الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل اسكندنافي

عادل سعيد

2012 / 11 / 15
سيرة ذاتية


مطلع تسعينات القرن الماضي.... وهذه الأشجار لاتعرفني.. لاشيئ في هذا الكوكب الغريب يشبهني ، وخطواتي تتحسس الأرض كما الخطوات الأولى لأرمسترونغ على سطح القمر..ولكن ما لهذي السماء لا تطالعني بحنان ! وهذا الهواء الذي يجس رئتيي كأرض بكر، كم من الوقت يلزمه كي يروضهما ! . انا الطارئ الغريب ، يا ارض الفايكنغ ، اعرف ان فصيلة دمي ليست من فصيلة دمك ، ولوني وطعمي واحلامي من عالم آخر . غير ان لي دالة عليك من هوى قديم ، وعندي منك شهادة تعريف لم يمنحها لي قنصل من قناصلك او يختمها شرطي حدود . فأنا أحمل شهادة تعريف من ابن لك (غزا) عقولنا وافئدتنا و (خشباتنا) ، ليس بالسيف والرمح كما فعل ابناؤك الفايكنغ ، ولكنه الغزو الجميل .. انا ، وكي اختصر المسافة في الطريق الى قلبك ، اعرف هنريك ابسن – اجمل فتيانك - الذي جال في كتبنا ومسارحنا ، واطلق (نورا) من ( بيت الدمية) ومازالت تعاضد نساءنا في طريق الحرية والعتق . حينها كنت معتكفة في الثلج والعتمة في ركنك القصي عند حدود الكوكب ، بينما كان ( ابسن النرويجي ) يتسع في كل العالم . والآن بعد ان القيت بحصاة ابسن في ماء قلبك الساكن ، دعيني اتوغل في غابات روحك المشتبكة .. في البهاء الذي تبثه طبيعتك الآسرة . ها هي طيورك في فضاءات الحرية فوق بحيراتك الشاسعة .. ولكن مهلا .. اي نوع من الطيور هذا الذي اراه !.. اكاد لا اصدق عيني.. انه ( الخضيري) طائرنا العراقي الجميل.. هاانذا اجد في هذه البلاد مايشبهني لونا و رائحة . ولكن مالذي جاء به الى هذه الأرض !؟ اتراه ، مثلي ، فر من عسف فاشست العراق ، وحط لاجئا في هذه البلاد !؟ ادن مني يا ابن وطني .. لا تطر بعيدا عني ، فنحن هنا في امان وسلام .. دعني اشرك هذين المتنزهين في حديث حولك عل ما يبدو غامضا ينجلي . آمل ان تسعفني انكيليزيتي التي لم استخدمها منذ سنوات...
ــــ طاب نهاركما .. اود ان اسألكما في شأن هذا الطائر.. هل هو نرويجي ؟ ــ هل انت جديد في النرويج ؟ ــ نعم و هذا هو يومي الأول هنا.. ــ طبعا هو طائر نرويجي، واذا كنت تعرف ابسن فانه قد كتب مسرحية اسمها البطة البرية .. ــ قرأتها ، فقد ترجمت الى العربية منذ سنين طويلة، ولكنه طائر عراقي و يسمونه في اوربا بالأوز العراقي .. ـــ انه نرويجي ..
ــ بل عراقي ..... وبعد جدل وأخذ ورد توصلنا الى انه طائر مشترك يقضي دورة حياته بين صيف اسكندنافيا المعتدل وشتاء العراق الدافئ . وها انت ترى انني لم اتخل عنك يا خضيرينا العزيز. ولكن مهلا.. فبعد اشهر سيحل شتاء اسكندنافيا ببرده وثلجه . وستهاجر الى وطنك في اهوار العراق . لا اريد ان ارعبك ، ولكني جزع من اجلك ــ كما من اجلي ــ فقد ضربوا الأهوار بالغازات السامة ، و اعد لك ( علي كيمياوي) وليمة من الموت والكيمياء . اما صدام حسين فقد ( احتسى ) مياه الأهوار ففتشققت ارضها عطشا و انقرض وطنك.. الى اين تمضي يا ابن وطني !؟ دعك من هجراتك العدمية .. انا اعرف ان ثلج اسكندنافيا سيكتسح روحك وروحي ــ نحن ابناء الشمس ــ ولكننا سندرع له بدفء ادخرناه منذ اول تمرين .. ذات عشق . ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تجدد دعم غزة خلال وقفة أمام البرلمان المغربي


.. أسامة حمدان: إذا تصرفت أمريكا بإيجابية فيمكن التوصل لاتفاق




.. لقطات من الحرم المكي تظهر اعتناء أحدهم بوالدته


.. على وقع التصعيد.. النيتو يبحث إمكانية تقديم دعم طويل لأوكران




.. بايدن يؤكد أنه لن يعفو عن نجله هانتر في الاتهامات الجنائية ا