الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا عن سوريا الكبرى!؟

جورج حزبون

2012 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


منذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 من جانب واحد ، والاعتداءت مستمرة تتخللها فترات ( هدنة ) ، يهتم كل طرف بتعزيز ترسانة للجولة المقبلة ، وبغض النظر عن المسميات والادانات ، فان امكانية الوصول الى عدم تجدد الجولات النيرانية ، امر غير وارد ولعدة اسباب ، اهمها ان حركة حماس القابضة على الامور في قطاع غزة ، لا تقر بوجود اسرائيل وان عقيدتها هي استمرار النزال ( الجهاد ) معها حتى تزول !! وثانياً ، لان حركة حماس في صراعها مع السلطة الفلسطينية ، تحتاج الى تميز ، يوفر لها ذلك الصراع المستمر مع الاحتلال ، وذلك الحشد من القوى الاسلامية والوطنية التي تمارس صراعا بالنيران مع اسرائيل ، وبذلك تتكون وجه فلسطينية ذات مضامين مختلفة وان كانت منتمية لمنظمة التحرر او عير منتمية ، وهي ان هناك طرفين احدهم مع الحوار الدبلوماسي ، كان عالمياً دولياً ، او مفاوضات مباشرى ، والطرف الثاني مع المقاومة المسلحة كانت مشروعة او غير مشروعة تنتج او تحصد دماراً ، الا انها ذات فعل وتفاعل محلي وعالمي .

امام هذه المناهج ، يقف العالم منتظراً حسم الامور ، مع ادانات لحمامات الدم ، وتعويضات عن الاضرار ، اما فيما يتعلق بامر انهاء النزاع واحترام قرارات الامم المتحدة ، ورفض الاحتلال واقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ، فالخلاف والاستقطاب الدولي يمنعه ، ويحاول الالتفاف على الحقوق الوطنية الفلسطينية والقرارات الدولية ، رغم وجود مباردة عربية سلامية مقرة من مجلس الجامعة العربية ، الا ان المصالح الاقليمية والدولية لا تجد فيها ما هو متوافق مع مصالحها ، وبالتالي فان اقامة دولة فلسطينية لا يتوافق مع تلك الجهات ومصالحها ، وبناء عليه ان بقاء الحال كما هو عليه يحتاج الى توتير داخلي ، يتمثل في الانقسام القائم، والدويلة الدينية ، واساليب الكفاح الفلسطيني وحتى الاهداف النهائية الفلسطينية.
واذا اصبح من الغير ممكن ترك اسرائيل تحت تهديد صاروخي مستمر من الشمال ومن الجنوب ، بعد ان تغيرت شروط الاشتباك ، مما يهدد حالة الهجرة المعاكسة وتوقف استثمارات ، وتراجع المدخولات ومستويات المعيشة وصولاً الى السلم الاجتماعي فيها ، وهو اممر خطير بالنسبة لاميركا وحلفائها ، المرتكزين من هيمنتهم على المنطقة بواسطة القوة الاسرائيلية ذات المجتمع المتماسك !! فانهم مطالبون بالبحث عن مخرج / مؤداه ، تفكيك القضية الفلسطينية ، وليس اقامة دولة فلسطينية ، وهذا لا يمكن ان يكون الا بايدي عربية ، ورموز فلسطينية متساوقة معها ، والمرحلة مناسبة ، خلال حالة الفوضى وليست الثورة العربية ، بحيث يكون ممكنا اعادة صياغة الراهن العربي وضمنه فلسطيني ، وليس بعيدا عن هذا ما صرح به الامير الاردني حسن بن طلال ، بان الاحتلال الاسرائيلي انتزع الضفة وهي تحت السيادة الاردنية ويجب اعادتها كما كان عليه الحال ، وبعدها يكون هناك حل ضمن الاسرة العربية ...!؟ونلاحظ هنا ان هذا يوفر لاسرائيل حرية التمدد الممكنه دوليا ، تحت ذريعة حدود امنة !!! وتقليص ما امكن من المواطنين الفلسطينين تحت ذريعة تبادل اراضي ، توفرها ظروف اعادة ترتيب اوضاع المنطقة !!!
ان الحصار الراهن ماليا وسياسيا ومعنويا للسلطة الوطنية الفلسطينية ، ليس مرده ضعف الادارة او الفساد فيها ، وان كان لا يمكن انكار ذلك ، الا ان هذا الحصار يشكل ضغطاً على الشعب الفلسطيني الذي يعيش ازمات متتالية من الافقار والبطالة وانخفاض مستويات المعيشة ، واستمرار الغلاء ، وعدم قدرة السلطة حتى من صرف رواتب الموظفين بما فيهم قوات الامن ، ومع وجود شركاء عرب في ذلك الحصار ، تبدو اللوحة اكثر وضوحاً ، فما هو الهدف المتفق عليه لفرض هذا الحصار ، ما هو المطلوب غير رأي ليبرمان ، وصولاً للنتيجة ذاتها ، وما هي العلاقة بين وما هو جار في الوطن العربي وخاصة سوريا هذه الايام وفلسطين ، فقد كثر القول عن اعادة ترسيم الحدود الاقليمية ، ولكن ذلك ليس سهلاً في القرن الحادي والعشرين كما كان في القرون السالفة ، فالبشرية ليست ارقاماً لدى صانع القرار الامبريالي وحلفائه ، ولكن من غير الممكن ابقاء النزيف الفلسطيني المحرج عربياً والمقلق دولياً ، والمرعب اسرائيلياً ، ان الاجابة هنا ليست سهلة ، لكن السؤال مطروح بشدة ، والهامش الفلسطيني اضيق من الهوامش الاخرى ، فمن الممكن ان تقود الامور الى سوريا الكبرى كما كانت عليه قبل الحرب العالمية الاولى ، وتكون فلسطين سوريا الجنوبية ، ولبنان وغيره سوريا الشمالية او غير ذلك ، وتنصيب قيادة عربية عليها ذات معنى ، حتى لا استخدم ذات مصداقية ، ومن ثم يكون ممكناً العودة الى مبادرة السلام العربية ، واقامة الصلح دائماً مع اسرائيل عبر توافق مع الدولة السورية المجاورة ، واقامة مناطق عازلة تقيم فيها قوات الناتو ، يقود كل ذلك الدول العربية ،او وبعضها بغطاء ديني حيث هذا التكون الاشمل الذي يقرب مشروع الخلافة الاسلاموي ، وبعضها للالتفات لامور اخرى داخلية وخارجية بعد نفض اليد من القضية الفلسطينية بما فيها عودة اللاجئين اذ تستطيع الدولة الكبيرة الواسعة الجديد هل ازمتهم ، وتصبح دولة استثماردمرتها الحرب الاهلية وبعد ضم فلسطين وعيرها ؟ ورشة عمل و ازدهار ، يعيد للاذهان امر تركيا بعد الحرب حين انكفئت على نفسها لاعادة البناء دون التخلي عن طموحاتها الامبراطورية التي اخذت تظهر للعلن مستخدمة حسب الموضة الجارية / الاسلام / غطاء لتلك الطموحات .
وعليه فان الحرب الجديدة على غزة والتي تحمل مسمى ديني عبري ، ليست سوى محطة متقدمة في مخطط قد يسمح لمصر اوغيرها باخذ دور اوسع في الاحتجاج ليوفر فرصة لمفاوض مقبول ديني وعربي ، ويكون ضمن مشروع السلام العربي المعتمد من الجامعة العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟