الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء غزة والموقف المصرى المطلوب

هانى جرجس عياد

2012 / 11 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


حسنا فعل الرئيس محمد مرسى بقرار سحب السفير المصرى من تل أبيب، لكن هذا وحده لا يكفى لتشكيل وصياغة موقف مصر الثورة من النازية الصهيونية، حتى لو كان الرئيس مرسى هو الصديق الوفى لرئيس الكيان الصهيونى النازى.
وحتى لا يختلط الحابل بالنابل، فإن هناك فارقا كبيرا وشاسعا بين الدعم المصرى للشعب الفلسطينى فى غزة، من جانب، ومواجهة العربدة الصهيونية على الحدود الشرقية لمصر، من جانب أخر.
دعم للشعب الفلسطينى، يجب أن يتجاوز حدود بيانات التأييد «العبيطة»، ولا يكتفى حتى بفتح المعابر وإعلان حالة الطوارئ فى مستشفيات العريش ورفح، استعدادا لاستقبال المصابين الفلسطينيين، لكنه يجب أن يشمل دعما لوجستيا فعالا ومؤثرا، ليس مطلوبا أن يكون معلنا، لكنه بالضرورة يجب أن يكون موجودا. كما لا يجوز أن يكون الهدف من زيارة رئيس الوزراء المصرى مجرد «شو» إعلامى، مثلما رأيناه فى مترو القاهرة وبعض شوارعها ومحلاتها التجارية ومؤسساتها الحكومية، وليس من اللائق برئيس وزراء مصر أن يناشد العالم –من غزة الجريحة- بممارسة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها الهمجى، ما لم يبادر هو –ومن غزة الجريحة أيضا- بالإعلان عن سلسلة إجراءات مصرية تستهدف حماية أمن مصر القومى ودماء شهداء غزة، وتكون فى الوقت ذاته عوامل ضغط مصرية على إسرائيل، بدلا من الاكتفاء بمناشدة العالم. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فليس من اللائق بمصر أن تقبل «الهدية» الصهيونية الملغومة بوقف الاعتداءات النازية على قطاع غزة أثناء زيارة الدكتور هشام قنديل لها، ذلك يعنى أن علينا أن «نرد التحية بأحسن منها»!، ونكتفى بمناشدة العالم أن يضغط على إسرائيل، دون أن نفعل نحن ذلك. رئيس وزراء مصر ليس أعز من الشهيد عبد المنعم رياض، ودماؤه ليست أغلى من دماء أى جندى مصرى استشهد برصاص الغدر الصهيونى.
الموقف من العربدة الصهيونية على حدودنا الشرقية، لا يصح أن تتراجع وتتوارى وراء الكلام الكثير عن أهمية وضرورة دعم الشعب الفلسطينى، والاكتفاء بمناشدة العالم أن يضغط على إسرائيل!.
فى صياغة الموقف المصرى من العربدة الصهيونية على حدودنا الشرقية واستباحة دماء الشعب الفلسطينى، يتعين التمييز بين حقيقة أننا لا نسعى لحرب ولا نريدها، من جانب، وضرورة مواجهة عربدة صهيونية على حدونا الشرقية تشكل تهديدا مباشرا للأمن الوطنى المصرى (من جانب أخر)، فضلا عن كونها تهديدا حقيقيا للحدود المصرية، والتهرب من هذا من هذا الواجب تحت ذريعة عدم الرغبة فى خوض حرب هو خيانة وطنية صريحة وصارخة فضلا عن كونه نمطا مفضوح من الجُبن.
فى سياق هذا الموقف، يأتى سحب السفير المصرى من تل أبيب، خطوة أولى، لا يمكن ولا يجب أن تكون الخطوة الوحيدة، وإلا فقد الموقف جديته وتحول إلى نوع من الهزل، سرعان ما سوف يتحول إلى سلاح فى وجه مصر، بدلا من كونه سلاحا فى يدها. ذلك أن الاكتفاء بسحب السفير لم ولن يوقف العربدة الصهيونية النازية، وبما يبدو معه وكأن مصر عاجزة عن مواجهة هذه العربدة على حدودها. ولئن كان العجز يليق بجماعة هددت إسرائيل يوما بملايين زاحفة إلى القدس، ثم سرعان ما توارت واختفت من المشهد عندما كشرت إسرائيل عن أنيابها، فإنه بالقطع لا يليق بمصر بعد الثورة، تماما مثلما لم يكن يليق بها فى زمن حكم «الكنز الاستراتيجى».
الموقف الآن لا يحتمل المراوحة ولا المراوغة، وعلى الرئيس محمد مرسى أن يحدد اختياراته بوضوح وقطع، فإما الالتزام بتعهدات خيرت الشاطر ومكتب إرشاد الجماعة للإدارة الأمريكية بالحفاظ على معاهدة السلام وعدم المساس بأمن إسرائيل، وإما الانحياز لمصر على حساب جماعة خارجة على القانون شاءت سخرية الأقدار أن تجعل منها حاكما لمصر، إما الانضمام لفريق شماشرجية وخدامين الولايات المتحدة وإسرائيل، بقيادة حاكم قطر ورئيس وزرائه، الذين ملئوا الدنيا صخبا وضجيجا تباكيا على دماء الشعب السورى، ثم تواروا كالنعاج أمام العربدة الصهيونية، وإما الانحياز لمصلحة مصر الوطنية والقومية العليا، إما إعادة إنتاج «الكنز الاستراتيجى» لإسرائيل، وإما سياسة واضحة بخطوات محددة تؤكد أن مصر بعد 25 يناير تختلف جذريا عن مصر قبل هذا التاريخ. على الرئيس محمد مرسى أن يثبت الآن وبصورة عملية أن القابع فى سجن طره الآن ليس شخص حسنى مبارك، ولكن كنز إسرائيل الاستراتيجى. أخشى أن نكون قد سجنا الشخص بينما الكنز الاستراتيجى مازال حرا طليقا.
وفى بناء موقف مصرى واضح، يلتزم بالواجب الوطنى فى حماية الأمن القومى المصرى، ويترجم واجب مصر القومى ومسئوليتها إزاء أنهار الدم العربى التى تسيل، فى غزة مثلما فى دمشق، فإنه بوسع الرئيس الإخوانى محمد مرسى طرد السفير الإسرائيلى من القاهرة، حتى لو لم يكن موجودا الآن فى مقر عمله، وبوسعه تخفيض عدد الدبلوماسيين الصهاينة فى مصر، بما فى ذلك إغلاق القنصلية الصهيونية فى الإسكندرية والمركز الأكاديمى فى الدقى، وتجميد كافة الاتفاقيات التجارية، وكذلك حركة التجارة، بين مصر والكيان النازى.
وما لم تسفر هذه الخطوات عن ردع العدو النازى، فإن الانتقال إلى خطوة نوعية جديدة يصبح ضرورة لا مفر منها، يفترض أن تكون موضع دراسة جادة منذ الآن، وهى تجميد معاهدة السلام وقطع العلاقات مع إسرائيل.
نحن بالقطع لا نسعى إلى مواجهة ولا إلى حرب، لكن هذا لا يعنى أن نفر كالجرذان من مواجهة يفرضها علينا العدو.
** على «أنغام»القصف الصهيونى
- بينما كان الكثيرون يتوقعون أن تتسرب أنباء اجتماعات سرية بين صفوت حجازى وعصام العريان لتشكيل «جيش محمد» الزاحف بالملايين لمواجهة «اليهود» وتحرير القدس فى «خيبر» القرن العشرين، إذا بالأول (صفوت حجازى) يختفى تماما من المشهد ولا يعرف له أحد مكانا، والثانى (عصام العريان) يطالب بعودة مجلس الشعب لمواجهة القصف الإسرائيلى النازى على غزة!!!. وإذا كنا نتمنى لصفوت حجازى اختفاء آمنا ودائما، فإننا نقول للعريان «اكتر من كده وبيشفى».
- إلى الشيخ حمد رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها ونصير الربيع العربى «ياترى انت فين يا مرزوق»!!
_ إلى «قناة الجزيرة من الدوحة» أليس لديكم أى سؤال عما يجرى فى غزة توجهونه إلى أى مسئول قطرى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسئلة الهامة
حكيم فارس ( 2012 / 11 / 16 - 17:35 )
تحياتي للكاتب هاني عياد المحترم
الاسئلة التي وجهتها في نهاية المقال هي في الصميم
لماذا يصمت هؤلاء ؟

اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل