الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الصحة العراقية (الواقع والطموح) /ح4 الطبيب

احسان العسكري

2012 / 11 / 16
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية



الطبيب بين مسؤولياته المهنية ومكانته الاجتماعية
الطبيب هو الركيزة الاساسية التي تركز عليها وزارة الصحة وكل وزارات الصحة في العالم فعندما تقول فلان طبيب يعني انه يعمل في الصحة والطبيب ان لم يكمل دراسته العليا فهو يحمل شهادةً عليا وهي البكالوريوس في الطب والجراحة العامة وهي شهادة ليست بالقليلة ابدا مع جل احترامنا للشهادات المماثلة لها الا ان شهادة البكالوريوس هذه حصل عليها بعد دراسة لاكثر من ستة اعوام قضاها في كلية الطب درس فيها الطب والجراحة العامة بلغة غير لغته وراى ايام دراسته اشياء لم يكن يتوقع ان يراها يوما في حياته اليوميه فمن مقاعد الدراسة في الاعدادية حيث اصدقاءه ورفاقه وزملائه في الاعدادية الى كلية الطب وقسم التشريح ويجد نفسه وسط دوامة من الأمراض واللغة الانكَليزية والزخم العلمي الجديد كليا , جميع هذه الانتقالات تؤثر في شخصيته كإنسان وتجعله يشعر من اليوم الاول في كلية الطب انه مقدمٌ على شيء ليس بالهين وتصبح شخصيته في مرحلة انتقالية الله وحده يعلم كم يعاني لحين تقبل الوضع وكثيرون هم الذين لم يتقبلوا هكذا اوضاع فكم من طالب في كلية الطب اثر كلية الاداب او الصيدلة مثلا على ان يكون طبيبا . لا نريد ان نسهب في هذه التنفاصيل الا اننا (من وجهة نظر شخصية) نجد ان من الضروري ان يطلع المواطن الكريم على ما يدور داخل اروقة وزارة الصحة بين مشافيها ومراكزها الصحية فهذا الشاب الذي تخرج لتوه من كلية الطب حاملا عنوان طبيب تدرج قابله قانون التدرج الطبي وحمله من محل سكنه الى محل سكن اخر يبعد عنه 400كيلومترا مثلاً والقي في شعبة من شعب الطواريء في محافظة من المحافضات التي لم يفكر يوما بالذهاب اليها حتى على سبيل الزيارة وضعوا هذا الطبيب في شعبة الطواريء بين الحالات الطارئة بين الاصابات والحالات المستعصية والخطيرة وسط كادر صحي يراه لأول مرة ويبقى بهذه الدوامة الجديدة الى ان يكمل المدة المقررة والتي غالبا ما تتعدى الستون يوماً ثم يقال له اذهب الى المركز الصحي الفلاني وحين يصل المركز الصحي يجد نفسه وحيدا في هذا المركز في احدى القرى او النواحي النائية فيقول له مديره هذا امر اداري بتسلمك منصب مدير المركز ولكن ستبقى تعمل كطبيب في المركز يبتدأ دوامك من الساعة الثامنة صباحا وينتهي في الساعة الثالثة عصرا ومن ثم تذهب الى عيادة التأمين الصحي لتعمل عصرا فهذا هو عملك ... كل هذه القوانين باعتقادي الشخصي هو راض عنها ولااسف على ذلك فالقوانين هي القوانين الا ان بعض الامور التي يجب ان تلتفت لها الوزارة لتطور عملها وتعمق من حب الطبيب لعمله وتنقله من واقعه المتعب الى واقع في شيء من الطمأنينة والراحة وفي شيء من الثقة بها كوزارة هو يعمل فيها ومن اشد ما يعاني طبيب التدرج هو مسألة السكن وقد ياتي قائل فيقول الوزارة وفرت سكنا للاطباء نعم وفرت سكن لهم لكن اين هو السكن ؟ هو دار للتامين الصحي ففي كل عيادة تأمين صحي دور يسكنها الاطباء ولكن !!!
• 70% من هذه الدور يسكنها اناس لا علاقة لهم بالتأمين الصحي كان يكونون مثلا اخصائيون او اداريون خدمتهم علاقتهم ببعض مدراء المؤسسات الصحية والامثلة كثيرة (لي صديق طبيب يعمل في احدى النواحي النائية مديرا للمركز الرئيسي الذي يبلغ معدل مراجعيه يوميا بما يقارب 250 مراجع وهو مدير المركز في نفس الوقت ) وهو من منطقة تبعد عن محل عمله 420 كم يسكن في مكان يبعد عن محل عمله 33 كم , يذهب صباحا ويعود وقت الغداء ثم يعود مرة ثانية للتأمين الصحي في نفس الناحية . كيف سيكون وضعه ؟ وكيف سيكون وضعها لو كانت طبيبة مثلاً؟ وفي الناحية بيت مجهز بكافة لوازم السكن الا ان اداريا او شيء من هذا القبيل استغل البيت وسكنه وهو من اهالي المنطقة بسبب علاقته مع بعض الاداريين في الدائرة) سؤال يطرح نفسه لو قيل لهذا الطبيب هل ستخدم هنا بعد ان تصبح اخصائيا ؟
ماذا سيكون جوابه ؟
• بعض اطباء التدرج يسكن في دور الاطباء في المستشفيات الرئيسية هذه تحسب للوزارة في تعاملها مع موضفيها وهي درجة من التوافق بين مؤسساتها يشعر القاريء بان يقف عندها وقفة احترام وتقدير . ويظطرون للذهاب والعودة والذهاب كما اسلفنا .
• توفير واسطة نقل على الاقل سيكون له مردود ايجابي على عمل الطبيب
اما الطبيب الاختصاصي وبعد كل هذه المعاناة يعمل غالبا في المستشفيات الرئيسية وبعض الاطباء اصبحت لديهم التزامات اخلاقية واجتماعية مع المواطنين وبلغت ثقة المواطن بهم مبلغا لايمكن للطبيب ان يتجاهله فتجده يعمل في المستشفى صباحا وعليه ان يقف في طابور البصمة الذكية لنصف ساعة ثم يذهب لردهة المرضى ليعاين مرضاه ثم يعود لمحل عمله الاداري ويجلس في العيادة الاستشارية ثم يعود ليتابع مريضا حالته غير مستقرة والجراحون يذهبون لصالة العمليات ليخرجوا منها ويذهبون للردهات ليعاينوا مرضاهم ثم يعودون ليقفوا في طابور البصمة الذكية للخروج من المستشفى ليتوجوهوزا لبيوتهم وما هي الا ساعة او اقل بقليل حتى ياتي موعد العيادة الخاصة للغيفاء بالتزاماتهم مع المريض الذي قصدهم ليعالجوه وغالبا ما ينتهي العمل في ساعة متاخرة من النهار ليعود بعدها للتور المسائي ويعاين مرضاه هذا اذا لم يكن في جدول الخفارة الليلية . ويعد المعاينة المسائية يعود لبيته وقد يمنح نفسه بعض الوقت ليرى عائلته ويوفي بالتزاماته الاجتماعية ويمسك كتابا فيه شيء جديد يخص عمله يرى انه يجب ان يطلع عليه ... ما هذه الحالة ؟ اننا نرى اننا نتعامل مع ماكنة بشرية كيف يمكن لشخص وسط كل هذه التبدلات والانتقالات اليومية في حياته ان يبدع هل يجد الوقت الكافي لأن يكون مبدعا في عمله ؟ وهل تملك الوزارة مثلا شيئا تساعده به ؟ وان ساعدته الا يثير ذلك حفيظة باقي الموظفين من غير الاطباء وخصوصا الكوادر الصحية ؟
• منح الطبيب الاختصاصي حرية التحكم بوقته تجعله محبا لعمله مثابرا على اداءه
• تقليل الزخم في العمل يجعل منه منتبها للحالات المرضية ويعاينها بدقة
• العدالة في توزيع الاطباء تساهم كثيرا في تقليل زخم العمل
• وزارة الصحة يجب ان تراجع قوانينها القديمة خصوصا قوانين التوصيف الوظيفي وتحاول ان تعدله بما يتلائم مع مصالحها
لست في هذا المورد مدافعا عن الاطباء دون غيرهم لكنه راي واحتمال صوابه او خطأه وارد جدا فأنا بالنتيجة كاتب اعبرعن وجهة نظري واقول رائيي.

نلتقي في الحلقة القادمة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت