الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة غزة مرحلة جديدة من إدارة الصراع

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


معركة غزة مرحلة جديدة من إدارة الصراع
يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الثالث في ظل معادلة جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية بفعل إمتلاكها مخزون من الأسلحة السورية والإيرانية التي حولت المقاومة من قوة تصدي محدودة لآلة الإحتلال العسكرية، إلى قوة ضاربة قادرة على إختراق الحيز و تحويل المستوطنات في المحتل من فلسطين عام 48 إلى مدن أشباح نتاج هروب معظم المستوطنين إلى الشمال المحتل، وإختباء من تبقّى داخل الملاجىء في محاولة للتعايش القصري مع التهديد القادم من قطاع غزة. المعركة تخاض في ظل حالة إستقطاب كبيرة يعيشها المجتمع الصهيوني مع تقريب موعد الإنتخابات، مما يدفعنا الى الإعتقاد بأن القيادة السياسية في إسرائيل ستحاول الإستفادة من العدوان في زيادة رصيدها الإنتخابي في ظل الدعم المفتوح الذي منحته الإمبريالية الأمريكية للعملية العسكرية بتحميل المقاومة المسؤولية عن تدهور الأوضاع، لذا لن تلجأ القيادة السياسية إلى عملية برية واسعة بالقطاع تخوفاً من إرتفاع الخسائر البشرية في صفوف قوات الإحتلال، مما سينعكس سلباً على التأييد الجماهيري للعملية، وسينسحب ذلك على الموقف من حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا اللذان يعملان على إستقطاب اليمين الإسرائيلي لقيادة إسرائيل بالسنوات القادمة. ستركز إسرائيل على القصف الجوي في محاولة لتصفية القيادات الجذرية بشكل عام والقيادات العسكرية لحماس بشكل خاص مع إمكانية لإجتياحات أرضية موضعية بهدف تقليص مدى الصواريخ التي تستهدف العمق المحتل من فلسطين.
المعارك لن تطول، ستشتد خلال الساعات القادمة ولكنها لن تتواصل للعديد من العوامل أهمها:-
• إستمرار المعارك سيعيد حالة الإصطفاف في الوطن العربي من جديد على قاعدة التناقض مع المشاريع الإمبريالية في الوطن العربي، سيكون الموقف الشعبي مناهض للإمبريالية عكس الموقف الرسمي المتحالف مع الإمبريالية خاصة بعد إستيلاء الدين السياسي على الحكم في دول " الربيع العربي ".
• الجبهة الداخلية في الكيان غير مهيئة لحروب طويلة تطال عمقها، وهذا ما يمكن تلمسه من حالات الفزع والنزوح الجماعي من الجنوب المحتل.
• المقاومة لا تمتلك مخزون كبير من الصواريخ القادرة على ضرب عمق الكيان خاصة بعد إصطفاف حماس إلى جانب الدول الرجعية وإنقلابها على سوريا المزود الرئيسي للمقاومة بالصواريخ.
• عجز النظام الرسمي عن المواجهة سيدفعه إلى الضغط على المقاومة للموافقة على التهدئة برعاية مصر "الإخوانية" التي تعمل على الوصول إلى تهدئة طويلة المدى تكون حماس مسؤولة عن تنفيذها كمقدمة للصفقة الإخوانية بالضفة الغربية، ما يشير إلى هذا الهدنة طويلة الأمد التي كان يتم العمل على إنجازها برعاية مصرية قبل إغتيال الجعبري والتي شارك به "غرشون بيسكين " الإسرائيلي.

• تدهور الأوضاع في الأردن وإحتمالية تصاعد الحراك الإسلامي هناك، مستفيداً من الأوضاع الإقتصادية الآخذة بالتأزم، يستدعي وقف الصراع المباشر مع الإحتلال الصهيوني لتتفرغ الإمبريالية لتوظيف الحراك ضمن مشروعها الهادف إلى دفع النظام في الأردن للإنخراط بشكل أكثر فاعلية في المؤامرة على سوريا.

الأوضاع في حالة تصاعد هذه الأثناء نتاج الثقة المتزايدة بإمكانية الردع لدى المقاومة وحرص إسرائيل على تحقيق أهداف العملية التي ستأسس لمرحلة جديدة من التسويات مع الدين السياسي المتحالف مع الإمبريالية.
على المقاومة مواصلة العمل وإستثمار حالة الإنفلات بالمواقف لتكبيد الإحتلال أكبر خسائر ممكنة لخلق معادلة ردع جديدة بالمنطقة على غرار معادلة الردع بالشمال التي فرضتها المقاومة هناك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه