الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن لا تستيقظ فيه الطيور

سعدي عبد اللطيف

2012 / 11 / 16
الادب والفن


زمن لا تستيقظ فيه الطيور

شعر: إيليا اهرنبورغ

ترجمة وتقديم : سعدي عبد اللطيف (*)

(إيليا اهرنبورغ، روائي وصحافي معروف. بدأ حياته الادبية كشاعر وسرعان ما احتلت قصائده مكانة رفيعة في الشعر الروسي. شارك منذ اواسط ثلاثينات القرن الماضي في النضال المناهض للفاشية، وشاهم في الحرب الاهلية الاسبانية خاصة . وعند نشوب الحرب العالمية الثانية، قام بعدة زيارات الى الجبهة، اذ كان يحرر التقارير الحربية يوما بعد يوم، وهكذا حاز شعبية لم يسبق لها مثيل.

كتب اهرنبورغ قائلا: «قدمت، اثناء الحرب، كل شيء في حدود طاقتي، كنت اؤمن بأننا في غنى عن اوهام خلق ادب جديد، بل الدفاع عن ادبنا، وقتذاك، وحمايته، والدفاع عن لغتنا، وحماية وطننا وشعبنا». هنا قصائد مترجمة من شعره:
من قصيدة (في زمن لا تستيقظ فيه الطيور) المكتوبة في 1944:
حفنة من التراب الزكي
الدنيا لا مثيل لها حين يدنو الموت
هناك ستبقى حفنة من التراب الزكي دافئة،
داكنة كالقلب أثيرة.

ادعى البعض ان التراب خشن
لا يساوي أي موطئ من أديم الأرض
بيد ان فكرا عظيما وحبا جليلا يجثم هناك هناك،
يستضيف، حتى القبر،
يستضيف الانسان الوديعة
ويبقى يحن الى حفنة التراب تلك
بينماهو يحلق عاليا.... فعاليا ....
فردوسه بركة،
ربما مستنقع،
شجرة، أجمة، ربما
فالانسان لا يرى غيرها
ويفدي روحه من اجلها
في زمن لا تستيقظ الطيور فيه.

وله من قصيدته (حروب الرجال الرهيبة) المكتوبة في 1945:

حينما خاض الرجال حربا رهيبة
كنت فتى
وبقيت على قيد الحياة
حتى اشتعلت حرب اخرى.

لا يمر ببالي من تلك الحياة
سوى المارشات العسكرية،
العواصف، القنابل، اهوال الصراع
بل قرية للصيادين تطل على ساحل البحر
وكوخا قرب الجرف
وقتها رأيت بحارا
وامراة لحظة الوداع ويداها تلوحان
كل النوارس فوق الموجة المديدة
مرت سنوات كثيرة
وما أزال أتذكر ظلين يتعانقان
على حائط ابيض الطلاء.

وله من قصيدته (مهرجان الطيور) المكتوبة في 1945:
يجيء يوم
تغني فيه من قريب ومن بعيد
جوقات المنشدين اغنية اعجاب بمهرجان الطيور
اليعسوب سيضحك بخفوت
ثم يطير مستعيرا الاجمل ليوم للاثنين
وأحلى ما في عيون للاحد.
ستكون السماوات ـ من جديد ـ خلية للطيور
والازهار جميعا تترقب النحل العجول
أما الظلام
فسيطبق على كل من لا يعرف غير تثبيت كسوف الشمس وخسوف القمر...
تمتد الايدي دائما ما دام هناك عناق
وستوجد شفاه ما دامت هناك قبلة.
الريح ستغني قصيدتها
بعدها ستقضي الليل بطوله مع الوردة العجوز.
حلمت دوما بالسلام
حلمت دوماً بالسلام
ولم افهم لماذا يتوجب الاحساس بوجود خطأ ما طول الوقت
كان النهار رماديا
حين رأيت أماً تقف وهي ترقب طفلها بابتسامة حذرة.

الغيوم.. لا تفكر ان عليها ان تمطر
اما الشمس.. فتلقي نظرتها الخاطفة
قبل ان تفر منا ثانية
وفي مرحها مخاوف عديدة.
الاصوات كلها تنطوي على الفزع.
كل صرير، كل ضحكة، كل خطوة.
حتى الطيور تحجرت فلا تطير..
وثمة صمت عميق ينطق.
فاقد بدأ قلبي يعدو بعنف
كما لو انني بين احلامي.. اموت.

انتهى


(*) سعدي عبد اللطيف: كاتب وناقد ومترجم عراقي مقيم في المملكة المتحدة. ترجم ونشر عشرات النصوص الفلسفية والشعرية والوثائق السياسية الى جانب دراسات ومحاولات في النقد الادبي المعاصر والفن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟