الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة بشارة النصر, العدوان السبب والتوقيت:

خالد عبد القادر احمد

2012 / 11 / 15
القضية الفلسطينية


مع غضب الدم, الذي يجتاحنا ويؤججنا, لا يمكن الا ان يشوب مشاعرالحزن فينا فرح بشارة نصر قريب, وهزيمة صهيونية كبيرة, اشترته باغلى ثمن, سواعد تقاوم, فلمن ارتقى منهم الى علياء الشهادة تحيتنا وفخرنا, ولاحبتهم العزاء وبشارة النصرعزاء, وللجرحى دعائنا بالشفاء,
لم تكد المعارك تبدأ بعد, حتى صدر الصهيوني نتنياهو نفسه بطلا قوميا لمرتزقته الصهاينة, فتسرع واعلن ان عدوانه الصهيوني حقق اهدافه, مدعيا تدمير البنية التحتية للقوة العسكرية للمقاومة الفلسطينية, واستعادة جيش الاحتلال هيبة الردع, لكن ما ان تجلى رد المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية, وقذائف مدفعية هاون, وما استخدمته من جديد في انواع الاسلحة المستخدمة, واتساع مدى مجال سيطرتها, برا وبحرا. فضربت بارجة بحرية صهيونية, ووقعت صواريخ المقاومة على تل ابيب, حتى علمنا ان مزيدا من التاكل لحق بهيبة الردع الصهيونية يقابلها تنامي في قوة الردع الوطنية الفلسطينية, مع احتمال ان يكون في الجعبة العسكرية الفلسطينية جديدا لم يستخدم بعد.
من المعلوم ان اي عمل عسكري يخدم مسار سياسي معين, ونتيجته تنعكس حتما على طرف هذا المسار السياسي, اما على صورة ضعف يلحق به او قوة تضاف اليه, ومن الواضح ان المسار السياسي الصهيوني سيتحمل نتيجة هزيمة عسكرية محتملة, على عكس ما كانت ترجوا الخطط والاهداف الصهيونية, وهذا ما يضعنا في مواجهة احتمال استمرار وتوسع العدوان الصهيوني عن التوقعات الزمنية المطروحة له, واحتمال لجوء جيش الاحتلال الى وسائل قتال اكثر وحشية, واضطراره الى اجتياح بري لقطاع غزة يضعه في مواجهة قتال بشرية مباشرة مع عنصر المقاومة الفلسطينية, فنحن لم نتعود من الصهيوني سوى الصلف والمكابرة السياسية والعسكرية,
ان خلل القوة الراهن الذي يميل في نوع وكم التسليح لصالح الصهيوني, لا يختلف كثيرا عن خلل الفوة في معركة الكرامة التي حدثت عام 1968م في غور الاردن, ولا اتوقع اختلافا في النتائج ايضا, فالهزيمة ستلحق بالصهيوني حتما, لان الخلل في المبدئية والقناعات كمحفز عقيدي في القتال يميل لصالح عنصر المقاومة الوطنية الفلسطينية, مما سينهي مصير ايهود باراك السياسي كوزير للدفاع الصهيوني الى ما انتهى اليه مصير موشيه ديان, فما هي اذن الحسابات السياسية التي دفعت بثالوث نتنياهو ليبرمان باراك الى هذه المغامرة العسكرية؟
في العادة تجتمع العوامل والاهداف في خطوة سياسية وان كانت ذات طابع عسكري, وقد التقط المحلل السياسي الفلسطيني العديد منها, غير انني ارى انه فشل في ان يرسم صورة السياق السياسي الذي تخدمه:
ومن الصحيح ان استعادة هيبة الردع الصهيونية هو احد هذه الاسباب, كما ان توظيف العدوان لصالح الثلاثي نتنياهو ليبرمان وباراك في الانتخابات هو من الاسباب والاهداف ايضا كذلك اضعاف القدرة العسكرية للمقاومة الفلسطينية هو ايضا منها... وقد نجد غيرها من العوامل والاهداف, لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا كل ذلك
ان الحفاظ على خلل موازين القوى السياسي والعسكري مع الطرف الفلسطيني هو امر واقع, لكن تعديل موازين القوى بين الكيان الصهيوني واجندة التسوية العالمية هو مثار الخلاف والصراع بين الكيان الصهيوني وهذه الاجندة العالمية, وقد جاءت المتغيرات الاقليمية لتخدم نفوذ الاجندة العالمية ومقولة حل الدولتين الذي يرفضه الكيان الصهيوني, وهو ما كان مثار خلافات نتنياهو اوباما قبل انتخابات الرئاسة الامريكية, حيث لعب الوضع الجيوسياسي لقطاع غزة, موضوعيا , دورا مهما لصالح التوجهات السياسية الصهيونية, وضد التوجهات السياسية للادارة الامريكية, ومن ثم جاءت ثورة 25 يناير المصرية ووصول الاخوان المسلمين للسلطة فيها وتفاهماتهم مع الولايات المتحدة الامريكية لتعيد توجيه الاتجاه الوظيفي لجيوسياسية قطاع غزة لصالح الاجندة العالمية ومقولة حل الدولتين, وهو ما ترفضه القيادة الصهيونية التي اعلنت التحلف بين حزبي اسرائيل بيتنا والليكود في محاولة للفوز بالانتخابات القادمة كجبهة سياسية موحدة بالضبط من اجل مواجهة ضغوط امريكية محتملة على الكيان الصهيوني لتقبل مقولة حل الدولتين
ان الجوهر الرئيسي للصراع الراهن حول قطاع غزة اذن هو في كونه صراع على دوره الجيوسياسي في الصراع العالمي والاقليمي, وهو مسالة مختلفة عن موقف الاطراف الاقليمية والعالمية من قوة قطاع غزة العسكرية فهذا متفق عليه بينها, وجوهره ضرورة تجريد قطاع غزة من قوته العسكرية, واشراكه بعملية التفاوض بلا حول ولا قوة عسكرية, تمنح مواقفه واتجاهاته السياسية مضامين استقلالية سيادية
ان اصرار الكيان الصهيوني على لوم حركة حماس في قطاع غزة هو كاصرارها على لوم حركة فتح والسلطة في الضفة الغربية, فحركة حماس كقوة سلطوية مسيطرة في القطاع هي موجه حركة قطاع غزة الجيوسياسية, تماما كما ان حركة فتح والسلطة هي موجه الحركة الجيوسياسية للضفة الغربية, وكما ان الكيان الصهيوني يزعجه مسار تدويل الصراع الذي سلكته الضفة الغربية فانه ايضا يزعجها مسار انحياز حركة حماس للنفوذ الامريكي في المنطقة تبعا لتفاهمات جماعة الاخوان المسلمين والولايات المتحدة الامريكية, وهو ما استدعى عقابها بعدوان عسكري واسع,
ان الرد الوطني على هذا العدوان يجب ان يبدأ من استثمار وطني للعدوان نفسه, والممكن ان نحوله الى شرارة تشعل انتفاضة وطنية عارمة لا تنتهي الى استعادة وحدة اتجاهنا الوطني فحسب وانما تجهض مقولة حل الدولتين ومقولة الدولة المؤقتة وتعيد رفع شعار دولة فلسطين الديموقراطية على كامل فلسطين, فهو شعار الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بشارة النصر
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 11 / 15 - 16:09 )
إذا كان ما حدث ويحدث في غزة هو بشارة النصر لا عجب أن الشعب العربي الفلسطيني هو في وضعٍ لا يُحسد عليه


2 - نعم هذا ما نريده
نبيل ( 2012 / 11 / 15 - 17:00 )
دولة فلسطينية ديمقراطية على كامل فلسطين,,, هذا ما نريد ولا يجب ان ننتنازل عنه ابدا

شكرا عزيزي الكاتب لان هذا ما نريد ان نقرا كشعب فلسطيني


3 - الاخ نبيل
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 11 / 15 - 20:50 )
تحيتي واحترامي
هذا حق منحنا اياه مسار تطورنا الحضاري الطبيعي
تحياتي


4 - الى يعقوب
خالد عبد القادر احمد ( 2012 / 11 / 15 - 20:55 )
جرائمكم في غزة الى زوال ونصرنا في فلسطين حتمية تاريخية, وصفارك الصهيوني لن يقدم او يؤخر في هذه الحقيقة


5 - إلى خالد عبد القادر احمد 4: كلام كلام كلام
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 11 / 16 - 08:12 )
متى تتعلّمون أن الكلام لا يخلق حقائق على الأرض؟


6 - الى يعقوب
نبيل ( 2012 / 11 / 16 - 17:51 )
الكلام لوحده لا يخلق حقائق على الأرض... ولكن بالتأكيد يكشف حقائق مخفية فيها....فلا داعي لسيف دونكشوت الذي تحمله للكاتب وابقى صامتا

اخر الافلام

.. إدارة جامعة كولومبيا الأمريكية تهمل الطلاب المعتصمين فيها قب


.. حماس.. تناقض في خطاب الجناحين السياسي والعسكري ينعكس سلبا عل




.. حزب الله.. إسرائيل لم تقض على نصف قادتنا


.. وفد أمريكي يجري مباحثات في نيامي بشأن سحب القوات الأمريكية م




.. شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول