائي في استقبال النص والمنجز الجديد .

* ما المستقبل للقصة القصيرة في العراق ؟

- اقرأ مستقبل القصة القصيرة في العراق بخير لان جذورها الاساسية رصينة ، وهي تثير شجون الاخرين وتحرك سواكنهم ، وشعبيتها تزداد يوما بعد يوم، وتسير في أكثر من اتجاه، وقد تخلصت من فنية وتفكير القصة القديمة ومن الفكر المؤطر، وهي تميل إلى الواقعية الحياتية، وتحاول رصد الواقع بكل ما فيه وتهاجم كل ما يلحق المواطن العراقي من ظلم وغش، وتفضح الخداع الذي يمارس على هذا المواطن المسكين. القصة القصيرة العراقية اجمل ما فيها أنها استطاعت أن تتخلص من أسلوبية وفكرية جيل الرواد لهذا هي تسير نحو الأفضل والى الأمام رغم وجود نادي السرد في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ويستضيف الرواد والمبدعين في نص القصة القصيرة ، وذات مرة استضاف نادي السرد القاص المبدع شوقي كريم الذي الغى وجود للقصة القصيرة الحديثة شكلا ومضمونا وهذا شيء غير صائب بالغاء ما يكتب عن واقعية الحياة بالاسلوب القصصي المؤثر في النخب والرأي العام اقصد كما قلت فضح من خلالها خداع السياسيين والحكومة للمواطن الفقير ،و القصة القصيرة دخلت فضاء المغامرة لتعلن مجازفتها ، فهي نوع متمرد ومشاكس في خصائصه ومكوناته الجمالية ، ومتمرد على المنظومة القرائية التقليدية أيضا ، والقارئ الجيد يدرك ضرورة مجازفة هذا النوع من القصص في عصر باتت السرعة فيه تلتهم كل شيء، وتقوض المسافات التي تعرقل الوصول إلى المراد بأقصر الطرق .

* ما سر وجود مؤثرات وتوترات ادرامية مؤثره في قصصك؟

- إن جاز لنا أن نسميها كذلك، ونستعير هذا التعبير من حقل المسرح- أو بالأحرى هذا الصراع الذي يطبع بعض شخصياتها، نتيجة توتر الواقع الاجتماعي نفسه والتناقضات التي تحكمه. فمن الطبيعي أن تعج مثل هذه المجموعة (بوح مؤجل ) ضدية تكشف عن هذا الصراع الذي يقود إلى المواجهة والمؤثرات في العلاقات. وأشير إلى أن الخيار في ذلك يرجع في كثير من الأحيان إلى مرتكزات جمالية تتوخى كسر تسلسل الأحداث، فلا حيز زمني كاف لكل التفاصيل، فتلجأ إلى توقيف جريان الفعل، واعتماد مفارقات داخلية وخارجية في الأفكار والأحداث. ولعل هذا النّسْف هو ما يسِم هذه القصص بالتوتر ويخلخل أفق انتظار المتلقي التقليدي.

* ما هذا السر في عشقك للقصة القصيرة ؟

- جمالية القصة القصيرة وسر تمسكي بها ، في اعتقادي أنها تمسك بكل شيء ولا تمسك شيئا. وشخصيا أفضلها هكذا تتطاير على سجيتها كفراشات ذات أجنحة مزركشة ولامعة، وأي لمس لها، أو إمساك بها يبدّد ألق ووميض الأجنحة واحلم بتحقيق ذاتي الانسانية في كل جملة من السرد الذي يوحيه فكري نحو واجب انساني وابداعي . وما يتضمنه من بوح وحكي وإبحار في تخوم الإبداع عن فعل الحياة نفسها. فالكتابة شهادة ومشاهدة لواقعنا، وسعي حثيث نحو تجميله و تقبيحه، وتوخي التغيير، لقد وجدت نفسي مأسورا بهذا الجنس المشاكس الذي يسمى القصة القصيرة ، لأنه يختصر في طياته العالم على رحابته.

*لهذا تكتب القصة القصيرة. اذن بماذا تحلم ؟

- احلم ان انجح في خوض هذا المعترك القصصي واكتب قصة قصيرة حديثة تتلائم وذائقة الرواد في السرد القصصي ولكن بواقعية الحياة وبحس انساني ونقل مظلوميات الارض وتوثيقها قصصيا . فإذا لم أكتب مثلما اريد سأنمحي لا محالة. ، وتعجبني عبارة واقعية القصة القصيرة أي السرد العفوي لسجايا الروح والاحساس بالاخر، وإن كان المقام ليس مقامها كحداثة في كتابة القصة ولكن كلما اتسعت الرؤيا إلا وضاقت العبارة. والحقيقة أنه تغوص الصياغة، وتتقلص المساحة في القصة القصيرة كالروح هلامية تتحسسها تماما كلما حاولنا القبض عليها جيدا واحتويناها. لذا فإن كتابة هذا النوع من القصص كتابة تليغرامية للذات أولا، التي أصبحت ذاتا متشظية في زمننا، وكتابة لهذا الواقع المتلون في طبيعته.

*هل هناك قراء للقصة القصيرة ، وهل هم في ازدياد أم في تراجع ولماذا؟

القصة القصيرة لها جمهورها وهو في ازدياد ونشرها بات تقليدا صحفيا لا تهمله صحيفة أو مجلة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو متخصصة، لأنها لا تأخذ غير حيز صغير ولأنها أيضا تلطف الصحيفة والمجلة بعطرها المميز. القصة القصيرة نكتبها اليوم وننشرها غدا، يعني أن حظها وافر في النشر والانتشار على صفحات الصحف والمجلات وعلى الشبكة العنكبوتية

*هل تأثرت او اعجبت بأديب أو قاص خلال مسيرتك الأدبية؟

قرأت لكتاب كثيرين، ولكن أبدا لم يكن لأي أديب أو قاص أي اثر عليّ خلال مسيرتي الأدبية بل كنت متابعا جيدا لمشهد الثقافي العراقي بصورة خاصة، وكذلك أعجبت بكتابات الكثير من الأدباء العراقيين والعرب وبعض من القصص العالمية المترجمه (مثل السهب ) للقاص انطوان تشيخوف لكني لم أتأثر بأحد، فأنا سرت في دروب الإبداع لوحدي ولم يكن هناك من يدلني إلى الطريق الصحيحة سوى القراءة بكثرة والاطلاع على النتاجات الأدبية المتنوعة من شعر وقصة ورواية ومسرحية.

* مجموعتك (بوح مؤجل ) من قرأها قبل الطبع ؟

- هناك من المبدعين الذين احترم فيهم منجزهم الابداعي قد عرضت عليهم قرأت المجموعة فكانت انطباعاتهم وارائهم مختلفه .. منهم القاص احمد خلف والقاص عبد الامير المجر والقاص علي حداد والناقد والقاص عباس لطيف والكاتب والقاص عدنان منشد والشاعر هادي الناصر .. الحقيقة كنت في مدرسة الابداع العراقي كل من هؤلاء المبدعين قدمني الى الامام خطوة خاصة القاص والروائي احمد خلف حين قرأ مجموعتي قبل الطبع اعطاني من من الملاحظات والافكار ما لم احصل عليها في بحور الجامعات وبطون الكتب كذلك القاص المبدع عباس لطيف الذي سره ان تكون لي مجموعة فقدم لها (بوح القصة وبلاغة المعنى) التي تصدر مجموعتي ، اما الكاتب والصحفي والقاص عدنان منشد فكان القارئ الاول لكل قصة قبل نشرها في الصحف والدافع المؤسس ان اكون قاص مكتمل الادوات القصصية ... شكرا لكل هذه المدارس التي ارتويت من بئر ابداعها .

* هل شخصيات قصصك كلها من الواقع الذي تعيش فيه أم الخيال ؟

- اغلب الشخصيات في قصصي واقعية وأعرفها معرفة شخصية، وفي قصص أخرى تكون من نسيج ما اسمعه فيتولد لدي خيال يجبرني على ان أرسمها أمامي ثم أكتبها على الورق.

* يعني ان أبطال قصصك كلهم عراقيون؟

- دائما أختار أبطال قصصي من البيئة التي أعيش فيها، وفي كل القصص التي أكتبها حتى الآن كلهم عراقيون ، فأنا لا اكتب عن بيئة وواقع لا اعرفه.

-- واخيرا :

هذا هو القاص حيدر عاشور وبوحه المؤجل التي تسير في خطوات واعية ستبقى نهاياتها مفتوحة على جديد آت نحو مجموعته الثانية التي تحمل عنوان ( الضلع الثلث ) ، لا تقل ضرورة عن مجموعته الاولى في توجيه مساره القصصي ،اضافة الى مخطوطة رواية ( صخب موسيقي ) ورواية ( الفسحة ) المنطقة الكربلائية التي عاش فيها معظم حياته . النجاح الدائم لجميع مبدعي السرد القصصي في العراق من رواد ومجددي السرد فعراقنا ممتلئ بالقصص التي تثير الشجن وتوصل الرسالة وتعالج بموضوعية التخلف القائم في كل ميادين .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس